رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سجل قطر «الأسود» للخروج عن الصف العربي ودعم العدوان التركي بالمنطقة

سجل قطر «الأسود»
سجل قطر «الأسود»

لدى دولة قطر تاريخ طويل من الخروج عن الإجماع العربي على إدانة التدخلات التركية في المنطقة بدءا من سوريا ووصولا إلى ليبيا، حتى باتت "الدوحة" مسمار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لمحاولاته في شق وحدة الصف العربي.

وللمرة الثالثة خلال أقل من ستة أشهر خالفت الدوحة قرار الدول العربية برفض الانتهاكات التركية في ليبيا، مبينة انحيازها لرغبة "أردوغان" في احتلال الأراضي الليبية.


ـ إدانة عربية للتدخلات السافرة في ليبيا
فيما تتوالى الإدانات العربية والدولية للتدخل الاجنبي والتركي في ليبيا، وقفت الدوحة صامتة ولم تعلق، بل ابدت انحيازها إلى اردوغان من خلال اتصال امير قطر تميم بن حمد بالرئيس التركي، السبت الماضي، بالتزامن مع كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي لاقت ترحيب ودعم عربي ودولي، لرفضها التدخلات التركية في ليبيا، ولكن حاول تميم ابداء انه له رأي اخر بعيد عن النسيج العربي.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إدانة الجامعة لكافة أشكال التدخل الأجنبي فى ليبيا، محذرًا من استمرار الصراع أكثر من ذلك.

وقال أبو الغيط خلال كلمته ببدء الاجتماع: إننا نجتمع اليوم وليبيا تمر بمنعطف خطير للغاية في مسار الصراع الذي يمزق هذا البلد العربي الهام.. هذا الصراع الذي يتحمل الشعب الليبي تداعياته الجسيمة منذ أعوام دون توقف، والذي باتت تطوراته تبعدنا كل البعد عن هدف التسوية السلمية المتكاملة للوضع في البلاد، وتمثل أبعاده تهديدًا لسلامة ووحدة أراضي الدولة الليبية وأمن واستقرار دول الجوار المباشر ومنظومة الأمن القومي العربي ككل.

وشدد على موقف الجامعة المتمسك بالحفاظ على سيادة واستقلال دولة ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية على طول الخط، قائلًا:" ونقف بقوة في رفضنا لأية أصوات – داخل البلاد أو خارجها – تدعو إلى الانشقاق أو الافتراق، وأية مخططات – محلية كانت أم أجنبية – لتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ وإحداث شرخ دائم في النسيج المجتمعي الليبي".

بالتزامن مع بيان الجامعة العربية، أصدرت قطر اليوم الثلاثاء بيانا أعلنت فيه موقفها من تطورات الأحداث في الأزمة الليبية، حيث واصلت الدوحة أكاذيبها وناقضت نفسها.

وقالت قطر في بيانها إنها تؤكد على ضرورة احترام سيادة ليبيا ورفضها التدخل الخارجي بشؤونها، داعية كافة الأطراف إلى تنفيذ اتفاق الصخيرات للتسوية في ليبيا وإنجاح العملية السياسية. لتحاول الدوحة الظهور بمظهر البرئ من دعم المليشيات والتدخل التركي في ليبيا.

وناقضت قطر نفسها في بيانها، فبعدما دعت إلى عدم الانحياز إلى أي من الأطراق الليبية، أعلنت في بيانها تجديد دعمها لحكومة الوفاق وتنفيذ اتفاق الصخيرات والعودة إلى المفاوضات ورفض التدخل الأجنبي، في الوقت الذي نقضت فيه الوفاق اتفاق "الصخيرات" وجلبت المحتل التركي للتدخل ونهب ثروات الشعب الليبي.
ـ إدانات دولية وأوروبية
رفض التدخلات التركية في ليبيا لم يقتصر على الجامعة العربية ومصر والسعودية والإمارات والبحرين والاردن وغيرهم من بلدان المنطقة، بل امتد إلى الإدانة الدولية، حيث أن الثلاثاء الماضي، قال وزير الخارجية الفرنسي ونظيره اليوناني بعد اجتماع في باريس، إن فرنسا واليونان تعارضان الاعتداء التركي على حقوق الطاقة في شرق البحر المتوسط.

وناقش وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره اليوناني نيكوس دندياس الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي ليبيا خلال المحادثات.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إن الوزراء أدانوا هذا الأمر، لا سيما في أعقاب الإعلانات التركية الأخيرة بشأن أنشطة الحفر خارج العديد من الجزر اليونانية، وأي سياسة الأمر الواقع وأي مبادرات أحادية قد تؤدي إلى ذلك.
ـ خيانة للشق العربي
ولم تكن تلك الواقعة الأولى لإمارة قطر في تجاهل وحدة الصف العربي، وتأكيدها الدعم للخونة والعابثين بأمن المنطقة، حيث سبق أن صدرت بيان يدين الجامعة العربية في يناير الماضي، عندما رفضت قرار البرلمان التركي بالموافقة على التدخل العسكري بليبيا، وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "قنا": "إنها تلقت بكثير من الاستغراب والدهشة تخصيصَ الأمين العام لجامعة الدول العربية التدخلات العسكرية غير العربية في ليبيا بالرفض".

ولم تستغرب قطر في بيانها التدخل العسكري التركي الوشيك في ليبيا، أو تدينه أو تنتقده، في انحياز واضح لموقف أنقرة.

وكان مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية حينها، قد نقل عن أبو الغيط عقب اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين بشأن تطورات الوضع في ليبيا، الثلاثاء الماضي، تأكيده أن "التدخلات العسكرية غير العربية في الأراضي العربية تظل مرفوضة إجمالا من الدول العربية".

وأشار إلى أن القرار الصادر عن الجامعة بشأن التطورات في ليبيا يعكس موقفا عربيا، رافضا للتدخلات التي تُفاقم الأزمات وتؤدي إلى تعقيدها وإطالة أمدها.

وجاء هجوم قطر على الجامعة العربية وأمينها العام غداة إصدار بيان الإدانة، رغم أن البيان الذي هاجمته قطر صادر قبل 4 أيام، في مؤشر واضح على خضوع السياسة الخارجية القطرية لأنقرة.

البيان القطري الصادر الجمعة "دعا جميع الأطراف إلى الكفّ عن دعم المرتزقة والمليشيات الإرهابية المسلحة"، في الوقت الذي تقوم فيها قطر بهذا الدور سرا وعلنا.

وخلال الشهر نفسه "يناير"، قال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري إن قطر أول دولة دعمت الإرهاب في ليبيا بالمال والسلاح.

وأضاف المسماري، في مؤتمر صحفي، أن رئيس ما تسمى حكومة الوفاق فايز السراج يتردد على الدوحة وأنقرة للتشاور.
وكرر المسماري تأكيده أن الدوحة تدعم هذه التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة بالكامل وأن الجيش الليبي لديه الوثائق كافة في هذا الشأن.
وسبق أن خالفت قطر الإجماع العربي والدولي الرافض للعدوان التركي على سوريا في أكتوبر الماضي، وأيدت العدوان ودعمته.
ـ تأييد قطر للعدوان التركي على سوريا
وفيما انتفضت دول العالم ضد العدوان التركي على سوريا، أعلن وزير الدفاع القطري خالد العطية دعم بلاده لهذه العملية العسكرية، كما أن الدوحة تحفظت كذلك على البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب الذي أدان العدوان العسكري التركي على الشمال السوري.

وأطلق الرئيس التركي عملية عسكرية في 9 أكتوبر الماضي على الأراضي السورية، تسببت في أزمة إنسانية جديدة مع نزوح نحو 300 ألف مدني، إلى جانب مئات القتلى والجرحى أغلبهم من المدنيين.

وقوبل الهجوم التركي بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، كما أوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية العدوان الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.