رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حب ميلينا دام عامين وقتلها النازيون.. النساء فى حياة كافكا

كافكا
كافكا

ذات صباح كان كافكا برفقة صديق ينظر إلى ما حوله من نافذة بيته بـ"ألستادتير رينغو"، وهو اسم ساحة المدينة العتيقة لمسقط رأسه "براغ"، من هناك أشار إلى مدرسته القديمة حيث أنهى دراسته الثانوية، وإلى الجامعة التي درس بها الحقوق والمبنى الذي كان يوجد به مكتبه ثم بعد قليل رسم بإصبعه في الهواء دائرة ليست بالكبيرة وقال لرفيقه:"هذه الحلقة الصغيرة تشمل كل حياتي".

هكذا فسر كافكا أو هكذا رأى حياته. فهناك داخل تلك الحدود عاش أربعين سنة وأحد عشر شهرا، إلى أن مات بداء سل الحنجرة في مشفى بفيينا.

أما بخصوص علاقاته النسائية، فقد ظل كافكا عازبًا وإن كانت تنتسب إليه علاقات عاطفية مع خمس أو ست نساء، أو سبع على أكثر تقدير، إذا ما أضيفت المراهقة سلمى أنه مفتش البريد التي ارتبط بها لوقت قصير.

التزم كافكا بالزواج في ثلاث مناسبات، مرتين مع الموظفة البرلينية فيليسي باور، والتي تعرف إليها في بيت صديقه "ماكس برود"، ومرة مع السكرتيرة البراغية جولي ووهريزك، ولكن في اللحظة الأخيرة كان ينسحب باختياره.

صحيح أن كافكا في أواخر أيامه وبعد الحب المضطرب وشبه الأخوي الذي عاشه مع ميلينا جاسينسكا، عاش لمدة ستة شهور مع دورا دايمنت وهي يهودية برلينية كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وكان ينوي الزواج بها ولكن الأمر لم يتحقق، إذ إن موته المبكر قضى على المشروع تمامًا.

أما ميلينا وهي الأشهر فيمن كانت لهم علاقة بكافكا فقد تعرف إليها الأخير بداية عام 1920، وكانت فتاة ذكية ومتمكنة ومنفتحة وكاتبة رائعة، نشأت بينها وبين الكاتب التشيكي علاقة حميمية، كانت مليئة بالأمل أولا لكنها فيما بعد أصبحت علاقة يائسة، ودامت هذه العلاقة لمدة عامين، وفي عام 1939 ألقي القبض على ميلينا ببراغ، ثم اغتالها النازيون في أحد معسكرات التجميع النازية، وذلك حسبما ذكر لويس غروس في كتابه "ما لا يدرك".