رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روان «جندي بنها الجامعي»: مكافحة كورونا بالأمل في الحياة

روان
روان

«استعدوا لمرحلة العزل»، كلمات كانت مفاجئة للطاقم الطبي من أطباء وتمريض مستشفى بنها الجامعي بعد أن علموا القرار من عميد كلية الطب بالجامعة الدكتور مصطفى القاضي، رئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية ببنها، الذي اجتمع مع مسؤولي المستشفيات ورؤساء الأقسام الجراحية، لتنظيم آلية العمل خلال الفترة المقبلة بما يؤهلها لتحمل هذه المسئولية على المستويين الطبي والعناية بالمرضى من أعضاء هيئة التدريس وجميع العاملين بالجامعة ومرضى مستشفيات بنها الجامعي الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، بحسب الموقع الرسمي للجامعة، السبت.

التعامل مع هذا الوضع في البداية يدعو للقلق، خاصة أمام المجهول وبدايات التجهيز لكل الأمور التي تتعلق باستقبال هذه الحالات، خاصة أن التعامل معها سيكون للمرة الأولى، ولا علاج تم اكتشافه حتى الآن لعلاج مصابي الفيروس القاتل.

هذا هو الحال الذي عليه الطاقم الطبي من المستجدين في استقبال حالات مصابة بـ"كورونا"، لكن رغم كل تلك المشاعر المتضاربة، إلا أنهم لم يتوانوا في تقديم الخدمة العلاجية على أكمل وجه، محاولين بكل السّبل الحفاظ على أنفسهم من العدوى في رسالتهم للتخفيف عن المرضى آلامهم؛ لأنهم يدركون مدى أهمية المناعة التي ترتفع مع التحفيز المعنوي، تلك المعايشة ترويها روان محمد، لـ«الدستور»، إحدى ممرضات قسم العزل بمستشفى بنها الجامعي.

«مبنى الجراحة عندنا هيقلب حجر رسمي من أول شهر 6، وهيبدأوا يشتغلوا حالات إيجابي من المشتبه فيهم من الطاقم الطبي والحالات الإيجابية لحين تحويلهم، لأن العزل اللي بره بقي مليان، فالحالة ممكن تقعد يومين أو تلاتة على ما تتحول"، هكذا بدأت روان في وصف حالة مبنى الجراحة.

وتصف لنا روان شعورها بالانضمام إلى هذه المهمة الصعبة بنبرة يلمؤها الخوف والقلق ليس من أداء عملها في هذه الظروف الصعبة، لكن خوفًا على أحبائها: "تحويلنا لمستشفى عزل سبب رعب مش خوف؛ أولًا خوف على أهلنا في البيت قبل أي حاجة، وثانيًا خوفي إني هتعامل مع مريض زميلي أو دكتور شغال معايا دي في حد ذاتها خوف إني أقصر في حقهم وطبعًا ضغط نفسي عليا إني أشوف حد من الفريق بتاعنا مصاب قدامي".

ومن المستشفى إلى العزل المنزلي لمدة 14 يومًا، انتقلت معنا في حديثها للحديث عن نوع آخر من القلق وهي والدتها التي آثرت أن تكتم خوفها داخلها كي لا تصيب ابنتها بالرعب، خاصة أن والدها متوفي وهم 3 إخوة، روان أكبرهم"، ولم تستطع الأم حيال ذلك سوى الدعاء لابنتها ليل نهار، ومحاولة التماسك قدر استطاعتها أمامها.

وواصلت روان حديثها قائلة إن تعليمات الوقاية التي تم التدريب عليها يكمن في التعامل مع أي شخص على أنه مريض كورونا، بالتالي يجب الابتعاد عنه مسافة لا تقل عن 2م، وارتداء ماسك واقي، وعدم وضع اليدي على الوجه، وغسل الأيدي باستمرار والصابون من 20-40 ثانية، أما في منزلها فالوضع يختلف قليلًا، فإلى جانب تلك التعليمات تحرص على أن تعزل نفسها في غرفة مستقلة لمدة 14 يومًا، والأكل والشرب في أواني وأكواب مخصصة لها وحدها ولا يستعملها شخص آخر غيرها، وممنوع الاختلاط بأي شخص في المنزل، وإذا أجبرتها الظروف على التعامل تحافظ على مسافة كافية بينها وبينه، تجنبًا لأن تكون سبب عدوى لهم.