رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تهديد بدون حرب.. رسائل حزب الله في "فيديو" الهجوم على إسرائيل

الحدود اللبنانية
الحدود اللبنانية الإسرائيلية

نشر "الإعلام الحربي المركزي" التابع لـ"حزب الله" مؤخراً، فيديو يظهر مشاهد للصواريخ الدقيقة التابعة للحزب، مع مقاطع صوتية للأمين العام حسن نصرالله يتحدث خلالها عن أن أمر الصواريخ الدقيقة قد أنجز، ويقول حرفياً "أنجز الأمر".

من التاريخ الطويل بين حزب الله وإسرائيل، فإن كل تهديد من الحزب يكون لإسرائيل، ولكن في أغلب الأحوال يكون مرتبطاً بحادث معين، هذه المرة خرج حزب الله في تهديده بدون حدث وبدون أي واقعة جديدة تتطلب تهديداً، ووسط سياق سياسي لايدعو للحرب ولا يجعل أي من الطرفين معنيين بها.

لدى حزب الله أسباب لعدم التصعيد مع إسرائيل، فالحزب الشيعي لديه رغبة في تمرير الإنسحاب الأمريكي من سوريا والعراق بدون مواجهة، وهو يعرف أن بإمكان إسرائيل أن تستغل هذه المرحلة للاستفادة من الوجود الأمريكي في المنطقة للقيام بعمليات كبرى واستثنائي وهو ما يعني أن حزب الله ليس معنياً بالتصعيد مع إسرائيل .. إذن فما سبب التهديد ؟

السياق السياسي الذي يتحرك فيه حزب الله الآن يجعله محاصراً ومضغوطاً، وهو ما يرجح فكرة أن حزب الله يلجأ لتهديد إسرائيل كنوع من صرف الانتباه بعد فتح 4 جبهات سياسية أمامه.

4 جبهات سياسية أمام حزب الله

الجبهة الأولى، في داخل لبنان، بعد أن نشبت تظاهرات جديدة على خلفية الوضع الاقتصادي المتدهور، وسُمعت للمرة الأولى منذ أكتوبر هتافات ضد حزب الله وترسانته العسكرية الضخمة، حيث طالب المتظاهرون بتطبيق القرار 1559 الصادر سنة 2004، الذي يدعو لنزع سلاح حزب الله، فيما أقيم مؤخراً اتحاد سني بزعامة رضوان السيد، ناشط اجتماعي مقرب من السعودية، لمحاربة هيمنة حزب الله وحلفائه بزعامة صهر رئيس الجمهورية.

الجبهة الثانية، التي فتحت أمام حزب الله هو قانون قيصر الأمريكي، الذي دخل حيز التنفيذ في بداية الشهر الجاري، والذي يهدف إلى فرض عقوبات قاسية على الرئيس السوري ونظامه، وأيضاً على الذين يتعاونون معه. هذه العقوبات تمس لبنان مباشرة، وتمس مستقبلاً حزب الله كمتعاون مع الأسد، وتمس التجارة اللبنانية مع سوريا.

الجبهة الثالثة، مع قوات اليونيفيل (الموجودة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لفض الاشتباك)، خلال الأشهر الأخيرة، منع حزب الله قوات اليونفيل من الدخول لمناطق محددة، ومن المتوقع أن يقرر مجلس الأمن تجديد مهمة اليونيفيل في نهاية أغسطس المقبل.

الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان تغيير وضع الحزب من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 نظرياً وعملياً، لإزالة تواجد الحزب على الحدود مع إسرائيل. فرنسا وألمانيا مهتمتان فقط بتحسين مهمة قوات الطوارىء، بينما لبنان يريد تجديداً تلقائياً لمهمتها من دون تغيير.

الجبهة الرابعة، وهي مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، فبحسب التقارير فإن الولايات المتحدة تضغط على لبنان لإحياء ملف التفاوض على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، حيث تم تكثيف الاتصالات الدبلوماسية مع الجهات المعنية حول هذه القضية بعد تشكيل الحكومة في إسرائيل، وهي المفاوضات التي يرى حزب الله أنها تمثل ضغطاً عليه.

رسائل حزب الله من التهديد

حزب الله أراد شيئاً ما يشبه الدعاية، فهو يريد تشويه نجاح العمليات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، ويحاول أن يوصل رسالة أنه رغم استهداف القواعد الإيرانية إلا أنه تم نقل الأسلحة الدقيقة إلى حزب الله .

ومن ناحية أخرى، أراد حزب الله أن يوصل رسالة مرتبطة بنوعية الأهداف في اسرائيل التي صوّب عليها الحزب في الفيديو، وهي: جناح الصناعات الجيوفضائية في مطار بن جوريون، أنظمة الصناعات العسكرية في هشارون قرب هرتسيليا، مقر الصناعات الجيوفضائية في منطقة "يهود" الصناعية، قاعدة بيت العزاري للجيش الاسرائيلي، قاعدة معلول لسلاح الجو الاسرائيلي، مركز رفايل للصناعات العسكرية قرب "سخنين".

هذه الأهداف، مرتبطة بمصانع تطوير الصواريخ الدقيقة الاسرائيلية، أي انها أهداف محتملة، توازي أهدافاً داخل لبنان ترغب إسرائيل بضربها وتعتقد أنها مخازن أو قواعد لمنظومة الحزب للصواريخ الدقيقة، تهديد الحزب لهذه الأهدف كأنه أراد أن يرسي قواعد إشتباك افتراضية، تقوم على قاعدة أساسية، هي أن أي استهداف للبنان، أو لأي هدف يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه منشآت للصواريخ الدقيقة سيكون الرد على هذه الأهداف التي نشر الحزب إحداثياتها بوضوح في فيديو الإعلام الحربي.