رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير ألماني يتهم أردوغان بالتجسس على معارضيه في برلين

أردوغان
أردوغان

اتهمت دراسة جديدة صادرة عن المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والدراسات الاستخبارية، ومقره برلين، أنقرة باستخدام المنظمات الإسلامية والمؤسسات العامة التابعة لها للتجسس على معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ألمانيا، وفقا لما نشرته صحيفة أراب ويكلي البريطانية.

-المخابرات التركية والتجسس على الأتراك
وتابعت الصحيفة البريطانية نقلا عن عدد من التقارير الأخيرة أن المخابرات الوطنية التركية (MIT) وسعت أنشطتها في ألمانيا لسنوات، في حين اتهمت السلطات الألمانية الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية (DITIB) في برلين بتنفيذ أعمال استخبارية للنظام التركي وتلقي أموال مشبوهة من أنقرة.

يذكر أنه منذ محاولة انقلاب فاشلة في تركيا في يوليو 2016، ازدادت التوترات بين أنقرة وبرلين، خاصة بعد أن كثف النظام التركي أنشطته الاستخباراتية ضد خصومه.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد حذرت تركيا من إجراء مثل هذه العمليات السرية، بما في ذلك تلك التي تهدف إلى تعقب المؤيدين المزعومين لرجل الدين التركي المنفي فتح الله جولن، الذي يلومه أردوغان على محاولة الانقلاب.

-تركيا تحاول إقناع ألمانيا بالتضييق على المعارضين
تشير الدراسة الألمانية أيضًا إلى أن أنقرة ترى أن بعض مواطنيها الذين يعيشون في ألمانيا يعتبرون معارضين وخصوم، وتعتبر السلطات الألمانية تتغاضى عن رصد أنشطتهم الإرهابية.

ففي وثيقة يعود تاريخها إلى مارس 2017، كشفت خدمة المخابرات الفيدرالية الألمانية (BND) أن الحكومة التركية فشلت في إقناع برلين بتورط حركة جولن في الانقلاب المزعوم.

قال برونو كال، رئيس المخابرات الفيدرالية الألمانية، إن حركة جولن هي تيار قومي، وليست مجموعة متطرفة كما تصورها أنقرة، فيما حذرت تركيا من الدعم الذي تتمتع به الحركة بين قطاعات الجمهور ووسائل الإعلام الألمانية، وتعتبر ذلك مبررًا لعملياتها الاستخباراتية.

وفي مارس 2017، ذكرت دويتشه فيله، أن السلطات الألمانية تشتبه في أن وكالة المخابرات التركية تتجسس على مئات الأفراد والمنظمات التركية داخل البلاد، كما أكدت المخابرات الألمانية أن تركيا تتجسس على أعضاء البوندستاج (البرلمان الاتحادي الألماني) وتقوم بجمع معلومات عنهم.

-انتقادات ألمانية بشأن تجسس أنقرة على مواطنيها
قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايزيير إن "ما تفعله أنقرة في بلدنا غير مقبول بغض النظر عن انتقاداتها لحركة جولن".

فيما ناقش البرلمان الألماني مع مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية (BKA) مخاطر الأنشطة التركية، في حين بدأ المدعون الاتحاديون الألمان تحقيقًا أوليًا في أنشطة التجسس المزعومة لتركيا في يوليو 2017.

وردًا من الحكومة الألمانية على أنشطة تركيا الاستخباراتيه على أرضها سعت الحكومة الألمانية للحد من نفوذ الشئون الدينية التركية ففي يوليو 2018، أعلنت وزارة الداخلية الاتحادية الألمانية أن الحكومة لن تمول أيًا من مشاريعها، كما تتزايد مخاوف المخابرات الألمانية بشأن تركيا حول علاقتها بالإخوان المسلمين، لاسيما فقد حذر تقرير استخباراتي صادر عن المكتب الاتحادي لحماية الدستور (BfV) من التهديد الأمني ​​المتزايد الذي يشكله الإخوان المسلمون على ألمانيا، كما أن هناك مؤشرات على تزايد المعارضة في البرلمان الألماني لأنشطة المخابرات التركية داخل البلاد.

وكان عضو لجنة مراقبة المخابرات الأجنبية، هانز كريستيان ستروبيلي، قد دعا إلى طرد عملاء المخابرات التركية، مشيرًا إلى أنه متأكد من أن بعض العملاء يعملون في أنقرة على الأراضي الألمانية، وشدد هانز على أن بلاده تحافظ على تعاون استخباراتي مع دول الناتو لمكافحة الإرهاب، لكنها لا تعتبر أنشطة المخابرات التركية مقبولة.