رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا نيقولا أنطونيو يوضح تاريخ نشأة ملعقة التناول

التناول
التناول

نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بيانا رسميا عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت شعار "ملعقة المناولة المشتركة تاريخيًا".

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو: الملاعق الليتورجيا كانت موجودة على الأقل من القرن السادس إلى السابع، لكن هذا لا يعني أنها أُستخدمت في المناولة بشكل عام. في الواقع القانون الكنسي 101 للمجمع المسكوني الخامس (691-692) يحظر استخدام أي وعاء لأخذ الخبز المقدس بخلاف اليد البشرية، يقول القانون الكنسي: "لذلك إذا أراد أي شخص أن يشارك في الجسد النقي في وقت خدمة القدسات... دعه يشكل يديه على شكل صليب، وبالتالي يقترب، فليحصل على شركة النعمة... لأننا لا نرحب بحكمة أولئك الرجال الذين يصنعون أوعية معينة من الذهب أو أي مادة أخرى لتقديمها بدلًا من أيديهم لتلقي الهبات الإلهية".

وأضاف: "قبل القرن الحادي عشرالثاني عشر، كل شخص من الإكليروس أو الشعب على حد سواء، كان يتناول القُدسات (الجسد والدم المقدسين) بشكل منفصل (بنفس الطريقة التي تناول الإكليروس القُدسات الإلهية في يومنا هذا، عندما يتناولونها داخل الهيكل)، فعندما يقترب المُتناول لتناول القدسات يمد يديه، مع وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى مع فتح راحتين كفيهما، ويضع الكاهن جزءًا من الخبز المقدس في كف المُتناول. بعد تناول الخبز، تُقدم الكأس للمُتناول من الشماس فيشرب منها".

وتابع: "أول دليل واضح على استخدام ملاعق الشركة ظهر في القرنين الحادي عشر والثاني عشر. أصبحت الملعقة المشتركة هي القاعدة الراسخة في العديد من الأماكن بحلول منتصف القرن الثاني عشر. كما نعلم من القانوني الكنسي الشهير ثيودور بالسامون (+ 1195م)؛ ففي تعليقًا له على القانون الكنسي 101 للمجمع الخامس أعلن: عدم رضاه من أن الطريقة التقليدية لتوزيع الشركة قد تم التخلي عنها في بعض المناطق. بعد قرون، في تعليق على نفس القانون، أشار القديس نيكوديموس (+1809م) إلى أن إدخال ملعقة الشركة جاء نتيجة لندرة الشمامسة. بحلول أواخر القرن الثاني عشر خدم كاهن واحد العديد من الكنائس، الذي جعل توزيع عنصري الإفخارستيا بشكل منفصل صعبة للغاية. وقد حُلت المشكلة بإدخال الملعقة، والآن الكاهن يناول عنصريّ الإفخارستيا (الخبز والنبيذ) معًا بملعقة".

وأكمل: "بالإضافة إلى ذلك، يخبرنا القديس نيكوديموس «إن وضع القُدسات مباشرة في فم المتناولين ساعد على الحد من الانتهاكات الحاصلة للقدسات والانسكاب عند الشرب من الكأس المقدسة». من الواضح أن بعض الناس كانوا يهملون ويسقطون جزيئات الخبز المقدس، آخرون يخفونها "لإستخدامها لأغراض خبيثة".

واستطرد: "إن استخدام الملعقة لم يتم بسن قانون من مجمع مسكوني أو محلي. وقد جاء استخدامها تدريجيا. في البداية، ربما، تم استخدام الملعقة لمناولة المرضى والمشرفين على للموت في أول الأمر. وقد واجه إستخدامها في القداس الإلهي بعض المقاومة، مثل أي تغير مراد لأي شكل طقسي هام. فلم يكن إستبدال طريقة القرون القديمة في تناول القدسات بشكل منفصل، بناءً على ما ورد الكتاب المقدس، بالأمر السهل. ومع ذلك، فإن الاحتياجات الرعوية الجديدة جعلت إستخدام الملعقة أمرًا لا مفر منه".

وأضاف: "التحليل النهائي؛ تم قبول الملعقة، حتى على مضض، لأنها لا تنتهك، تُعارض، أو تتعارض مع أي تعليم عقائدي. كما أنها مناسِبة لأنها تدعم وتحفظ كرامة فعل التناول. إن طريقة منح المناولة بالملعقة يخدم غرضًا عمليًا. فالملعقة كرامتها مستمدة من استخدامها كأداة يتم من خلالها مناولة جسد المسيح ودمه لشعبه".

واختتم: "ميّز لاهوت الأسرار المقدسة الأرثوذكسي بين ما هو أسراري وما هو مادي. فالفاعلية الإلهية تختلف في كل سر بحسب عنصر المادة المستخدمة، التي من خلالها يعمل كل سر من الأسرار. في الإفخارستيا (سر الشكر)، نحن نؤمن ونعترف بأن العطايا الإفخارستيا (الخبز والنبيذ) استحالت إلى جسد المسيح ودمه، بصلاة الكنيسة وقوة وعمل الروح القدس. الاستحالة، مع ذلك، هي أسرارية وليست مادية. ففي الإفخارستيا الخبز والنبيذ يُحافظا على خصائصهما الطبيعية وصفاتهما ومقيدين بالقوانين الطبيعية لنوعهيما. إن الطريقة التي تتم بها إستحالة العطايا تظل سرًا عميقًا، لكننا نَعلم بالإيمان أن الاستحالة تحدث، ليصبح المسيح طعامنا لكي ينقل إلينا حياته؛ "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو 56:6)".