رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بينها «السالمون».. «الدستور» تكشف علاقة الأسماك المستوردة بكورونا

الأسماك المستوردة
الأسماك المستوردة

افتراض جديد انتشر على العديد من الوسائل الإعلامية، ربط بين أسماك السالمون وعلاقتها بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد ظهور سلسلة جديدة من الإصابات في العاصمة الصينية "بكين" غير واضحة، لينشأ افتراض أن تناول أسماك السالمون هى المسئول عن ظهور تلك السلالة الجديدة من كورونا.

وكان السبب وراء ربط تناول أسماك السالمون بالإصابة بفيروس كورونا، الإعلان عن إيجابية تحاليل كورونا لشاب عمره 22 عامًا ينظف الأسماك المجمّدة في السوق في تيانجين بالقرب من العاصمة "بكين"، الأمر الذي جعل الشكوك تتجه نحو الأسماك المجمدة برمتها وارتباطها بالعدوى بالفيروس.

وذكرت وسائل إعلام، أنه تم اكتشاف الفيروس في أدوات تقطيع السالمون المستورد في سوق شينفادي بالعاصمة الصينية وسط مخاوف من حدوث موجة ثانية للفيروس المستجد، لذا أوقفت الصين، وهي مستورد رئيسي للمأكولات البحرية واللحوم، مؤخرًا عمليات الشراء من موردي سمك السالمون الأوروبيين بسبب مخاوف من ارتباطه بالفيروس.

ما مدى صحة تلك الأقاويل المنتشرة حول الأسماك المجمدة، وعلى رأسها "السالمون"؟، وكيف تأثرت سوق الأسماك المجمدة فى مصر بعد انتشار هذه الأقاويل؟ هذا ما سنتناوله بالتقرير التالي

الدكتور مجدي نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، قال إن ما يذاع من إمكانية انتقال فيروس كورونا عن طريق أسماك السالمون أو الماكريل وغيرها من الأسماك المستوردة المجمدة، هي معلومات ليست دقيقة على الإطلاق، مشيرًا إلى أنه لا علاقة لتناول الأسماك المجمدة بالإصابة بفيروس كورونا، وذلك في حال تم طهيها جيدًا وتعرضها للنار، الأمر الذي يؤدي إلى قتل الفيروسات بها إن وجدت، موضحًا أن فيروس كورونا يموت عند درجة حرارة الطهي.

وحذر نزيه، في حديثه لـ"الدستور"، من تناول سمك السالمون الذي يؤكل نيئًا، لأنه قد يكون محملا بالفيروسات بسبب عدم تعرضه للنار حيث تظل تلك الفيروسات كامنة داخله وتختفي، وكذلك الحال أيضًا مع السمك السالمون المدخن، الذي لا تكفي درجة حرارة تدخينه لقتل الفيروسات.

بينما جميع الأسماك الأخرى حسبما قال فهي، فهي تكون آمنة بمجرد طهيها، وكذلك أسماك التونة والمعلبات المستوردة فهي آمنة كذلك نظرًا لكونه يعد من قواعد التعليب والتغلفة هو التعقيم للمواد الغذائية المراد تعبئتها، وأسماك التونة المعبأة والسردين وغيرها تتعرض إلى درجة حرارة 130 درجة مئوية، وهي كافية جدًا لقتل أي فيروس، وبالتالي فلا داعي للقلق من تناولها.

من جهة أخرى قال الدكتور علي الوعري، أخصائي جراحة الصدر والباحث في التكنولوجيا البيولوجية، لـ"الدستور"، إن هناك احتمالًا بشأن انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد من سمك السالمون بسبب تلوث السمك المستورد نفسه من أشخاص مصابين بكورونا، موضحًا أن سمك السالمون لا يسبب الإصابة بكورونا بل يعد ناقلًا للفيروس من سطح إلى آخر.

كان من الضروري توجه "الدستور" أيضًا إلى تجار الأسماك المجمدة تلك، والذين قد تتأثر تجارتهم بسبب ما أذيع عنها وعن علاقتها بنقل الفيروس.

محمود أحمد صاحب أحد محال بيع الأسماك الشهيرة بمحافظة السويس، يقول: "سوق السمك بقاله فترة مريح خالص"، لافتا إلى حالة الركود التي عانى منها سوق الأسماك بشكل عام خلال فترة انتشار فيروس كورونا، وذلك بسبب إحجام المواطنين عن الشراء خوفًا من الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى عدم خروج المواطنين بسبب ظروف الحجر التي فرضها كورونا.

أما عن الأسماك المجمدة تحديدًا، وتأثرها بما أشاع عنها، فقال محمود، إن كميات المعروض من السمك المستورد من الأساس لم يكن بالكثير وذلك نظرًا لقلة الاستيراد من الخارج بسبب ظروف انتشار الفيروس، وبالتالي لا يمكن أن تكون سببًا بانتشار الفيروس في مصر، أما عن سعر الأسماك المجمدة في الفترة الأخيرة أوضح أنه انخفض بشكل كبير عن ذي قبل نتيجة توافر الأسماك المحلية بسبب توقف التصدير ضاربًا هنا المثل بسمك يعرف باسم "الناجل"، الذي كان يصدر ولكن مع توقف حركة التصدير أصبح يباع بمصر وبأرخص الأسعار، مشيرًا إلى أنه من الوارد أن يكون سبب انخفاض سعر الأسماك المجمدة أيضًا راجع إلى تداول تلك الأقاويل عنها، وعن علاقتها بكورونا.

أما عن موقفه الشخصي حيال بيع هذه الأسماك المجمدة فيقول، إنه إذا ثبت بالفعل أنها قد تؤذي وتتسبب في انتشار الفيروس، بالطبع سأتوقف عن بيعها على الفور "اللي ما أرضاهوش على نفسي ما أرضاهوش على غيري"، أما في حال عكس ذلك، فلا يجب أن تتأثر تجارة هذه الأسماك على الإطلاق، نظرًا لما سيترتب عليه ذلك من آثار ضارة على العديد من التجار الذين يعتمدون عليها بشكل كبير في تجارتهم، بالإضافة إلى أهميتها الغذائية الكبيرة للمستخدم أيضًا.

يذكر أن مؤسسة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة، أصدرت تصريحًا ينفي إمكانية حدوث الإصابة بكورونا من خلال المأكولات البحرية إذ لم يثبت إمكانية إصابة هذه الكائنات البحرية بفيروس كورونا.