رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» ترصد رحلة علاج أحد كبار السن من كورونا بالعزل المنزلي

 رحلة علاج أحد كبار
رحلة علاج أحد كبار السن

خلال الآونة الأخيرة ومع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، أصبح العزل المنزلي للحالات المستقرة أمر يلجأ إليه العديد من الأشخاص، ولكنه أمر ليس هينا كما يعتقد الآخرون، حيث إنها تجربة قاسية بكل ما تحمله الجملة من معنى، تستطيع تغيير موازين الحياة الأسرية بأكملها في أيام قليلة.

"الدستور'' حاورت ابنة أحد حالات العزل المنزلي فئة ''كبار السن''، لتحكي لنا عن كيفية تقديم الخدمات الطبية، ودور المبادرات المجتمعية في تقديم الخدمات الطبية لمرضى فيروس كورونا بمنازلهم:

قالت سارة حمدى، 35 سنة، إنهم لم يتمكنوا من معرفة كيفية انتقال فيروس كورونا المستجد إلى والدها حتى الوقت الحالي، إلا أنه كان المسؤول عن شراء المستلزمات المنزلية، ومن الممكن أن تكون انتقلت إليه العدوى من الأسواق، وأنه يبلغ من العمر 66 عامًا، وترجع تفاصيل اكتشاف إصابته بفيروس كورونا إلى أن والدها لم يكن لديه أي أعراض الفيروس، ولكنه كان يعاني من فقدان التركيز واختلال في التوازن، وحركته مختلفة قليلًا، وكانت جميع الأعراض التي شعر بها خلال الفترة الأخيرة ترجح إصابته بجلطة في المخ وليس بهذا الفيروس نهائيًا، وخاصة أنه يعاني أمراض مزمنة (السكر، والضغط).

وأوضحت لـ'' الدستور ''، أنها توجهت على الفور للكشف على والدها لدى طبيب تخصص مخ وأعصاب، نظرًا للأغراض التي يشعر بها، وعند وصفها حالة والدها له كان تشخيصه أنها أعراض جلطة بمركز الاتزان بالمخ، ولكنه طلب منها إجراء أشعة رنين للتأكد بالإضافة لمجموعة من فحوصات الدم، وعند تقديمها لهذه الفحوصات لوحظ من تحليل الدم أن والدها لديه اشتباه إصابة بفيروس كورونا المستجد، ولابد أن يتم المتابعة مع طبيب تخصص صدر للتأكد من الأمر، وبعد توجها تأكدت من إصابة والدها بالفيروس.

وأشارت إلي أنهم اختاروا العزل المنزلي لوالدها، نظرًا لاستقرار حالته، وأن الفيروس في مرحله ضعيفة، ولكنه من الممكن أن ينتقل إليه فيروس أكثر شراسة في حالة توجهه للمستشفى على حسب كلام الأطباء لهم، وأنها ووالدتهم هما الذين يتعاملون مع الحالة بشكل مباشر، حيث إنها تتابع مواعيد العلاج والمسئولة عن تقديم الخدمة الطبية لوالدها.

وتابعت لـ'' الدستور''، أن إجراءات العزل المنزلي التي يتبعها والدها، أن حركته بالمنزل تنحصر ما بين غرفته والصالة ودورة المياه، وبمجرد مروره بهذه الأماكن يتم تقييمها على الفور باستخدام الكلور، ورشة على كافة الأشياء التي لمسها أثناء حركته، مع الاهتمام بتغير الفرش والملابس بشكل يومي وعرضها لأشعة الشمس لمكافحة الجراثيم، أما العلاج فهي تنظم مواعيد الأدوية وتسجلها في كشكول كافة المواعيد حتى تستطيع تقديم الرعاية الطبية لوالدها على أكمل وجه ممكن، وأنهم خلال التعامل معه يحرصون على ارتداء الكمامة والجونتي الطبي، قائلة: "إحنا موفرين ليه كل حاجه في المنزل''.

وعن دور المبادرات المجتمعية ودورها في تقديم الدعم لمرضى فيروس كورونا المستجد الذين يتلقون العلاج في العزل المنزلي، استكملت حديثها قائلة: '' دول بمثابة نجدة هما بعد ربنا أفضل من الأطباء، لأن أوقات بنكلم الأطباء على الواتس مش بيرد أو بيتأخروا واحنا بنكون عاوزين ننقذ المريض، بس مبادرة معًا ضد كورونا وغيرها حتى لو اتصلنا بيهم ومش فاضيين بيحولونا على حد تانى فاضي، حتى ساهموا في تحسين نفسية والدها من خلال الدعم النفسي الذي يقدمونه له.

أما بالنسبة لتجربة فيروس كورونا والعزل المنزلي عبرت قائلة: "تجربة صعبة وقاسية جدا لما تعرفي إن جارك أو حد بره بتفرق كتير عن لما يصاب حد عزيز عليكي بيقي صعب بتبقي خايفة عليه، وصعبان عليكى إنه شايف إن انتي بتتعاملي معاه ولابسة أساليب الوقاية وخايفه منه"، مضيفة أن تجربة والدها استغرقت 14 يومًا بالعزل المنزلي ولكنها ساهمت بدورها في تغير موازين الحياة واستقرار الأسرة.

واختتمت حديثها لـ'' الدستور'' بتقديم الشكر لجميع أصدقائها وأقاربها وجميع أهالي منطقته الذين قدموا الدعم المعنوي لها وحاولوا بقدر إمكانياتهم توفير بعض المستلزمات الطبية لوالدها، للوقوف بجانبهم في هذه المحنة التي يمرون بها.