رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير مسابقات «الأعلى للثقافة»: اكتشفنا مواهب حقيقية بمصر (حوار)

مدير مسابقات
مدير مسابقات

استطاع وسط فرق عمل أن يحدث حراكًا كبيرًا بالمجلس الأعلى للثقافة منذ توليه منصب مدير عام إدارة المسابقات والجوائز التابعة للإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة ورئاسته أيضًا للجنة الجوائز بالمجلس، وهو يري أن ما يهدف إليه باستحداثه عدد من المسابقات مثل «الرسوم المتحركة ونجيب محفوظ (الرواية في مصر والعالم العربي)، ويوسف إدريس في القصة القصيرة، والتأليف المسرحي، وشعر العامية، والصناعات الإبداعية، والكاريكاتير، والإعلام وتعزيز الولاء والانتماء، والمشروعات القومية الكبرى»؛ هو اكتشاف المواهب الحقيقية الموجودة بمصر.. إنه الشاعر رجب الصاوي.

«الصاوي» أكد خلال حواره لـ«الدستور» أن المعيار الأساسي الذي التزمت به إدارة المسابقات والجوائز بالمجلس الأعلى للثقافة عند استقبال الأعمال هو العمل على طريقة «دع ألف زهرة تتفتح»، وأن لجنة الفرز لا يهمها إلا معيار الجودة، وأوضح أن النسبة الأكبر من المتقدمين لمسابقات وجوائز المجلس من المبدعين الكبار عن الشباب؛ وإلى نص الحوار:

- في البداية، قمت باستحداث عدد كبير من المسابقات بمجالات الإبداع المختلفة بالمجلس الأعلى للثقافة، هل ترى أن هذه الجوائز حققت الهدف المرجو منها؟

بالتأكيد أنا أرى أنه مطلوب مرة أخرى فرز واكتشاف المواهب الحيقية، والمسابقات تساعد على ذلك بدرجة كبيرة، إضافة الى التأكيد على المواهب الموجودة فعلا التي لا يراها الناس في المجتمع بالشكل اللائق بفضل لجان تحكيم محايدة جدًا يهمنها العمل وليس الشخص، وهو ما تم في مسابقات «الأعلى للثقافة» وما أسعدنى أن جميعهم غير متحيزين وتعاملوا مع الأعمال المقدمة للمسابقات بدرجة من النزاهة والعدالة في اختيار الفائزين بهذه المسابقات.

- هل تتفق معى أن المنوط بإطلاق هذا النوع من المسابقات قصور الثقافة بدلًا من «المجلس الأعلى» الذي يتمثل دوره في رسم السياسات الثقافية لقطاعات الوزارة؟

لا مانع أن تقوم أكثر من جهة بهذه المسابقات، لأن أمة كبيرة تضم عدد كبير من المواهب، وهذا يعد جزءًا صغيرًا من المجلس الأعلى للثقافة، وأعى أن للمجلس مهام كثيرة استراتيجية، لكن اعتبر أن هذا النوع من المسابقات جزء من مهام المجلس الأعلى للثقافة ورعاية الموهوبين، إذا تم رعاية شاعر أو قصاص أو فنان بشكل عام أظن أنه من مهام المجلس الذي كان أسمه من قبل مجلس رعاية الفنون والآداب، وهذا لا يمنع أن يكون إلى جانب مهام المجلس أن يتضمن جزءًا لرعاية الموهوبين.

- نريد أن نتعرف على المعيار الذي تلتزم به منذ استقبال مئات الأعمال المقدمة للمسابقات ومتابعة عشرات المحكمين والفاحصين، حتى ظهور النتائج؟

المعيار الأساسي الذي التزمنا به هو على طريقة «دع ألف زهرة تتفتح» واللجنة لا يهمها إلا معيار الجودة، أما بالنسبة لى أنا مضطر بالالتزام ببعض الشروط خاصة في الفروع ذات الإنتاج الكثير مثل شعر العامية مثلًا، أحيانًا اقوم بتمثيل الشباب مثل الكبار لإحداث عملية من التوازن بين الأعمال المقدمة لتلك المسابقات، وأحيانًا أقوم بقتح المسابقات بشكل عام للكبار مثل ما فعلت في مسابقة النص المسرحي، لأننا نعاني من ندرة النصوص المسرحية الجيدة، وبالتالي أن أفتح في الشروط هو أمر مقصود لكي يكون بقدر الإمكان لدينا أعمال جيدة مقدمة.

- كيف ترى مستقبل المسابقات بمصر بعد انتهاء جائحة كورونا.. على مستوى الموضوعات وآليات العمل؟

سنقوم بإطلاق مسابقات في مسالة الأخطار بشكل عام ومواجتها، وستكون متعلقة بتقديم البحوث التي تناقش مثل هذا النوع من القضايا، لأننا لسنا مهتمين للأسف بالأبحاث بشكل جيد ومن الجايز نستطيع باجتهاد الباحثين أن نجد حلول من خلال إرشادات الباحثين لمثل هذا النوع من المشكلات والأزمات.

- هل لى أن أسألك عن الفئات العمرية الأكثر تقدما لمسابقات وجوائز المجلس الأعلى للثقافة؟

أظن النسبة الأكبر للمبدعين الكبار، لكن الشباب الحقيقة حتى في جوائز الدولة هناك بعض المشكلات خاصة لشباب الباحثين – ماعدا باحثو الماجستير والدكتوراة – الذين يتقدمون لمسابقات وجوائز المجلس، أنهم لا يقبلون بكثرة عليها، وأرى أن المشكلة الرئيسية في أعمالهم أن الجهود المبذولة ببحوثهم متواضعة، كما أنهم يعتمدون بشكل كبير على الإنترنت كمصدر للمعلومات، واستخدامهم للغة اسميها بـ«لغة الضفادع»، وأتمنى أن يهتموا ببحوثهم المقدمة ويكون الهدف الرئيس منها هو تقديم مشروع يخدم قضايا مجتمعه بشكل حقيقي.

- ألا ترى أن مسألة عزوف الشباب عن مسابقات المجلس وجوائز الدولة قد يتعلق بموضوعات فروع المسابقات نفسها؟

أتفق معك في هذا الطرح، وأحاول أن ندرس بعض فروع الموضوعات التي هي أقرب لهذا الجيل مثل إطلاق مسابقة عن التدوين، وبعض الموضوعات المستحدثة.

- أنت رئيس لجنة الجوائز بالمجلس الأعلى للثقافة، وتعد جوائز الدولة هي أقدم جوائز بالمنطقة العربية والشرق الأوسط، هل تأثرت جوائز الدولة بالجوائز العربية الكثيرة في العقد الماضى التي كثرت وبمبالغ مالية مضاعفة؟

أرى أن الجوائز العربية جزء كبير منها مادي بالأساس فالناس تنجذب لها لهذا السبب، وأرى أن جوائز الدولة أجمل ما فيها أن تحصل عليها كممثلة لاسم الدولة، وأن أهميتها من أهمية الدولة، وبالتالي أنا هنا إذا بحثت عن قيمتها المادية أرى أنها لا تقارن بالقيمة المادية للجوائز العربية، وتكمن كما قولت من قبل قيمتها أنها تمثل الدولة العريقة بغض النظر عن قيمتها المادية.

- ما تقييمك في جائزة المبدع الصغير التي استحدثها مجلس الوزراء وبصدد إعداد مشروع قانون لها؟

أرى أن جائزة المبدع الصغير أمر جيد، خاصة أن الأولاد بمصر سواء الأطفال أو المراهقين مظلومين بدرجة كبير ولابد أن نعطى اهتماما لهذه الفئة العمرية ليس بإطلاق جائزة لهم فقط، بل وإعداد مشروعات إبداعية تستوعب ما لديهم من طاقة وتبدأ من سن الطفولة حتى المراهقة، لأنه بحسب ما يرى علماء النفس أن الحالة النفسية للإنسان تتكون منذ الميلاد وحتى سن 15 سنة يعنى أننا نتحدث عن إنسان كامل العقل، لديه تصورات كاملة للحياة، وبالتالى من حقه أن يتواجد بجوائز أو بمشروعات تخصه وتتجه إليه.

- الشعر والاوبئة.. أين تقف القصيدة الشعرية من ذلك بمصر؟

المهمة الأساسية للشاعر هي منح الأمل للناس، وأنا حاولت أن أفعل ذلك من خلال كلمات أغنياتي التي تناولت مسألة ما نواجه من أخطار وما بعدها وماذا سنفعل، وأرى أن الفن والشعر بشكل عام يحاولوا إيجاد حلًا إنسانيًا وروحيًا، وأن منح الأمل هو أحد الوظائف الأساسية للشعر، وهو تقيمي لمسألة الشعر وعلاقته بما نواجه من خطر الآن وعلى الشاعر مهمة تقوية الروح الإنسانية بقدر الإمكان.

- هل هناك مشروع شعري جديد لرجب الصاوي؟

أجهز الآن ديوان باسم «بيوت منسية» وأظن أنه ديوان مختلف عن الدواوين التي صدرت، وأتمنى أن يلقى إعجاب الناس، ومازالت حتى الآن أرى أنني تلميذ عند الشعر، وأتمنى أن يتضمن روح جديدة عليا أو على الكتابة بالعامية بشكل عام لأن العامية هي روح مصر ومسحراتي البلد، وهي أهم الأنواع الأدبية التي تعبر عن أرضنا ليس بسبب اللغة ولكن لأن شعر العامية أكثر ارتباطا بالناس حتى لو أدعى غير ذلك.