رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أمير الصحافة» يكتب مانشيت النهاية: أم القرى تبكي ابن سوهاج

الدكتور الأمير صحصاح
الدكتور الأمير صحصاح

ساعد الرجل أجيالًا لتخطو في طريقها نحو المنابر الإعلامية، سنوات طويلة قضاها بين جُدران كلية الآداب بجامعة أسيوط ليُهدي علمه لطلاب الإعلام بها، فجنى حُبًا من قلوب المارين من هُنا؛ لينطلق في مهمة أخرى مُوجهًا عِلمه إلى خارج الحدود.. هبطت الطائرة في المملكة العربية السعودية، ليواصل الرسالة في جامعة أم القرى.

الدكتور الأمير صحصاح، ابن محافظة سوهاج؛ أو "البلد الطيبة"، كما كان يصفها، تخرج في كلية الآداب جامعة أسيوط، ليحصل منها على درجة الليسانس في 1981، ثم الماجستير من جامعة جنوب الوادي في 1996، ليُعين بعدها بعامين مدرس مساعد بقسم الإعلام بآداب أسيوط، وظل به حتى عُين مدرسًا 2007، بعد حصوله على درجة الدكتوره في الإعلام، ومرت السنوات ليُهدي للصحافة المصرية كوادر تدربت على يديه، ثم صار رئيسًا لقسم الصحافة بالكلية.

خُطى الرجل نحو كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى السعودية، جاءت لتُهديه ختامًا عطِرًا يليق برحلته الطويلة رسولًا للعلم، ليرحل الرجل عن عالمنا مؤخرًا، فيُدفن في تُراب مكة المكرمة.. انقطعت الأنفاس، وارتاح الجسد، تاركًا الراية لآخرين ممن تتلمذوا على يديه.

المُعلم المصري، لاقى وداعًا مهيبًا من أكاديميين وطلاب في جامعة أم القرى، فأعدوا مقطعًا مصورًا حوى تسجيلًا صوتيًا لهم، نُشر على موقع صحيفة مكة الإلكترونية، عبروا فيه عن حزنهم لفراق أستاذهم وزميلهم "صاحب النكتة والفكاهة والأخلاق الحسنة.. صديق الطلاب وأبيهم وأخيهم الأكبر" ـ كما يقول الدكتور عدنان المغامسي، عميد كلية العلوم الاجتماعية.

"صافيًا، نقيًا للقلب، كان بمثابة الأب الرقيق والحنون لنا كلنا"، قالها عنه زميله الدكتور وجدي حلمي، الذي قضى 10 سنوات معه في القسم ذاته، مؤكدًا أنه كان يشعر أنه يعرفه منذ زمن بعيد، ليس تلك السنوات العشر فقط: "كان فارسًا للصحافة.. جاء خادمًا لمكة المكرمة بعلمه.. فجزاه الله خير الجزاء بأن دُفِن فيها".