رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية غرفة نوم جمال عبدالناصر التى تنازل عنها لممرضته

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

تتفق أو تختلف مع الزعيم المصري جمال عبدالناصر٬ تكره سياساته أو تتضامن معها٬ إلا أنه يبقى أمر واحد لا يختلف عليه اثنان ألا وهو كاريزمته الباقية حتى الآن في قلوب العرب والشعب المصري خاصة الفقراء منه، ولا شيء أدل على هذا أكبر من صوره التي ما زالت ترفع في المظاهرات أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي كلما مرت ذكرى ميلاده أو رحيله أو حتى ذكرى ثورة 23 يوليو أو تأميم القناة... ألخ.

أعداء عبدالناصر قبل أصدقاؤه ما زالوا يأتون على سيرته بالخير٬ فالسيرة كما يقولون أطول من العمر٬ حتى من تضرروا على المستوى الشخصي من سياساته وقراراته التي كانت ضد المحاباة واستغلال سلطته كرئيس للجمهورية ما زالوا يذكرونه بطيب أعماله، ومن هؤلاء أخوه في الرضاعة المستشار علي سامي النشار٬ أول وآخر مستشار ثقافي لمجلس الثورة٬ الذي طلب منه عبدالناصر أن يعزل نفسه من منصبه لإصراره على الزواج من سيدة إنجليزية.

أما شقيقه الثاني حسن سامي النشار فيقول في الحوار الذي أجراه معه يوسف الشريف وضمنه في كتابه "ما جرى في بر مصر" فيحمل الكثير عن علاقة الصداقة والأخوة التي جمعت عبدالناصر بعائلة النشار ووالدته السيدة وهيبة النشار التي أرضعت عبدالناصر مع أولادها حينما كانت والدته تغيب خارج المنزل لقضاء حوائج البيت.

وعن فترة طفولة عبدالناصر وصباه يقول حسن النشار: "ظل عبدالناصر منذ كان فتيًا وحتى رحيله شامخًا يعتز بصعيديته٬ لا يقبل الضيم ويرفض الهوان٬ يعتز بمنبته وانتمائه إلى الفقراء، والدتي السيدة وهيبة النشار كان يطارحها الشعر ويهديها القصص والروايات وكتب السيرة٬ كانت وهي التي تعهدته صغيرًا تلجأ إليه في حل مشاكل أبنائها، وكنا أصدقاء نستطيب عشرته ونستمع إلى قوله الفصل حين نختلف على قضية أو حول مشكلة ما٬ كان جادًا جدًا وحكيمًا سابقًا لسنه.

ــ عبدالناصر يتنازل عن غرفة نومه لممرضته
يستطرد "النشار": أمضى عبدالناصر فترات متقطعة في بيتنا على مدى أكثر من سبع سنوات٬ كانت له غرفة نوم خاصة صنعها نجار ما زال على قيد الحياة (الكتاب نشر في طبعته الأولى عام 2006) وما زال يعمل بيديه حتى الآن في محله رقم 22 شارع المنيل٬ وهو الأسطى "أحمد حبيب" وتقاضى في المقابل 20 جنيها، وقد طلبت منه بعد زواجه أن يتنازل عنها لمن يشاء٬ فاختار الممرضة التي كانت تتولى الإشراف على علاجه خلال مرض ألم به.

لم أسمع منه في حياتي ذمًا أو طعنًا أو نميمة في أحد من الناس مهما أساء إليه٬ كان يضع نفسه في مكان وظروف كل من أخطأ في حقه٬ وكان يعتبر معظم زعامات الأحزاب السياسية وطنيين ولكنهم بدرجات متفاوتة من الرؤى والنضال السياسي عاجزين عن الاضطلاع بمهام التغيير.