رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصلاة الآمنة.. كيف تعود المساجد دون أن تنتشر عدوى «كورونا»؟

المساجد
المساجد

تعلن لجنة إدارة أزمة فيروس «كورونا»، غدًا، عن قرارها بشأن إعادة فتح المساجد مرة أخرى، والإجراءات الاحترازية المقرر اتخاذها بالتوازى مع قرار استقبال المصلين، منعًا لانتشار عدوى الفيروس القاتل، وذلك تماشيًا مع قرار الدولة بالتعايش مع الوباء. وأعدت وزارة الأوقاف خطة محكمة استعدادًا لعودة الصلاة فى المساجد، من بينها تحديد مسافات آمنة بين المصلين، وإلزامهم بارتداء الكمامات، والتعقيم الدورى للمساجد، ومنع تشغيل المكيفات، نظرًا لقدرتها على إعادة تدوير الهواء بما يشكل خطرًا كبيرًا وإمكانية لنشر الفيروس. «الدستور» تحدثت إلى مجموعة من الأطباء، لوضع «روشتة» لحماية المصلين من الإصابة بالفيروس، أهمها الحرص على وجود مسافة لا تقل عن متر بين كل مُصلٍ وآخر، مؤكدين فى الوقت ذاته أنه رغم اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية، فإن الأمر ينطوى على مخاطر عديدة، لا سيما بالنسبة للمصابين بأمراض القلب، وغير القادرين على ارتداء الكمامات طوال الوقت.


عبداللطيف المر: «الروحانيات» تدعم الجهاز المناعى.. و«منديل السجود» ضرورة قصوى
رأى الدكتور عبداللطيف المر، أستاذ الطب الوقائى والصحة العامة، أن فتح دور العبادة أصبح ضرورة، لأن الصلاة تدعم الجهاز المناعى للإنسان، مستدلًا بأن منظمة الصحة العالمية ذكرت أن الروحانيات من الأمور التى تؤثر إيجابيًا على قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، وفسرت الروحانيات بأنها «النشاط الدينى والتأملى».
وقال «المر»، إن التعايش مع فيروس «كورونا» يستوجب عودة الصلاة فى المساجد والكنائس»، موضحًا: «الصلاة فى دور العبادة تختلف عن الصلاة فى المنزل، إذ إن الأولى تدعم الصحة النفسية، لأن صوت تلاوة القرآن أو الترانيم قادر على تحسين الحالة النفسية للمواطنين والتخفيف عن الناس بعد انعزالهم فى المنازل أكثر من ١٠٠ يوم، بسبب انتشار الوباء، لكن لا بد من التزام الجميع بالإجراءات الوقائية التى أعلنتها وزارة الصحة والسكان لمنع انتشار فيروس كورونا».
وأضاف: «على كل مواطن الالتزام بارتداء الكمامة وغسيل اليدين دائمًا، وإن كان سيذهب للمسجد أو الكنيسة فعليه أن يحضر سجادة صلاة معه، مع وضع منديل على موضع السجود ليمتص الإفرازات التى قد تخرج منه مثل العرق بسبب الحركة ودرجة الحرارة، أو الرذاذ الذى قد يخرج بسبب العطس، وذلك حتى لا تنتشر العدوى عبر سجاد المساجد الذى يلمسه أكثر من شخص، وعلى كل مواطن إلقاء المنديل المستخدم فى القمامة بعد انتهاء الصلاة فورًا، وأن يبتعد عن أى مواطن آخر مسافة لا تقل عن متر».
وذكر أن «قرار إعادة فتح المساجد والكنائس سيعمم بجميع أنحاء الجمهورية، ولكن يجب الأخذ فى الاعتبار أن مساجد المدن تختلف عن مساجد القرى، إذ إن الأخيرة ضيقة ولن تسمح بتحقيق التباعد بين المصلين، لذا أنصح بالصلاة خارج المساجد فى القرى، لأن الشارع يتعرض للتهوية وأشعة الشمس بشكل دائم، وهذا قادر على تقليل فرص نقل العدوى بين المصلين».


خالد زمزم: منع الأطفال ومرضى الصدر أولوية قصوى.. والوضوء فى البيت
شدد الدكتور خالد زمزم، أستاذ الأمراض الصدرية بالأكاديمية العسكرية المستشار الطبى بمجلس النواب، على ضرورة منع الأطفال ومرضى الجهاز التنفسى من الصلاة فى المساجد والكنائس حال عودتها.
وقال «زمزم»: «الأَولى بالمنع من الصلاة فى المساجد والكنائس هم مرضى السدة الرئوية والربو وأمراض الجهاز التنفسى المزمنة، فتلك الفئة هى أكثر من يحتاج للعناية المركزة على مدار العام إن تعرضوا إلى أى عدوى بكتيرية أو فيروسية، أو بسبب تقلبات الطقس، وبسبب انتشار فيروس كورونا قد لا يجدون فرصة لتلقى الرعاية الطبية اللازمة لانشغال المستشفيات بكامل طاقتها فى رعاية مرضى الوباء، ما تسبب فى نقص عدد أسِرّة العناية المركزة الشاغرة، وكذا أجهزة التنفس الصناعى، لذا على هؤلاء حماية أنفسهم من أى ضرر بمنع الاختلاط تمامًا».
وأضاف: «الأطفال أيضًا لا يمكن اصطحابهم للمساجد، بسبب صعوبة السيطرة عليهم أو إلزامهم بتطبيق الإجراءات الوقائية، وقد يتسبب ذلك فى نقل العدوى»، مشيرًا إلى أن المواطنين الذين سيذهبون للمساجد والكنائس لا بد من أن يلتزموا بالتباعد مسافة مترين إن أمكن، وعلى إدارات المساجد تحديد مواضع وقوف المصلين برسمها على الأرض، مع توفير المواد اللازمة للتعقيم وتعليقها على الحوائط وفى المداخل».
وتابع: «على كل مواطن أن يتوضأ فى المنزل، وألا يدخل أماكن الوضوء فى المساجد إلا للضرورة القصوى، مع منع المصافحة، ومن الأفضل أن يرتدى المواطن سترة قبل الذهاب للمسجد والتخلص منها قبل دخول البيت، مع خلع الحذاء خارج المنزل، وغسل اليدين والرأس بالماء والصابون لمدة لا تقل عن ٢٠ ثانية قبل التعامل مع أسرته، وبهذه الطريقة لن تتسبب عودة الصلاة فى المساجد والكنائس فى نقل عدوى كورونا».


محمد علام: كل شخص يأتى بـ«سجادته» وتوفير أجهزة لقياس درجة الحرارة
قال الدكتور محمد علام، نائب مدير مستشفى النجيلة للعزل، إنه فى حال عودة المساجد، فلا بد من الالتزام بالمحاذير العامة من التعقيم اليدوى وقياس درجة الحرارة يوميًا، وأن يحضر كل مُصلٍ السجادة الخاصة به، وعدم السلام عقب الصلاة، مشيرًا إلى أن إدارة المسجد لا بد أن توفر أجهزة لقياس درجة حرارة المصلين عن بُعد، ولا تسمح بدخول أى مُصلٍ تكون درجة حرارته أعلى من ٣٨ درجة، مع إلزام كل مُصلٍ بمسافة التباعد الآمنة فيما لا يقل عن مترين.
وأضاف أنه على الجميع الالتزام بالكمامة فى كل الأوقات، وإن توافر «الماسك الجراحى» فهو الأفضل، مشيرًا إلى أنه فى حالة عدم قدرة المواطنين على شراء الكمامات الطبية بصفة دورية فيمكنهم ارتداء كمامة من القماش إذا توافرت بها عدة شروط، أهمها أن تكون قطنية مكونة من ثلاث طبقات وأن تُرش جيدًا بمحلول عالى التركيز قبل كل استخدام، ولا يجب خلعها من الحين للآخر أيًّا كانت الأسباب، وبعد خلعها لا بد من غسلها جيدًا وكيها بالمكواه الكهربائية قبل استخدامها، للتأكد من قتل كل الفيروسات والجراثيم العالقة بها.
وحذر من الصلاة فى الزوايا الضيقة والمساجد قليلة التهوية بشكل أساسى على التكييف، منوهًا بضرورة الصلاة فى أماكن طبيعية التهوية لتقليل انتشار الفيروس ونقل العدوى.
أما عن الفئات المحظورة من الصلاة بالمساجد، فقال إنهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فعند حملهم «كورونا» يدخلون فورًا للعناية المركزة التى وصلت نسبة الإشغال بها إلى ٨٥٪.
عدسة: سامر عبدالله
محمد سباعى: أنصح بالابتعاد عن دور العبادة المزدحمة
نصح الدكتور محمد سباعى، طبيب قلب وأوعية دموية، مرضى ضعف عضلة القلب بالبقاء فى المنازل وعدم الخروج منها حتى لو للصلاة، وقال: «هؤلاء يعانون من ضعف شديد فى المناعة، ومن الأفضل ألا يخرجوا ويصلون فى منازلهم».
وأضاف: «من أجروا عملية قلب مفتوح أو ركّبوا دعامات قلبية أو تعرضوا لجلطة ولم يمر عليهم عام من الأفضل لهم تجنب الخروج من المنزل تمامًا»، مشيرًا إلى أن مرضى القلب هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، كما أن «كورونا» يسبب جلطات فى الشريان الرئوى تزيد خطورتها فى حالة إذا كان الشخص مريضًا بالقلب.
وتابع: «إذا خرج مريض القلب من المنزل للصلاة فإنه يجب ارتداء الكمامة فترة قصيرة لأن بقاءها مدة طويلة خطر على صحته أيضًا، وبمجرد انتهاء الصلاة يعود إلى منزله فورًا، كما يجب عليه الابتعاد عن المساجد المزدحمة وألا تقل المسافة بين كل مُصلٍ وآخر عن متر».
واختتم: «مريض القلب عليه الحصول باستمرار على الأدوية الخاصة بمنع التجلطات والسيولة، وإذا شعر بأى أعراض فعليه التوقف عن الصلاة فى المسجد».
كريم الموافى: غلق دورات المياه بشكل كامل.. والحفاظ على التهوية الجيدة
ذكر الدكتور كريم الموافى، طبيب جراحة العيون، أن فترة إغلاق المساجد من مارس الماضى وحتى الآن كافية لأن تنهى فاعلية أى فيروس عالق بأسطح أو مفروشات المساجد كان انتقل من أى مصاب قبل قرار الغلق، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تجرى وزارة الأوقاف عمليات التطهير والتعقيم لكل محتويات المساجد قبل فتحها، ومتابعة هذا بشكل دورى خلال فتحها، لكن من الناحية الطبية ليس هناك أى داع لتغيير السجاجيد بالمساجد على الإطلاق.
وقال إن هناك الكثير من الإجراءات الطبية الوقائية التى يجب اتباعها مع بدء فتح المساجد، ومنها غلق دورات المياه، لأنها ستكون مجالًا خصبًا لنقل العدوى عن طريق ملامسة الصنابير من قِبل أعداد كبيرة من المواطنين.
وأضاف أن التهوية الجيدة داخل المسجد عامل مهم جدًا فى تقليل تركيز الفيروس فى الهواء وعلى الأسطح الملساء خاصة، وهى أكثر أمانًا من استخدام تكييفات مركزية أو وحدات تكييف منفصلة فى مكان مغلق، مشددًا على ضرورة رفع المتعلقات التى تستخدم عادة من قِبل أكثر من مُصلٍ، مثل المصاحف والكتب ومبردات مياه الشرب والاحتفاظ بها لحين انتهاء الأزمة.
وعن الإجراءات الواجب اتباعها من قِبل المصلين، قال: «على المصلين الوضوء فى المنزل، وغسل اليدين والوجه بالماء والصابون قبل الذهاب للمسجد، ولا داع للبس القفازات أثناء التوجه للمسجد إلا إذا كانت جديدة ولم تُستعمل مسبقًا، ويتم التخلص منها فى صندوق النفايات بعد الصلاة، والحرص على ارتداء الكمامة بالشكل الصحيح بعد الوضوء وحتى العودة للمنزل، وأخذ سجادة خاصة بالمصلى معه، وعند العودة للمنزل توضع السجادة فى مكان منفصل جيد التهوية أو تغسل وتجفف لاستخدامها فى المرة القادمة».
وطالب أى مُصلٍ يشعر بأى أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة أو السعال أو ضيق التنفس بالالتزام بعزل نفسه وعدم الذهاب للمسجد تحت أى مبرر، مشددًا على ضرورة تحديد أماكن المصلين على السجاجيد بحيث تكون متباعدة بما لا يقل عن متر ونصف المتر عن كل مُصلٍ فى جميع الاتجاهات.