رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الصاج والخشب.. مهندس يصمم «مركزًا ثقافيًا» بعزبة خير الله

أحمد سعفان
أحمد سعفان

مساحة لا تتعدى 81 مترا، تصميم ينبض بروح الطفولة ويبعث البهجة ويفصح بطبيعة ما ستقام بداخله من أنشطة، اختار المهندس المعماري أحمد سعفان، عزبة خيرالله، بمصر القديمة، إحدى أكثر مناطق القاهرة الشعبية كثافة سكانية، مكانا لتصميمه المعماري المتفرد لكي يصبح مركزا ثقافيا لعقد نشاطات المسرح والفن، كون المنطقة في أشد الاحتياج لمثل تلك الفعاليات.

يعتبر المشروع امتدادا لـ"مطبخ دوار" بعزبة خيرالله، وهو مشروع بدأ بسيطا وانصهرت فيه ثقافة السيدات المصريات والسوريات في بوتقة واحدة، تجمعهن قسوة الفقر، لتعليمهن فنون الطبخ وتدريبهن على الأعمال البسيطة، التي توفر لهن فرص عمل، وألحق به المركز الثقافي، لكي يضم المطبخ طوابق ثالث ورابع، بعد أن كان مقتصرا في السابق على طابقين فقط، ليصبح مبنى متكامل الأركان، وبمثابة منبر لإيجاد العمل وخلق الوعي والتسلية لأهل المنطقة وأطفالهم، فضلا عن التسلية.

وضع المهندس دراساته قبل التنفيذ لتحديد اتجاهات الشمس والرياح، حتى يكون مبناه مرأيا لأهل المنطقة كاملة، كما أن زاوية سقفه تواجه شروق الشمس، وراعى عند تصميمه ألا يطغى على المنطقة.

أفصح سعفان، أنه أدخل المواد الخشبية وألواح الصاج المستعملة بالفعل والمتوافرة في عزبة خيرالله، وأعاد استخدامها في تصميمه، وتمت ترجمتها في شكل مادي معنوي جديد، لكي يدلل على أنه من الممكن إعادة تدوير استخدام المواد المتاحة في البيئة لخلق تصميم أو مادة جيدين.

صممت نوافذ المبنى بطريقة تجذب الأطفال، كما أن السقف مصنوع من ألواح طاقة شمسية تسمح بتوفير طاقة كهربائية للمكان، بالإضافة أنه غلب عليه اللون الأصفر، ليكون ملفتا للنظر.

وقال سعفان، إن المناطق العشوائية بصفة عامة تفتقد لوجود أماكن ترفيهية يمارس الناس فيها الأنشطة الرياضية والثقافية وكذلك المسرح، وبالتالي في حالة توافر حيز لإنشاء مكان مثل مبناه وسط تجمعات البيوت السكنية، فيجب ألا نتردد في إيجادها.