رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رعونة في تربية الأبناء».. رسائل النائب العام لأولياء الأمور

«رعونة في تربية الأبناء»
«رعونة في تربية الأبناء»

منذ تولي المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، منصبه في سبتمبر 2019، وهو يراعي القضايا التي تمس أخلاقيات وقيم المجتمع ويجد دائمًا السبب في هذه الانفلاتات إهمال الآباء ورعونتهم في أساليب التربية ودائمًا في خطاباته كان يوجه أولياء الأمور بالتشديد عليهم وتحذيرهم، وتارة أخرى في إعلاء دورهم وكانت البداية بقضية فتاة العياط التي قتلت سائقا حاول الاعتداء عليها جنسيًا.
- قضية «منة عبد العزيز»

وهنا تعاطف المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، مع المُتهمة آية -وشهرتها «منة عبد العزيز» وطلب بإيداعها أحد المراكز المخصصة لـ«استضافة وحماية المرأة المُعنَّفة»، وإدخالها ببرامج تأهيليَّة لإصلاحها، لعدم وجود محل إقامة ثابت ومعلوم لديها، وذلك عقب نشرها فيديوها توضح فيها اغتصابها من قبل عدد من اصدقائها.

وتبين من البحث الاجتماعي والنفسي عن الفتاة، أنها تعاني من اضطرابها انفعاليًّا ونفسيًّا نتيجة تعرضها لأزمات اجتماعية قاسية مُنذ صغرها حرمتها من عاطفة الأسرة والأهل، وأثَّرت في سلوكها العام، مما دفعها مع قلة خبرتها وعدم رجاحتها وضعف شخصيتها إلى تكوين علاقات مع أصدقاء السوء عوضًا عن فشلها في عقد علاقات سوية.

وأوضح التقرير سعيها للظهور وتحقيق الشهرة بأي وسيلة عوضًا عما لقيته من أزمات، فانخدعت بشهرة حققتها في بيئة افتراضية خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي أسلمتها إلى أصدقاء سوء استغلوها مع سهولة انقيادها وعدم رجاحتها وتسامحها في حقوقها، وطمعها فيما عرضوه عليها من هدايا وسُبل لإعاشتها، فوقعت ضحيةً لهم، فضلًا عن الصدمة النفسية والاضطرابات التي أصابتها من أثر التعدي عليها بالواقعة محل التحقيق، مما يتطلب إدخالها بالبرامج المعتمدة بمشروع «استضافة وحماية المرأة المعنفة» لإعادة تأهيلها نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد عند الحاجة.

وجاء دور النيابة في مخاطبة أولياء الأمور والإشارة إلى عِظَم الدور المنوط بأولياء الأمور تجاه رعاية أبنائهم وصونهم من أصدقاء السوء والمخاطر المستحدثة التي يُدفعون إليها، بعدما فقَدَ البعضُ منهم لدى آبائهم الرعايةَ والتربيةَ والتفهُّمَ وطالب النائب العام منهم: "حافظوا على أبنائكم.. بتفهم وتقريب دون إفراط في تدليل.. ورقابة بوعي دون تضييق وترهيب".
- طالب يدهس سيدتين في القاهرة الجديدة»

في هذه القضية الخاصة بدهس سيدتين في القاهرة الجديدة، اعتبر النائب العام أن الجريمة جريمة الأب وقرر بحبسه مع الطالب أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

وأوضح أن الطالب تم حبسه بسبب التسبب خطأ في وفاة أمرأة وإصابة أخرى، بحي مدينتي بالقاهرة الجديدة.

وحبس الأب على الرغم من أن الطالب أنكر معرفة والده بالواقعة مُدعيًا ترك الأخير مفتاحها بها وتمكنه لذلك من قيادتها نتيجة لإهماله ورعونته وعدم مراعاته للقوانين حالَ سماحه لنجله بقيادة مركبة بسرعة جاوزت الحد الأقصى، ودون الحصول على رخصة قيادة، إلا أن تحريات الشرطة أكدت علم والده بقيادة الطالب السيارة قبيل وقوع الحادث.

ولم يترك النائب العام الفرصة لمخاطبة الآباء وإنذارهم من عواقب الإفراط في تدليل الأطفال والهروب من مسؤولية تأديبهم وتربيتهم على نحو سليم، والسماح لهم بأمور تسوقهم إلى ارتكاب جرائم تعرض حياة الناس وحياتهم للخطر، مؤكدة على تصديها لهذا الانفلات بما خوَّلها القانون من سلطات وإجراءات.
- الختان وقتل الإناث

أوهم أب ثلاثة من فتياته بقدوم الطبيب إلى مسكنهن لتطعيمهن ضدَّ فيروس «كورونا»، وحقَنَهن الأخيرُ بعقار ففقدن وعيهن، وبعدما استفقن فوجئن بتقييد أرجلهن، وشعرن بآلام في أعضائهن التناسلية، فأبلغن والدتهن -المطلقة- التي أبلغت عن الواقعة.

ومن هنا ناشدت النيابة العامة ولاة الأمور للتصدي لهذه الظاهرة خاصة أن الدين الإسلامي وسائر الأديان السماوية معفي منها لخطوته البالغة فقالت النيابة في بيانها الرسمي آنذاك الغة الخطورة؛ إذ لم يكن «الخِفاض» -الوراد أنه مَكْرُمة في سُنَّة رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم- على الصورة التي تُرتكب بها جريمة الختان التي تُؤذَى بها النساء والبنات، بل كان «الخفاض» أمرًا اقتضته العادات آنذاك دون المساس بحقوق المرأة ومشاعرها.
- ختان فتاة أسيوط

وقضية ختان فتاة أسيوط، أمر النائب العام بإحالة علي عبد الفضيل عياط رشوان، واثنين آخرين للمحاكمة الجنائية؛ لارتكابه جناية ختان الطفلة ندى حسن عبد المقصود، التي أفضت لوفاتها، واشتراك والديها فيها، في القضية رقم 2216 لسنة 2020 جِنَايات منْفلوط.

وتهِيب النيابة العامة بكل أب وأم ألا يعرضوا بناتهن لعمليات خطيرة موروثة بعادات وتقاليد بالية، ظاهِرها الطهارة والعفة، وباطِنها إيذاء وعذاب وإزهاق للأرواح. اعلموا أن طهارتهن وعفتهن لا سبيل لهما إلا بحسن رعايتهن وتربيتهن واحتضانهن وتنوير فكرهن. انظروا إليهن كيف أنشأتموهن وغرستم في نفوسهن الخلق والعلم، فلا تقصدوا بهن هلاكا وتذيقهن بعادات بالية عذابا وألما، ووفروا لهن أمانا وحماية وسندا، واعلموا أن تلك العادات تبرأت منها سائر الأديان.
- تهديد طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكلب

وفي واقعة حبس متهمين متورطين في إذاعتهما عن طريق الشبكة المعلوماتية وبإحدى وسائل تقنية المعلومات مقطعًا مصورًا من شأنه الإساءة لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة والتعريض به.

ناشدت النيابة العامة أولياء الأمور بالحفاظ على ابنائهم النيابة إليهما أيضا، اعتدائهما على أحد المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، وانتهاكهما خصوصيته، وإحداثهما بهذا العمل تمييز بين الأفراد وضد طائفة من طوائف الناس ترتب عليه تكدير للسلم العام، وتحريشهما كلبًا واثبًا على المجني عليه لم يرُدَّاه عنه وكان الكلب في حفظهما.
- سما المصري

في قضية حبس المتهمة سامية أحمد عطية عبد الرحمن وشهرتها سما المصري؛ وذلك لاتهامها بنشر صور ومقاطع مرئية مُصورة لها خادشة للحياء العام عبر حساباتٍ خاصة بها بمواقع إلكترونية للتواصل الاجتماعي، وإتيانها علانية أفعال فاضحة مخلة، وإعلانها بالطرق المُتقدمة دعوة تتضمن إغراء بالدعارة ولفت الأنظار إليها، واعتدائها على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري.

طالبت النيابة من المجتمع وأولياء الأمور التصدي لمثل تلك الجرائم الخادشة للحياء، المتعدية على المبادئ العامة وقيم هذا المجتمع العريق، داعيةً الكافة إلى التفريق بين حقوق التعبير والإبداع الحُر، ودعاوى الابتذال والإباحية والسعي لجني المال بطرق مخلةٍ غير مشروعة.

وخاطبهم النائب العام قائلًا: «حافظوا على الأخلاق واسعوا إلى مكارمها، وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانَ الفُحشُ في شيءٍ إلَّا شانَهُ، وما كانَ الحياءُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ».
- سخرية الشباب من الصلاة

وفي قضة استغلال الدين في السخرية مما تسبب في حبس 3 شباب روجوا مقطع فيديو لشاب يؤدي الصلاة وآخر يضع في فمه سيجارة مشتعلة والثالث يصورهما، أهاب النائب العام بالآباء أن يرسخوا في نفوس أبنائهم ما نشأ عليه المجتمع المصري وتميز به بمختلف طوائفه ودياناته والحضارات التي نشأت على أرضه؛ من مبادئ توقير وتقديس الأديان وشعائرها، وأن بلادهم كانت وستظل منارة رائدة لسائر الأديان السماوية كونها أرض الأنبياء والرسالات، وأن التَّمَيُّز بصالح الأعمال، خير وأبقى من شهرة زائفة تُبنى على ضلال.
- السخرية من مواطنين على تيك توك

أمر النائب العام المستشار حماده الصاوي، بحبس 4 متهمين؛ لاتهامهم بإيذاء الغير، والتعدي على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، وانتهاكهم حرمة الحياة الخاصة، ونشرهم مقاطع مصورة عن طريق الشبكة المعلوماتية تنتهك خصوصية أشخاص دون رضاهم، وقيادتهم دراجات آلية بدون ترخيص بطريقة ينجم عنها الخطر.

وأهاب النائب العام بالآباء أن تُرسخ لدى أبنائهم قيم احترام الكبير ورعاية الصغير، علموهم أن السخرية من الغير وإيذاءهم مدعاة للعقاب والاحتقار وليس للمرح والنشر والافتخار.

كما تهيب بالآباء توجيه أبنائهم في استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ويعلموهم كيف ينتفعوا بخيرها ويتجنبوا شرورها؛ اجعلوها أداة نفع وعلم، وليست أداة إضرار وهزل. وتؤكد النيابة العامة على تصدِّيها - وفق صحيح القانون - لكل مُتعدٍّ على تلك القيم والمبادئ الراسخة في مجتمع مصر العريق.