رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشفاء المنزلي.. حكايات أبطال يحاربون الفيروس داخل البيت

الشفاء المنزلي
الشفاء المنزلي

«بالصبر والإيمان والالتزام ننتصر».. هذه كانت الروشتة التى نصح بها أبطال العزل المنزلى بقية أبناء مصر، بعد أن تعافى أغلبهم من فيروس كورونا دون الحاجة إلى الضغط على المستشفيات، بل وحقق بعضهم انتصارًا إضافيًا حينما اجتازوا التجربة الصعبة دون أن ينقلوا العدوى لأفراد الأسرة، حيث قيّدوا الوباء فى غرفة واحدة باتباع إجراءات وزارة الصحة، التى اتبعت مؤخرًا استراتيجية العزل المنزلى للحالات البسيطة مع المتابعة المستمرة.
«الدستور» حرصت على توثيق حكايات هؤلاء المقاتلين، الذين آمنوا بأن كل مواطن يعتبر جنديًا الآن وعليه أن يدعم بلده وأهله، ليرسموا لكل مريض طريق النجاة.. فلنقرأ معًا ماذا قالوا؟


أميرة: تغلبت على الوباء بـ«طولى».. وتطبيق الإرشادات سر النجاح

أولى صفحات كتاب النجاة ظهرت فيها المواطنة أميرة قناوى، ٢٢ عامًا، من محافظة الجيزة، بدت سعيدة ومتحمسة لنقل تجربتها للآخرين.
تقول «أميرة» إنها شعرت فى البداية بآلام شديدة فى منطقتى الرأس والصدر، إذ لم تستطع التنفس بشكل طبيعى، وقالت إن أول خطوة اتخذتها، وكانت سر النجاح، هى عزل نفسها فى غرفتها وتنبيه جميع أفراد الأسرة، وبعد ذلك هاتفت الأجهزة الصحية وأبلغت بحاجتها لإجراء فحص بجهاز pcr، لتتأكد إن كانت مصابة أم لا.
وتضيف: «التزمت غرفتى حتى ظهرت نتيجة الفحص وتأكدت من إصابتى بالفيروس، وعلى عكس المتوقع رفضت كل محاولات أهلى نقلى إلى مستشفى، وأكدت لهم أننى قادرة على تخطى الأزمة بطولى».
استعانت «أميرة» بإرشادات وزارة الصحة، وتابعت مع الأطباء بشكل دورى، والتزمت بمواعيد الدواء وبعد ١٠ أيام من النضال حققت الانتصار.
وتلخص «أميرة» تجربتها: «كلما اشتدت على الأعراض كان إيمانى يزيد، وكانت المفاجأة حينما بدأ الألم فى الخفوت، ثم اختفت الأعراض تمامًا.. لن أنسى ذلك اليوم، فالفرحة التى ملأت بيتنا لا توصف، وعرف جميع جيرانى تجربتى وأحسوا بأن الأمل لا يزال موجودًا».


الرفاعى: أُصر على الانتصار فى «معركة الحياة»

بمجرد إحساسه بأعراض تنفسية بسيطة قرر أبوحمزة الرفاعى، ٤٦ عامًا، نقل زوجته وأولاده إلى منزل جدهم، حتى لا تنتقل إليهم العدوى، وبعد ذلك قرر خوض معركة الحياة بمفرده.
يقول «الرفاعى»: «لن أقول إن التجربة سهلة، ولكن الإيمان والالتزام والصبر أسلحتى التى أثق فى فاعليتها، وحالتى الآن تسوء تارة وتتحسن تارة أخرى، وأهاتف الأطباء يوميًا وأطبق جميع الإرشادات الرسمية، وأتناول الفيتامينات والمشروبات الساخنة وأحرص على اتباع نظام غذائى صحى».
ويضيف: «لم أنتصر بعد، لكننى واثق من أن الله لن يتركنى، وسأكمل المسيرة ولن أخرج من منزلى حرصًا منى على أهل مصر، وأقول للجميع إن الصحة غالية، وإن كل شىء فى الحياة يمكن تعويضه إلا العافية، لذا أدعوهم للالتزام بإجراءات الوقاية من كورونا، وألا يجزعوا إن وصل الفيروس إليهم، فهذه بداية الحرب لا نهايتها، ولا يمكن أن يُهزم المصرى قبل أن يأخذ فرصته فى الدفاع عن نفسه».


وائل:هزمنا الوجع أنا وزوجتى فى أقل من أسبوعين

شاب عشرينى من قاطنى منطقة دار السلام، يعمل داخل مصنع قطع غيار سيارات، وفى المصنع التقط العدوى من اختلاطه بأحد العاملين المصابين، ولكنه لم يعلم حينها حقيقة إصابته، ليذهب إلى منزله ويتعامل بشكل طبيعى، فأصيبت زوجته.
يقول وائل خيرالله، ٢٧ عامًا، إنه فور ظهور أعراض فيروس كورونا تواصل مع أحد أقاربه، لنقله إلى مكان إجراء التحاليل للتأكد من مدى إصابته بالمرض، واتضح بالفعل بعد يومين من التحليل إيجابية المسحة، وهو ما حدث أيضًا مع زوجته. اتفق الزوجان على العلاج داخل المنزل، وقررا عدم الذهاب إلى مستشفيات العزل، والمتابعة اليومية مع أحد الأطباء المتخصصين، والتزما بكل خطوة للتعافى نهائيًا من المرض، وبالفعل نجحا فى ذلك فى أقل من أسبوعين، حين عزل كل منهما نفسه داخل غرفة خاصة به فى المنزل، بينما كان والد الشاب يوفر لهما احتياجاتهما بشكل مستمر. وعن إجراءات الوقاية، يقول: «والدى كان يعقم المنزل بأكمله، ويوفر الكمامات والقفازات الطبية ليستخدمها فى التعامل معنا خلال فترة العزل المنزلى»، مشيرًا إلى الدور الكبير الذى لعبه الطبيب المتابع فى توجيه الإرشادات التى سهلت عملية التعافى سريعًا.


رباب: ألتزم بجميع الإجراءات الوقائية لحماية ابنى

فى إحدى المناطق الشعبية بالقاهرة، تعيش رباب طاهر، السيدة الثلاثينية، بصحبة ابنها، ذى الـ١١ عامًا، بعد مغادرة بلدتها فى محافظة أسيوط، للعمل إدارية بمستشفى قصر العينى الفرنساوى.
فى عملها لم تكن «رباب» تتعامل مباشرة مع المرضى، لكنها كانت تتحرك داخل المستشفى وتتصل بزملائها من أعضاء الطاقم الطبى والعاملين، لذا لم يكن مفاجئًا أن تصاب بفيروس كورونا، رغم كل الاحتياطات التى اتخذتها طيلة الفترة الماضية.
تقول «رباب» إن أعراض الإصابة بدأت بارتفاع حرارتها، وصاحب ذلك الشعور بصداع خفيف، بالإضافة إلى ألم فى جميع أنحاء الجسد، وبعد الخضوع للكشف أكد لها الأطباء أنها تعانى من عدوى كورونا، وطلبوا منها تنفيذ العزل المنزلى، لحين الشفاء.
تؤكد «رباب» أن أكبر همومها فى هذه الفترة يتمثل فى الخوف من انتقال العدوى إلى صغيرها، الذى لا يمكنها تركه، أو إرساله لأقاربها فى أسيوط، ما دفعها لمحاولة الحفاظ على مسافة آمنة بينها وبينه قدر المستطاع، مع الالتزام بكل التعليمات الوقائية، أثناء تحضير الطعام واستخدام الأدوات، مع الحفاظ على النظافة المستمرة للمنزل، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة لرفع المناعة، فى انتظار أن يأذن الله برفع هذه الغمة.


راوية: ممر آمن بالمنزل.. والطعام فى أطباق المرة الواحدة

بصحبة أختها، اعتادت راوية عزام، التسوق والتجول بين المحال لشراء الاحتياجات وتجهيز ابنتها التى اقترب موعد زفافها، لكنها أصيبت وأختها بعدوى كورونا، إثر مخالطة البائعين والمشترين فى الأسواق.
بعد الإصابة، اضطرت السيدة الخمسينية وأختها للعزل المنزلى، وتفرغت ابنتها وابن أختها لرعايتهما، والتواصل بشكل دائم مع الخط الساخن بوزارة الصحة، وأحد الأطباء، للتأكد من اتباع كل التعليمات الوقائية وتطبيق البروتوكول العلاجى المنصوص عليه فى مثل هذه الحالات.
عن ذلك، تقول الابنة «نيرة»: «نلتزم بشكل كامل ببروتوكول العلاج وتنفذه بالحرف مع أمى وخالتى، مع متابعة حالتهما أولًا بأول مع الطبيب المختص، ومراجعة إجراءات العزل بالمنزل مع الخط الساخن للتأكد من أن كل شىء يجرى بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى ارتداء الجميع الكمامات داخل المنزل».
وتضيف: «خصصنا لأمى حمامًا لا يستخدمه غيرها، مع تنظيفه بشكل مستمر، كما خصصنا لها ممرًا آمنا تتحرك خلاله ويجرى تنظيفه أيضًا بشكل دورى، بالإضافة إلى أكياس بلاستيكية لرمى أطباق الطعام المعدة للاستخدام لمرة واحدة بعد تطهيرها بالكحول، مع الحرص على إضافة البرتقال والليمون والفواكه والخضروات للطعام، من أجل المساعدة على التعافى من المرض»