رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احنا بتوع الكورونا




العالم بأسره الآن في حالة ترقب ومراجعة
 العالم يعيد حساباته ويصحح مسارة ويضبط بوصلته في الاتجاه الصحيح
النجم سيكون حتماً هو الباحث والعالم والطبيب والمخترع و المكتشف للمصل واللقاح المنشود الذي طال انتظاره
مشاهير الكرة سيخفت بريقهم بعض الشيء  ولو لبعض الوقت و ذلك على أقل تقدير .. هم ذاتهم مشغولون ومنشغلون اليوم بما ينشغل به غيرهم .. منهم من تضامن ومن تبرع فتصدرت صوره وأخباره الصحف والمواقع .. أما من يريد الغناء بغية الثراء والشهرة فلن يجد من يستمع إليه كذلك من يريد احتراف التمثيل لتلتف حوله الشقراوات فلينسى ذلك الأمر الآن أو لبعض الوقت
فالشقراوات والسمراوات معنيات اليوم بمجرد بقائهن على قيد الحياة ولن يُضعن أموالهن في صبغ شعورهن أو إجراء عمليات التجميل وشراء الشعر المستعار والأظافر الاصطناعية في ساعات ما قبل الحظر بل سيتهافتن على الصيادلة ومحلات البقالة! من يريد أن يصبح مذيعاً مشهوراً يستضيف النجوم والمطربين فجميعهم الآن في البيوت ويحثون غيرهم على البقاء في بيوتهم..
ظهور الكورونا تزامن مع شعار تلك المرحلة (وداعاً للهلس )
حي على العمل .. حي على الجد وحي على الخلاص والجميع في انتظار المخلص (لقاح ) يقي من الموت
إنسان الكورونا اليوم منشغل بحياته وحيوات غيره ومحبيه ولا يود وداعهم.
ولديه العديد من الواجبات الوقائية الشخصية والمنزلية من نظافة وتطهير.
توارت داعش وخفت إرهابها وكأنها صارت رحيمة بالعباد ! وهي تلك الفئة الضالة الضليعة في الجبن والخسة .. هي مطمئنة الآن لإرهاب الفيروس الذي سيودي بحيوات الناس بدلا منها فاستراح محاربوها الأندال وكانت الكورونا هي مكافأة انتهاء صلاحية خدمتهم واختفاء مموليهم المنشغلين الآن أيضاً ببقائهم على قيد الحياة و توفير المال لإنقاذ حيواتهم.
اختفى الـnumber one ذو التيه و العلياء
وأصبح الطبيب والصيدلي هو الـ number one عند المواطن .
اختفت أغاني الغضب الذكورية وساد بعض الهدوء وانتهت مواسم ومهرجانات التحرش وتكدس الشوارع والطرقات بتجمعات العاطلين وجلوسهم على المقاهي حتى مطلع الفجر .
الجميع منشغلون بأخبار الكورونا ومن رحل وتوفير الأسرة لمن أصيب حتى صارت الكورونا هي حديث الساعة والمدن بل وصارت هي الثورة الحقيقية المنتظرة..
دون تخطيط و دون أدنى جهد مبذول
وعاد دور الدولة للبزوغ من جديد واستعادة الدولة لدورها الأساسي وهو خدمة المواطنين وتوفير الدواء والغذاء لمواطنيها ومحاربة الاحتكار وجشع التجار انتعش مشروع (تكافل و كرامة) وعرف الجميع أهمية التضامن الاجتماعي و منظومة الصحة وتنبه الجميع لذلك ..
وبالطبع اختفت الضوضاء وكل الملوثات السمعية والبصرية من شوارعنا وحوارينا و قلت معدلات الجريمة
فالجميع ملهيون الآن في تدبير أحوالهم
وأحوال ذويهم
ولم تعد الأنانية مجدية
فتأمين الناس وسلامة الغير فيها الأمان للفرد وسلامته
انتهى البخل وأصبحت الناس معطاءة تترجى الحياة لنفسها ولمن حولها .
فصحة الغير تعني صحتهم هم في المقام الأول
ورحيل هذا صار يقلق ذاك
لتصبح الخلاصة
أن للكورونا وجهين
وجه قبيح حتماً وبلا جدال
ووجه ساعد في ظهور ملامح حياتية وخصال كانت مفتقدة منذ زمن طويل
البعد الإنساني في حيوات الناس صار جلياً ونستطيع القول إن الإنسانية انبثقت من مر ذلك الفيروس
والأمل في مقاومته.