رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل مات سيد درويش مسموما بمكيدة مطربة؟.. كتاب لمكاوي سعيد يجيب

سيد درويش
سيد درويش

قدمت الفنانة زيزي مصطفي دور "حياة صبري" التي تزوجها فنان الشعب سيد درويش٬ من خلال الفيلم الذي يحمل اسمه وأخرجه أحمد بدرخان عام 1966، ومما يذكره الروائي الراحل مكاوي سعيد في الفصل الخاص بالفنان والملحن عبدالعظيم عبدالحق في كتابه "القاهرة وما فيها"، أن "عبدالحق" كانت له أفضال على الفنانين الذين تقلبت بهم الأحوال، حتى إنه باع ما ورثه عن أسرته شديدة الثراء وتقدر بمئات الأطيان والأفدنة، ومن ضمن هؤلاء المطربة "حياة" وهي التلميذة المفضلة للشيخ سيد درويش والتي سجلت بصوتها كثيرا من ألحانه على أسطوانات ومنها: والله تستاهل يا قلبي، يا حلاوة أم إسماعيل، وعود الحسود.

وكانت تفتن الجماهير وهي تغني دويتو مع سيد درويش الأغنية الشهيرة "علي قد الليل ما يطول"، وبعد موت سيد درويش 1923 كانت الوحيدة من بين تلاميذه التي لم تستمر وخفت الضوء عنها بزواجها واعتزالها، وفي حرب 1956 استشهد ابنها الوحيد فتركت بيتها بمنطقة شبرا وهجرت الدنيا، وعاشت في مقابر الإمام الشافعي تحت اسم "أم جميل"، وعلمت الفنانة نجمة إبراهيم بحالها فأبلغت وسائل الإعلام حتى ترعاها الدولة وتولي هذا الدور عبدالعظيم عبدالحق بنبل شديد حتي وفاتها.

ويستطرد "مكاوي": أما حياة صبري فقد كانت مغنية في فرقة عكاشة ويقال إن سيد درويش أحبها من أول نظرة واختار لها اسمها الفني "حياة صبري" بدلا من اسمها الحقيقي "عائشة عبدالعال"؛ وأنها صارت ملهمته الأولي حتي وفاته، وعندما غنت معه دويتو "علي الليل ما يطول" أغنية السقايين التي من ألحانه أيضا في مسرحية الريحاني "ولو" عام 1918، قدمت شركة أوديون للأسطوانات أحد عروضها المغرية لسيد درويش بشرط أن تسجل الأغاني بصوت "منيرة المهدية" أو "فتحية أحمد" أو نعيمة المصرية بحجة أن أصواتهن أقوي منها٬ خاض الشيخ سيد معركة كسبها في النهاية وفرضها علي الخواجة "لافي" مدير الشركة. 

وتابع: "كما جعلها تقاسمه الدويتو الذي سجل ومازال محفوظا حتى اليوم، لذا في اليوم العاشر من سبتمبر 1923 عندما مات الشيخ سيد درويش كان اليوم كارثيا بالنسبة لحياة صبري٬ التي لم تتمالك نفسها، وأدعت أنه مسموما وسردت قصة ــ الله أعلم بصحتها ــ وهي أن صديقا للشيخ كان يصادق مطربة من "الدرجة الرابعة" وقد تحايلت المطربة علي صديقها كي يجعل الشيخ سيد يلحن لها، وطلب الصديق من سيد درويش أن يمرن المطربة لكن الشيخ وجد صوتها سيئا فصرفها فكادت له عند صديقه وأدعت أن الشيخ تحرش بها، فاغتاظ الصديق ودبر مكيدة للشيخ وقدم له خمرا مملوءا بالكوكايين، فأصيب بالتسمم ورجع بيته في منتهي الإعياء ولم يلحقه أحد".