رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء سودانيون يكشفون مخاطر سد النهضة ومراوغات إثيوبيا

سد النهضة
سد النهضة

حذر العديد من الخبراء والكتاب السودانيين من مخاطر بناء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي على السودان، دون التوصل لاتفاق نهائي وملزم يحفظ حقوق السودان.

- سد النهضة يدمر السودان لعدم وجود دراسات حقيقية

في مقال له بصحيفة "الراكوبة"، قال الخبير التنمية العالمية السوداني الدكتور الوليد آدم مادبو، إنه لا توجد دراسة فنية متكاملة عن مشروع سد النهضة والمتوفر هو فقط مجرد تقارير استهلالية تم الترويج لها.

وأكد مادبو أن من روج لسد النهضة داخل السودان هم جبهة الإنقاذ (إخوان السودان) الذين يبثون خطاب الكراهية تجاه مصر، بسبب موقفها من الإسلاميين.

ووصف الخبير السوداني أن ما قام به نظام البشير تجاه سد النهضة والإضرار بالسودان يرقى لجريمة الخيانة العظمى، مطالبًا في الوقت ذاته دول حوض النيل بفتح حوار سياسي متزن، ليس فقط حول الجوانب الشكلية أو الاعتبارات البيروقراطية، إنما أيضًا حول المضامين والأهداف.

وأضاف مادبو: "إن الأمر اليوم يتعدى حق الانتفاع إلى تهديد حياة الشعوب، فقد تنقلب وفرة المياه إلى جفاف يحرم السودان من زراعة دورة واحدة، دعك عن دورتين، بل قد تنعدم الكهرباء إذا ما قرر الإثيوبيون استخدام السد كسلاح في محاولتهم للاستيلاء على موارد السودان الأخرى، وقد تكون هذه نيتهم، إذا ما نظرنا إلى تصرفاتهم غير المهنية وغير الأخلاقية".

- كيف ضلل نظام البشير الشعب بشأن سد النهضة

أما الدكتور والخبير السوداني فيصل عوض حسن، فأكد في مقال له بصحيفة "الراكوبة" أن حكومات السودان السابقة والحالية ضللت الشعب بشأن الآثار السلبية على البلاد، وأنها أظهرت فوائد وهمية لسد النهضة على السودان.

وقال فيصل حسن إن السودان في ورطة حقيقية بسبب هذا السد، ففي الوقت الذي يَسْتَدِلُّ فيه الإثيوبيُّون بالنُّصُوص، والاتِّفاقيَّات يتعامل حُكَّام السُّودان ومُمثِّليه بحسنِ النَوَايا، مشيرًا إلى أن وزير الخارجِيَّة السُّودانِيَّة أقر في وقت سابق بعدم وجود دراسات لآثار السد السلبية على السودان.

وأضاف: "يعني هذا الإقرار الخطير، أنَّ جميع الآراء بشأن فوائد السد الخُرافِيَّة، مُجرَّد أقاويل دون أساس علمي رصين، أو سند قانوني واضح ومُوثَّق، حيث اتَّسَمَت جميع بنود الاتفاقيَّة المُوقَّعة عام 2015 بالضبابيَّة، وخَلَت تمامًا من أي نُصوص تُلْزِم إثيوبيا بتأمين وسلامة السد والتعويض عن مخاطره".

وأكد الخبير السوداني أنَّ هناك تضليلًا كبيرًا، لإخفاء مَخاطر سَدِّ النَّهضة على السُّودان، وإظهار مزايا وَهْمِيَّة لا وجود لها ولا تقوم على سند علمي وقانوني.

-الكهرباء.. كذبة سد النهضة الكبرى
وردًا على استفادة السودان من كهرباء سد النهضة قال الدكتور عمر بادي في مقال له بصحيفة "الراكوبة" إن حكومة ثورة ديسمبر الانتقالية تأخذ في الاعتبار الآن مصلحة السودان فقط، فقد رفض رئيس الوزراء الدكترو عبدالله حمدوك دعوة رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد بالموافقة المبدئية على ملء السد.

وقال بادي إن حكومة الإنقاذ روجت لكذبة استيراد الكهرباء من إثيوبيا، مؤكدًا أن إثيوبيا غير ملزمة بتوصيل كهربائها للسودان، وإنما حسب حاجتها ووجود فائض لديها.

وأوضح أن قدرة سد النهضة على إنتاج الكهرباء ضعيفة بالأساس، حيث تبلغ قدرتها 6 آلاف ميغاوات بناء على دراسات الانسياب العلوي للمياه، وأن سد النهضة تم تضخيمه إلى 300% عن المطلوب، ولذلك فإن أكثر من نصف التوربينات لن تعمل لأن متوسط انسياب النهر السنوي يكفي لتوليد ألفي ميجاوات، وأن الـ6 آلاف ميجاوات لن يتم الوصول إليها.

وأضاف: "مصر تعد الدولة الثانية إفريقيًا في إنتاج الكهرباء بسعة 40 ألف ميجاوات، أما إثيوبيا فلديها كهرباء بسعة 4 ألف ميجاوات فقط وسوف ترتفع بكهرباء سد النهضة إلى 10 ألاف ميجاوات في أحسن التوقعات!، لماذا هذا الترويج الكذوب لسد النهضة من بعض خبرائنا وإعلاميينا".

- سد النهضة فوق أراضٍ سودانية
أما الكاتب السوداني علاء الدين محمد أبكر، فقد لفت النظر إلى نقطة مهمة عبر مقاله بصحيفة "الراكوبة"، وهي المنطقة التي بني عليها سد النهضة وأنها أرض سودانية وسكانها من أصول سودانية، وهم امتداد لسكان منطقة النيل الأزرق وتعرف بمنطقة بني شنقول واستولت عليها إثيوبيا في السابق.

وقال علاء أبكر إنه خلال الحملات البريطانية لم يحبذ الإنجليز الدخول مع إثيوبيا في حروب فعرضوا عليها الانسحاب من منطقة الرصيرص مقابل الاحتفاظ بمنطقة بني شنقول والاستفادة منها زراعيًا فقط بشرط عدم إنشاء أي مشروع مائي وذلك وفق اتفاقية مايو 1902، التي تمنع إثيوبيا من بناء سدود دون موافقة السودان.

وأضاف: "هذه الاتفاقية تمنح السودان حق الطلب من إثيوبيا تسليمها منطقة بني شنقول وإيقاف بناء سد النهضة الذي لن يفيد مناخ السودان وربما يتسبب في هطول دائم للمطر في أواسط وشرق السودان بسبب امتلاء بحيرة السد، وبالتالي تفشل الزراعة التي يعتمد عليها السودان".