رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بحكاية مرسومة.. فنانة تصور «الاستهلاك الخاطئ» وعلاقته بـ«كورونا»

حكاية مرسومة
حكاية مرسومة

مع انتشار فيروس كورونا الذي أفزع سكان الكرة الأرضية، وقبل توحشه وتوغله في أجساد الكثير من المصابين، يمكننا العودة بالزمن إلى الوراء قليلا، حيث بداية ظهور الفيروس القاتل في مدينة ووهان الصينية، ديسمبر الماضي، بسبب الاستهلاك الخاطئ للعديد منهم، فمن الثعابين والضفادع والفئران إلى الكلاب والقطط والخفافيش، تتسع مائدة الصينيين حتى أنها لا تستبعد الحشرات ومنها الصراصير والديدان.

وفي هذا العالم الشرِه للاستهلاك بدون وعي، خطّت الفنانة مروة عبد المنعم حكايتها، المرسومة حول استهلاك البشر للكوكب بشكل خاطئ قد يضر به وبالبشر، فی شكل أسطورة.

مفهوم الاستهلاك

وتقول "مروة"، في تصريحات لـ"الدستور"، إن "المفهوم اللي تناولته في الحكاية هو الطريقة التى يستهلك بها الإنسان للكون كله وإحساسه أنه هو السيد لأكل اللحم، ووجد أنه من حقه أن يستغل الكون بالطريقة المناسبة له، لكن قد تؤدي هذه الطريقة إلى خلل في اتزان الكون من حوله لأن الطبيعة أقوى منه مهما بلغ الإنسان من قوة".

الصينيون يأكلون الخفاش

ومع انتشار فيروس كورنا حول العالم، تعتقد مروة أن الاستهلاك الخاطئ هو السبب، فرغم غموض المرض وعدم وجود أدلة دامغة على مصدره حتى الآن، فإن خبراء الصحة الصينيين يعتقدون أن الحيوانات تلعب دورًا كبيرًا في انتشاره، وربما كان الصينيون يفخرون في الماضي بأنهم يأكلون كل شيء يتحرك على الأرض، وهو ما صورته مروة فى رسوماتها الفنية.

كون موازٍ

تطرقت أيضا مروة فى رسوماتها إلى كون آخر يحيا مع البشر، وهو كون البكتيريا والفيروسات، حيث صورت في رسوماتها هذا الكون الذي لا يرى بالعين المجردة، فمن أجواء الحكاية: "يوجد حولنا كون موازي من البكتيريا والفيروسات، والفيروس ما هو إلا جزيء صغير، وجزيئات الفيروس تقدر بحوالي واحد على مليون من البوصة، والفيروسات هي أقل بآلاف المرات من البكتيريا، والبكتيريا أصغر بكثير من الخلايا البشرية، الفيروسات صغيرة جدًا لدرجة أن معظمها لا يمكن أن يُرى من خلال الميكروسكوب الضوئي، ولكن يُرى من خلال الميكروسكوب الإلكتروني".

ثنائية أكل اللحم 2017

لم تكن الفكرة وليدة اللحظة، بل إن الفنانة مروة عملت على هذه الرسومات منذ عام 2017، قائلة: "المفهوم بدأ منذ سنوات في رسوماتي، عن الاستهلاكیة التي تجعل العالم كله يجري وراء الشراء بدون داعٍ، وقد قدمت فیلم رسوم متحركة عن فكرة الاستهلاكیة والإعلانات وهوس الشراء، ومنه بدأت في رسم لوحات منذ عام 2017 بقصد أن أوجه صدمة إلى الناس، أنه ماذا لو أن الكاٸنات من حولنا بقی عندها نفس القدرة علی استهلاكنا كان هیبقی إیه الوضع؟ ومن ثم وضعت الصور فی سردیة أسطوریة حتى تزداد الصدمة، حتی أنني كتبت أن الحكاية من تقدیمي وليست من تأليفی حتى يزداد الشعور بالصدمة".