رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بابجي».. لعبة تسببت في جرائم قتل وحرمها الأزهر الشريف

بابجي
بابجي

تعتبر لعبة "بابجي" من أكثر الألعاب الإلكترونية شهرة خلال الأعوام الماضية، بعد أن أقبل عليها قطاع كبير من الأطفال حول العالم، ولكن الإصدار الجديد من اللعبة أثار جدلا كبيرا في المجتمع الإسلامي بعد ظهور صنم يجب على اللاعب السجود له للحصول على الأسلحة واستكمال اللعبة، وهذا ما اعتبره الأزهر الشريف ترسيخًا لفعل السجود لغير الله والإشراك به، فحرم ممارسة اللعبة.

حوداث لعبة "بابجي"
في عام 2018، استيقظ أهالي مدينة الإسكندرية على كارثة مروعة بعد أن انهال الطالب "سيف"البالغ من العمر16 عامًا ضربًا بالسكين على معلمته "هانم.م" البالغة من العمر59 عامًا، وسقطت قتيلة غارقة في دمائها لتجدها السلطات وبجوارها شنطة مدرسية بداخلها سكين كبير الحجم ملفوف بكيس بلاستيك، وورقة مدون بها عبارات تحث على القتل، وبعض الأدوات المدرسية، وحذاء رياضي وجاكت رجالي.

تبين من التحقيقات أن الطالب كان يذهب للمدرسة لتلقي الدروس، وفي يوم الواقعة طلب منها كوب ماء، وعندما عادت فاجأها بطعنات نافذة بسكين أعده قبل مجيئه، واعترف أنه فعل ذلك في يوم عيد ميلاده تنفيذا لتوجيهات لعبة "بابجي"، وحكم على الطالب بالحبس لمدة 7 سنوات.

في أربيل بالعراق عام 2018، أعلنت قوات الشرطة مقتل شاب أثناء محاولته محاكاة لعبة "بابجي" مع أصدقائه، الأمر الذي دعا عدد من أئمة وشيوخ العراق إلى تخصيص أجزاء من خطب الجمعة بالمساجد للتحذير من هذه اللعبة وأخطارها على المجتمع، مشيرين إلى عشرات حالات الطلاق والقتل التي قامت بسببها.

وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، انتحار شاب بعمر 17 عاما من محافظة بابل؛ بسبب تأثره بلعبة "بابجي"، لتشير الإحصاءات العراقية بعام 2018، أن اللعبة تسببت بـ 7 حالات قتل؛ بسبب تقمص أدوار اللعبة، فضلًا عن 215 مشاجرة واعتداء بين لاعبين من مختلف الأعمار.

ولم تأتي لعبة "بابجي" بأخطارها على المجتمعات العربية فقط بل هناك من القصص المأساوية الأخرى حول العالم التي تسببت بها تلك اللعبة، فقد تعرض شاب هندي في ولاية "ماديا براديش" لأزمة قلبية أودت بحياته بعدما فشل الأطباء في انقاذه، بعد قضائه 6 ساعات متواصلة في تلك اللعبة عبر هاتفه المحمول.

وكان الشاب الهندي البالغ من العمر 16 عاما، قام باللعب بعد تناول الغداء في المنزل، بعدها ثار غضبا على لاعبين آخرين، وتروي شقيقته، أنها كانت بجواره في اللحظات الأخيرة، وأثناء اللعب غضب وأصبح يصرخ بانفجار وبكاء شديد، تاركا اللعبة، قائلا: "لن ألعب معكم مرة أخرى، بسببكم خسرت"، ثم بعدها تعرض لانهيار شديد، وتم نقله إلى المستشفى لكنه فارق الحياة مع وصوله.

رئيس لجنة التشريعات بالاتصالات سابقًا: يجب منع ألعاب العنف للسيطرة على سلوك أطفالنا
الدكتور عبد الرحمن الصاوي رئيس لجنة التشريعات بوزارة الاتصالات السابق يوضح أن لعبة "بابجي" ليست اللعبة الوحيدة التي تتضمن محتويات لا تليق بالأديان والقواعد السلوكية للتربية، ومع ذلك يمارسها الأطفال، ويقضوا أمامها أوقاتًا طويلة، فهناك أغلب الألعاب الأخرى تحتوي على مشاهد العنف، ومظاهر تخالف تعاليم جميع الأديان السماوية، ويقبل الأطفال على مشاهدتها بكثرة، وفق حديثه لـ"الدستور"

ويأتي ذلك في غياب تام عن وعي الآباء عن المحتوى الذي تقدمه تلك الألعاب لأبنائهم، موضحًا أن أغلب الآباء والأمهات لا يعلمون شيئًا عن هوية الألعاب، مشددا على ضرورة التوعية المستمرة من الآباء للأبناء والمراقبة الدائمة على المحتوى الذي يشاهدونه ويمارسونه، مؤكدًا أن هذا هو السلاح الأمثل لمواجهة تلك الظواهر الغريبة التي تخترق مجتمعاتنا، ضرورة تفعيل دور أجهزة الدولة لمراقبة، ومنع عرض أي من الألعاب التي يكتشف حثها على العنف، أو يتنافى محتواها مع تعاليم الأديان السماوية.

خبير إلكتروني: تميل "بابجي" من توجهات خارجية تقودها جهات خفية
لم يختلف رأي مالك صابر، خبير البرمجيات وتكنولوجيا أمن المعلومات، والذي أشار في بداية حديثه مع "الدستور" إلى خطورة لعبة "بابجي" على الأجيال الحالية، خاصة بعد أن توغلت داخل منازل العديد منهم، وأصبحت تلهيهم عن فعل الكثير من الأشياء الأخرى في حياتهم، كذلك كان الحال مع الشباب الذين تملكت منهم اللعبة أيضًا.

يتحدث "صابر" عن خطورة بابجي قائلًا: "سلوكياتها لا تناسب العادات والتقاليد الخاصة بنا داخل المجتمع المصري، فقد وقعت بسببها العديد من المشاكل الأسرية داخل بلاد عدة، كان من ضمنهم جرائم القتل والضرب، وذلك يكون نتاج التحريض على العنف التي تقوم اللعبة بتشكيله داخل نفسية الشخص اللاعب دون دراية كاملة منه بالجوانب النفسية لها.

أما عن اتجاهات "بابجي"، أوضح أن خاصية الصنم التي أزالتها اللعبة لكسب الجمهور مرة أخرى، ما هي إلا حيلة صغيرة يريدون كسب شعبية وشهرة من خلالها، وهذا ما يفعله مبرمجو الألعاب دائمًا لجذب انتباه الجماهير حول منتجهم من ألعاب وتطبيقات، مشيرا إلى وجود توجيهات من دول أخرى تحرض خلالها على الإلحاد والعنف ويسيطرون بها على وعي المواطنين.

ولفت إلى أن "التخلص من تلك الألعاب ليس سهلا كما يعتقد البعض فيجب في البداية الوصول إلى مصدرها وحجب هذه اللعبة عن منطقتنا، أو الوصول إلى اتفاق يفيد بإلغاء أي خواص تحرض على أي شئ يمس العادات والتقاليد المصرية بضرر".

أزهري: ممارسة "بابجي" حرام شرعًا ونرفض التحريض على العنف
ومن الجانب الديني، أكد أستاذ الشريعة الإسلامية والباحث الديني، صلاح عمر، أن ممارسة لعبة "بابجي" حرام شرعًا، لما تمثله من أفعال يرفضها الدين الإسلامي والمجتمع الذي نعيش بداخله، فلا يوجد بالدين الإسلامي يحرض على العنف أو الكراهية، حتى ولو لفظيًا، وهذا ما يحدث من مناوشات بين اللاعبين وبعضهم البعض أثناء ممارسة اللعبة، ما قد يسبب حوادث بالغة في أغلب الأحيان كما حدث من قبل.

استكمل الشيخ "صلاح" حديثه مع "الدستور"، موضحًا أنه لا يوجد ما يسبب قتل الأبناء لآبائهم أو الأصدقاء لبعضهم البعض إلا وكان كفرًا وإلحادًا، ويجب منعه للحفاظ على الأجيال القادمة من التشويه النفسي الذي تسببه اللعبة بعد أن انغامس عدد من الشباب فيها، لافتا إلى أن مثل هذه الألعاب التي تحرض على الإرهاب تكون ممولة من جماعات غير دينية، ومازال هناك رجال دين في الوطن العربي بإمكانهم التصدي لهذا الفكر.