رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين اختفى مشروع «معهد الإدارة الثقافية» الذى أعده جابر عصفور عام 2015؟

جريدة الدستور

أكد الوزراء المسؤولون عن الفنون والثقافة والتراث من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي فى شهر مايو الماضى، على الدور الحاسم والأساسي الذي يمكن أن يلعبه قطاع الفنون والثقافة والتراث في مساعدة الدول الأعضاء في الحد من تأثير جائحة كورونا المستجد على المشهد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للقارة على النحو المنصوص عليه في أدوات السياسة القارية الرئيسية بما في ذلك أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، وميثاق النهضة الثقافية الأفريقية، وخطة عمل الاتحاد الأفريقي بشأن الصناعات الثقافية والإبداعية، والقانون النموذجي للاتحاد الأفريقي بشأن حماية الممتلكات الثقافية والتراث، والصكوك العالمية مثل أجندة الأمم المتحدة 2030، الأمر الذى يوجه لبحث واستشراف مستقبل الصناعات الثقافة ما بعد انتهاء جائحة كورونا.

من بين المشروعات المتعلقة بالصناعات الثقافية والإبداعية فى مصر، مشروع كان قد أعده الدكتور جابر عصفور وقت رئاسته للوزارة عام 2015، وهو مشروع إنشاء معهد الإدارة الثقافية، والذى كان يهدف "عصفور" من خلاله إلى أن الحل الحقيقي لتطوير وزارة الثقافة هو تغيير جموع الموظفين بها واستبدالهم بجيل جديد من الموظفين الشباب الذى يعي جيدًا الإدارة الثقافية، وبالفعل تم تشكيل لجنة خاصة برئاسة العلاقات الثقافية عام 2015 مع السفارة البريطانية بالقاهرة بحضور السفير البريطاني.

جابر عصفور يقول عن المشروع: "بحثت فى الأمر وجدت أن هناك معاهد للإدارة الثقافية تستقبل طلاب الثانوية العامة للدراسة بإنجلترا، وبعد فترة يتخرج فيها موظفين يتم الاتفاق معه من قبل وزارة الثقافة لكى يعمل بها، كما أنه يتم وضع أقسام فى المعهد تتناسب مع احتياجات الوزارة، اما عن الموظفين القدامى يتم خروجهم على المعاش وبالشكل ده بالتدريج تأتى بأجيال جديدة فاهمة يعني ثقافة ويعني ايه ادارة ثقافية فيتم عمل تغيير جذرى بالوزارة، ودعنى اوضح اننى استوحيت هذا المشروع من ما فعله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد أن هزمنا فى 1967 عندما قرر أن يغير تركيبة العسكرى المصرى، فسمح بغدخال المؤهلات الجامعية للتجنيد وهو ما ساعد بشكل كبير على تكوين جيش مصرى به من الخبرات العلمية ما جعلته قادرًا على هزيمة الجيش الإسرائيلي فى 1973 ".

ويضيف "عصفور" في حديثه لـ"الدستور": "اتفقت مع بعض الإنجليز إنهم يساعدونا لإنشاء معهد للادارة الثقافية بالاتفاق مع السفير البريطانى بالقاهرة، والذى عرض على خريطة المعاهد الثقافية بانجلترا وتم الاتفاق على إنشاء المعهد والورق موجود فى مكتب وزير الثقافة الذى جاء بعدي وهو الدكتور عبد الواحد النبوى، وفي مكتب رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، ولكن المشروع اختفى ولم يستكمل بعد".

فى الوقت نفسه، أكد الدكتور جابر عصفور، أن الثقافة بالتأكيد هى صناعة ثقافية بالمعنى المعنوى، إلى جانب هذا فى مرحلة متأخرة عرفنا أن الثقافة ليست شيئًا معنويا فقط بل وماديا، وأن صناعة الكتاب إضافة إلى صناعة السينما والصناعات الثقافية الشعبية، ومع وصول الصين إلى درجة من النجاح المذهل الذى جعل هذه الصناعات مصدر دخل مذهل للصين، كلنا تأثرنا به، وهو ما جعلنى أسافر وقت رئاستى لوزارة الثقافة إلى الصين للتعرف على ما أنجزته فى هذا المجال لتطبيقه فى وزارة الثقافة المصرية ووضعت خطة لوزارة الثقافة لكى تدخل الوزارة هذا النوع من الصناعات ولكن للأسف كلما جاء وزير جديد يقوم بنسف ما يقوم به سلفه، وبالتالى تأخرنا فى ذلك.