رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ساحة ثالثة لعدوان أردوغان.. سيناريوهات التدخل التركي في العراق

عدوان أردوغان
عدوان أردوغان

لا تزال تركيا تبنى حوائط وعوائق عداء بينها وبين دول المنطقة العربية، وذلك من خلال انتهاكاتها للقانون والأعراف الدولية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة.

وتواصل تركيا، منذ الأحد الماضي، هجماتها بلا انقطاع على شمال العراق، حيث تقصف القوات الجوية والبرية التركية الأراضي العراقية خلال عمليات "مخلب النسر"و"مخلب النمر"، التي بدأتها تركيا ضد وحدات حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية، كما بدأت قوات برية تركية فجر الأربعاء الماضى، بالتوغل داخل أراضي إقليم كردستان العراق بعمق أكثر من 10 كيلومترات، بالقرب من منطقة باطوفه الحدودية التابعة لبلدة زاخو في اقصى شمال محافظة دهوك التركية.

وأعلن مسؤول تركي أن بلاده تخطط لإقامة المزيد من القواعد العسكرية شمال العراق، موضحا أن الهدف من الخطة التركية لإقامة قواعد عسكرية هو منع استخدام المناطق المطهرة من رجال حزب العمال الكردستاني للغرض نفسه مرة أخرى، وأثارت تصريحات المسؤول التركي، تساؤلات عدة بشأن خريطة الانتهاك التركي للأراضي العراقية، وطبيعة أطماع نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بالمنطقة، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية فى تصريحات سابقة أن عملية التوغل جاءت بعد سلسلة غارات في عمق أراضي إقليم كردستان، وتمتد مناطق انتشار القواعد التركية في إقليم كردستان العراق على طول الحدود، وذلك بدءا من معبر خابور وصولا إلى منطقة صوران.

وتزعم تركيا أن إقامة مزيد من القواعد العسكرية وزيادة في عدد الجنود والقوات في الشمال العراقي في اتجاه واحد هو تأمين ما تسميه مصالحها الاستراتيجية، ويأتي على رأسها مواجهة التمدد الكردي في العراق وسوريا، ومحاربة وهزيمة حزب العمال الكردستاني، هو هدف طويل الأمد لتركيا تسعى لتحقيقه منذ زمن بعيد، لكن مراقبين يرون أن أنقرة تتطلع لما هو أبعد من إضعاف المقاتلين الأكراد، وهو تكريس الوجود التركي في العراق.

وأشار خبراء السياسة بأن هناك العديد من السيناريوهات بشأن ما يدور خلف كواليس شن تركيا ثالت مغامراتها العسكرية في العراق، بعد حروبها في سوريا وليبيا، حسبما أفادت سكاي نيوز.


-السيناريو الأول

ويتمثل السيناريو الأول فى قطع خطوط إمدادات الجماعات الكردية العاملة في شمال وشرق سوريا، فقد كانت الجماعات الكردية، التي تسيطر على الأجزاء الشمالية الشرقية والشرقية من سوريا، تتفاوض مع بعضها البعض لفترة طويلة بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا في محاولة للتوصل إلى حل وسط وتوافقي بينهما.

كما ترى تركيا كذلك أن فكرة إقامة دولة كردية لا يمكن أن تقوم لها قائمة دون الوصول للبحر الأبيض المتوسط، ولهذا السبب فإنها تسعى إلى تفكيك الجماعات الكردية الموجودة في شمال سوريا، ومنعها بصورة مستمرة من إحكام السيطرة على أي قطعة أرض، وبهدف تحقيق هذا الأمر نفذت تركيا أربع عمليات رئيسية كبرى في شمال سوريا منذ عام 2016 أحكمت من خلالها قبضتها على حوالي 10 % من الأراضي السورية.


-السيناريو الثاني

والسيناريو الثاني وهو أن تستخدم تركيا، حزب العمال الكردستاني، ذريعة للتوغل في شمال العراق، والمضي قدما نحو الاستقرار في الموصل، وخاصة أن لدى تركيا حاليا معسكرا عسكريا كبيرا، في بعشيقة بمحافظة نينوى شمال العراق.

كما أن هناك جنود ووحدات استخباراتية تركية متمركزة في العديد من النقاط المهمة في شمال العراق وخلال فترة تولي نوري المالكي رئاسة وزراء العراق مرت علاقات البلدين بفترة من التوتر الشديد فيما يتعلق بقاعدة بعشيقة العسكرية، لكن أنقرة لم تغلق القاعدة وأصرت على عدم سحب قواتها منها.


-السيناريو الثالث

والسيناريو الثالث هو سعي أردوغان الدائم إلى زيادة شعبيته من خلال خوض الحروب إذ يبدو أن الحروب التي خاضها في سوريا وليبيا حتى الآن لم تعد تجذب انتباه الشعب ولم يعد يعيرها اهتماما، وسعيا منه لمنع الشعب من التفكير في مشاكله الخاصة التي تتعلق في المقام الأول بالأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وغلاء المعيشة، وتكاليف الحياة.


-السيناريو الرابع

أما السيناريو الرابع يكمن في توسيع مناطق السيطرة والنفوذ قدر المستطاع من خلال الاستفادة من عدم مبالاة الولايات المتحدة وأوروبا بالمنطقة في الوقت الحالي.