رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جوجل» يحتفل بذكرى ميلاد هدى شعراوي.. رائدة الحركة النسوية

جوجل تحتفل بهدى شعراوي
جوجل تحتفل بهدى شعراوي

يحتفل محرك البحث العالمي "جوجل" اليوم بذكرى ميلاد رائدة الحركة النسوية المصرية "هدى شعراوي"، والتي ولدت في المنيا عام 1879، وتلقت التعليم في منزل أهلها، وتزوجت مبكرا في سن الثالثة عشرة من ابن عمتها "علي شعراوي" الذي يكبرها بأربعين عاما، وغيرت لقبها بعد الزواج من هدى سلطان إلى هدى شعراوي، وكان أحد شروط عقد زواجها أن يطلق زوجها زوجته الأولى، وأنجبت ابنتها بثينة وابنها محمد.

و كأغلب الشخصيات النسائية اللواتي تبنين تحرير المرأة، عاشت ظروف اجتماعية قاسية نتيجة غياب الوعي الكامل عن أسرهن، فقد كتبت خلال مذكراتها بعض المتغيرات والمواقف والصدمات التي كانت نقط تحول في شخصيتها وتفكيرها وحياتها ومنها:

- تفضيل أخيها الصغير "خطاب" عليها في المعاملة، على الرغم من أنها تكبره بعشرة أعوام، فتقول: "كانوا في المنزل يفضلون دائمًا أخاها الصغير في المعاملة، ويؤثرونه عليها، وكان المبرر الذي يسوقونه إليها أن أخاها هو الولد الذي يحمل اسم أبيه وهو امتداد الأسرة من بعد وفاته، أما هي فمصيرها أن تتزوج أحدًا من خارج العائلة، وتحمل اسم زوجها، وكان من أبرز المواقف التي أثرت فيها بشكل سلبي، خاصة أن اهتمامهم بأخيها من جانب والدتها، التي كانت لا تغادر الفراش، أول الصدمات التي جعلتها تكره أنوثتها فقط لأنه ولد"

- زواجها من ابن عمتها

أن الزواج حرمها من ممارسة هواياتها المحببة في عزف البيانو وزرع الأشجار، وحدت حريتها بشكل غير مبرر؛ الأمر الذي أصابها بالاكتئاب لفترة استدعت فيها سفرها لأوروبا للاستشفاء، وهناك تعرفت على قيادات فرنسية نسوية لتحرير المرأة؛ الأمر الذي شجعها في أن تحذو حذوهم، ولا تستطيع تدخين سيجارة لتهدئة أعصابها حتى لا يتسلل دخانها إلى حيث يجلس الرجال فيعرفوا أنه دخان سيجارة السيدة حرمه إلى هذا الحد كانت التقاليد تحكم بالسجن على المرأة وكانت لا تحتمل مثل هذا العذاب ولا تطيقه.

- وفاة أخيها

وفاة سندها في الحياة جعلها تشعر بالوحدة والأزمة؛ لأن من يفهمها في هذه الدنيا رحل عنها، خاصة أنهما متشابهان في الذوق والاختيارات، كما أنه اليد العطوفة عليها بعد وفاة والدتها وزواجها من شعراوي باشا.

- العمل النسوي

ساهمت شعراوي في إنشاء مستشفى المبرة مع الأميرة عين الحياة أحمد وتسرد لنا في مذكراتها بداية نشاطها لتحرير المرأة كما عبرت، والذي بدأ أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، وانبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية في تلك الفترة للحصول على امتيازات للمرأة الأوروبية، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة " الإجيبسيان " والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.

وأسست هدى جمعية لرعاية الأطفال العام 1907 وفي عام 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان لنشاط زوجها علي الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.

و في عام 1921 وفي أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، دعت هدى شعراوي إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما، وللفتيان ليصبح 18 عاما، كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي، وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات، كما دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هي بخلعه، وهو ما اعتبره البعض وقتها علامة "انحلال"، لكنها حاربت ذلك من خلال دعوتها إلى تعليم المرأة وتثقيفها وإشهار أول اتحاد نسائي في مصر.
- تأسيس الاتحاد النسائي المصري

وأسست "الإتحاد النسائي المصري" عام 1923، وشغلت رئاسته حتى عام 1947 كما كانت عضو مؤسس في "الإتحاد النسائي العربي" وأصبحت رئيسته في عام 1935، وفي نفس العام أصبحت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي، وحضرت عدة مؤتمرات دولية ودعمت إنشاء نشرة "المرأة العربية" الناطقة باسم الإتحاد النسائي العربي، وأنشأت مجلة l'Egyptienne عام 1925 ومجلة "المصرية" عام 1937.

وقامت بعقد ما سمي بالمؤتمر النسائي العربي عام 1944م، وقد حضرت مندوبات عن الأقطار العربية المختلفة واتخذت فيه قرارات وهي:

- المطالبة بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وعلى الأخص الانتخاب.

- تقييد حق الطلاق.

- الحد من سلطة الولي أيًا كان وجعلها مماثلة لسلطة الوصي.

- تقييد تعدد الزوجات إلا بإذن من القضاء في حالة العقم أو المرض غير القابل للشفاء.

- الجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة والتعليم الابتدائي.

- واقتراح بتقديم طلب بواسطة رئيسة المؤتمر إلى المجمع اللغوي في القاهرة والمجامع العلمية العربية بأن تحذف نون النسوة من اللغة العربية.

و في عام 1938 نظمت هدى شعراوي مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع في التمريض والإسعاف، وفي 29 نوفمبر 1947 صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، أرسلت شعراوي خطابا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة وتوفيت بعد ذلك بحوالي الأسبوعين في 12 ديسمبر 1947.