رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماجستير عن تقنيات ترجمة الأعمال الشعرية لــ أحمد الشهاوي

الأعمال الشعرية لــ
الأعمال الشعرية لــ أحمد الشهاوي

تناقش الباحثة ريهام صبري محمود رسالتها للماجستير٬ يوم الخميس 16 يوليو المقبل في الحادية عشرة صباحا في قاعات المناقشات بكلية الألسن جامعة عين شمس بإشراف د. فؤاد أحمد كامل أستاذ الأدب التركي بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، و.د فايزة محمد سعد أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغة العربية بكلية الألسن، ود. أحمد مراد محمود مدرس الأدب التركي بكلية الألسن.

حول كتاب الشاعر أحمد الشهاوي المترجم إلى اللغة التركية تحت عنوان هو: Harflerinde Yürüdüm Zamanımı Ekerek "مشيتُ في حروفك ناثرًا وقتي" وقد قام بالترجمة المترجم الشاعر التركي متين فندقجي "Metin Fındıkçı"

وتتناول هذه الدراسة النقدية مُختَارات من أشعار أحد الشعراء العرب المعاصرين الشاعر المصري "أحمد الشهاوي" في كتاب " مِياهٌ في الأصابعِ"، وترجمتها إلى اللغة التركية بعنوان: "مشيتُ في حروفك ناثرًا وقتي". وتوضح بالأمثلة كيفية انعكاس السمات الأسلوبية للشاعر في الترجمة، والاختلافات بين النص العربي، وبين النص التركي بالنماذج. وتجدر الإشارة إلى أن المُترجِم لم ينقل الكتاب بأكمله، وإنما نقل منه بعض المُختَارات.

وتكمن أهمية هذه الدراسة في التعرف إلى المشكلات التي تواجه المُترجِم في ترجمة النصوص الشعرية، وما الطرق التي يلجأ إليها لتجاوز هذه المشكلات، ومدى توفيقه أو إخفاقه في استخدامها. كما تبين في الفصل الأخير كيف أصبح النص الشعري المُترجَم غير مفهوم نتيجة عدم الاهتمام بمعاني الكلمات وبنية الجملة وعدم الاطَّلاع على ثقافة بيئة الشاعر وحياته.

وتجيب هذه الدراسة عن سؤالين هما: ما التأويلات التي ارتضاها المُترجِم أثناء القيام بعملية الترجمة؟

وثانيا كيف نقل المُترجِم الصورة الشعرية؟ وتهدف إلى تَعرّف التأويلات التي ارتضاها المُترجِم أثناء القيام بعملية الترجمة؛ فالنص الشعري يحتمل قراءات وتأويلات متعددة ترتبط بثقافة المتلقي. فكيف قرأ المُترجِم النصَ. كما تفترض الدراسة التزام المُترجِم التأويل اللغوي للنص الشعري في الترجمة، وتسعى إلى إثبات هذه الفرضية أو نقضها.

واتبعت الباحثة المنهج الموضوعي لقراءة النص الشعري وترجمته قراءة تحليلية تسعى إلى معرفة مدى قدرة النص المُترجَم على التعبير عن الدلالات المختلفة للنص الشعري.

ومن الصعوبات التي واجهت الباحثة أثناء هذا العمل قلة المراجع التي تدور حول موضوع "تقنيات الترجمة" سواء المراجع التركية أو العربية فما وجدته الباحثة كان رسائلَ علمية، ومجلات تدور حول الموضوع، أي أن الكتب التي تتناول هذا الموضوع قليلة جدًا لذلك لجأت الباحثة إلى مراجع أجنبية سواء مقالات في مجلات أو رسائل علمية.

ومن الصعوبات التي واجهتها على مستوى المضمون أن المُترجِم لم ينقل الديوان كله فترجَمَ مختارات من الديوان العربي، وهذا ما أدَّى إلى صعوبة إيجاد بعض التقنيات، ومن ثَمَّ نقص عدد النماذج التي وردت في الدراسة. أو أن الديوان حوى بعض التقنيات، إلا أن المُترجِم أخطأ فهم المعنى فارتأت الباحثة ألا تورد كثيرًا من هذه النماذج في الدراسة ففضلت أنها إذا أوردت نموذجًا على إحدى التقنيات فإنه يقلل فيه نسبة الخطأ.

إلا أن هذا كان صعبًا للغاية؛ فأخطاء المُترجِم في العمل أكثر من صحتها. وهذا أيضًا تسبب في زيادة محتوى الفصل الأخير الذي تناول أخطاء المُترجِم في الديوان عن الفصلين الأول والثاني اللذْين تناولا تقنيات الترجمة.

كما أن هناك بعض الجمل احتوت على أكثر من تقنية أو نوعين من الخطأ، كالأخطاء التركيبية والأخطاء اللغوية، مما أدَّى إلى حيرة الباحثة في تناولها تحت أي بند، فرأتْ أن تتناولها تحت البند الأكثر سيطرة على هذه الجملة؛ فإذا احتوت جملة ما على أكثر من تقنية تطلعت الباحثة إلى التقنية الأكثر سيطرة على هذه الجملة وتناولتها تحت هذا البند. وإذا وجدت أيضًا جملة تحتوي خطأً نحويًا وخطأً نتيجة فهم معاني الكلمات على سبيل المثال تطلعت الباحثة إلى الخطأ الأكثر بروزًا وتناولته تحت هذا البند.

وترى الباحثة ريهام محمود أن الشعر من أصعب الأنواع الأدبية التي يمكن أن يواجهها المُترجِم؛ لما فيه من إيقاع وخصوصية التصوير والتراكيب، والإيحاءات الرمزية... مما يتطلب من المُترجِم أن يجيد اللغة المُترجَم عنها، وأن يمتلك هذه الذائقة اللغوية. ومن هنا تظهر صعوبات ترجمة الشعر ومشاكلها.

وقد لوحظ في الفترات الأخيرة ازدياد عدد الكتب العربية المُترجَمة إلى التركية سواء شعرًا أو نثرًا، لكن عدم التعقيب على هذه الترجمات، أو عدم انتقادها أوحى إلى المُترجِم وإلى القارئ أن الكتب المُترجَمة كافة صحيحة مما يَحُول دون إيصال الأعمال النثرية والشعرية الجميلة إلى القارئ.

فنظرًا لأن المُترجِم لا يتلقى انتقادات بناءة للترجمات الخاصة به، فإنه يواصل أخطاء الترجمة، ولا يستطيع تطوير نفسه ولا يشعر بالحاجة إلى ذلك لأنه يعتقد صحة ترجماته. وهذا ما يؤدِّي إلى زيادة الترجمات ذات النوعية الرديئة ويلقي بظلاله على أمثلة الترجمة الجيدة. فالقارئ الذي يطالع نماذج الترجمة السيئة ويواجه فيها تعبيرات غير مفهومة يسأم منها، ويَدَع هذه الكتب ولا يَقرَبَها مرة ثانية.

وزيادة ترجمة الأعمال الأدبية شعرًا ونثرًا، وتنوع المُترجِمين الذين يترجمون العمل نفسه، ودقة الترجمة أوضحت المدى الذي وصل إليه أسلوب الأديب ورسالته.