رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الثقافي الفرنسي» يتيح فرصة مشاهدة «كهف لاسكو» الأثري 3D

كهف لاسكو
كهف لاسكو

أعلنت الصفحة الرسمية للمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الفرصة لمشاهدة كهف "لاسكو" الأثري بتقنية "3D"، كمحاولة للتغلب على حرمان السائحين من زيارة أماكنهم المحببة في فرنسا بعد جائحة كورونا، ويمكن للمهتمين بالآثار في العالم متابعة جداريات الكهف عبر الرابط التالي ttps:bit.ly3c7U9Sq.

ويُعد "كهف لاسكو" الموجود في بلدة "مونتينياك" في إقليم دوردون على ضفة نهر فيزير في فرنسا تحفة معمارية جدارية اكتشفت عام 1940، وقد أدرج ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهو معلم يجب حمايته.

ويُعد الكهف الذي يبلغ طوله 100 قدم تقريبًا واحد من أهم الكهوف الأثرية الزاخرة بالصور والرسوم الجدارية والنقوش المختلفة الأكثر قدمًا في العالم أجمع، وقد أسهم في إثراء تاريخ الفن وفي تأسيس علم آثار ما قبل التاريخ.

المدخل الحالي لهذا الكهف مدخل أرضي بسبب انهيار السقف الحجري الجيري، ويتضمن القسم العلوي من هذا الكهف الصور الجدارية الجانبية الجميلة والثمينة.

واكتشف "كهف لاسكو" عام 1940 بالمصادفة أثناء لهو مجموعة من الأطفال، قدمه للجمهور عالم الأثار الأب هنري بروي "Henri Breuil"، وسُجِل رسميًا في سجل المباني التاريخية، وفي عام 1948 اتخذت التدابير الضرورية لاستقبال الجمهور وتلبية متطلباته المختلفة.

وبدأ الاهتمام بدراسة رسوم هذا الكهف، وشروط المحافظة الطبيعية على صوره الجدارية المهمة، وبدأ الاهتمام بتفسير هذه الرسوم الجدارية وذلك بحسب مكانها في الكهف فوق طُنُف كورنيش cornice طبيعي على امتداد الصالات والممرات المختلفة على مسافة نحو مئة متر، فهناك صور جدارية توجد فقط في طارمة" rotonde" -بناء مستدير مقبب- تعرف باسم (قاعة الثيران الكبيرة)، وهناك صور جدارية في صالة تعرف باسم (صالة الصور)، وثمة نقوش ممسوحة.

بلغ عدد زائري كهف لاسكو نحو 120 ألف زائر سنويًا مما يدل على أهمية هذا الاكتشاف ومدى إسهامه في تنشيط السياحة، فقد أثار اكتشاف "كهف لاسكو" ورسومه الجدارية ونقوشه المختلفة سرور واهتمام الأوساط العلمية المختلفة وعشاق السياحة والسفر، كما أثار مشكلة المحافظة عليه وعلى صوره الجدارية ونقوشه المختلفة؛ فجَعلت له أبوابًا برونزية.

تعود صور "كهف لاسكو" ورسومه ونقوشه إلى العصر الحجري القديم الأعلى (المجدلاني القديم)، ما يدل على أهميته زمنيًا وفنيًا وجماليًا، وقد حدد قياس الكربون-14 (عنصر مشع يستخدم لتحديد عمر الحفريات) تاريـخ هذه الصور بين 15000-13500 قبل الميلاد.