رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خائن يقوده فاشل.. محمد على وسامى كمال الدين ينفذان خطة «الإخوان» لاستغلال «كورونا» للتحريض على الفوضى

 محمد على وسامى كمال
محمد على وسامى كمال

لم يكن غريبًا أبدًا أن يعاود الممثل الفاشل محمد على الظهور مرة أخرى عبر فيديوهات يناهض من خلالها الدولة المصرية ويحرض عليها، ويزرع الفتنة بين فئات الشعب المختلفة والحكومة مستغلًا أزمة كورونا، وما خلفته وراءها من آثار اقتصادية حادة.
اعتقدت أنت كما اعتقد كثيرون أنه وبعد سقوطه المدوى فى التحريض على خروج مظاهرات فى ٢٥ يناير الماضى انتهى أمره، صدقته عندما قال إنه سيعتزل السياسة ولن يعود للحديث مرة أخرى فى الشأن العام، فمثله كان ينبغى أن يرحل إلى الأبد دون أن يرينا وجهه مرة أخرى، لكن من قال إن الخونة يستحون؟
أنت فعلت ذلك لأنك لا تعرف شيئًا عن فلسفة الجماعة الإرهابية ومن يتحالفون معها، ومن يقفون خلفها من دول وأجهزة مخابرات، تريد لها أن تعود مرة أخرى لتتمكن من الدولة المصرية.
تحترف الجماعة فلسفة «تدوير النفايات»، ومحمد على ليس أكثر من نفاية، حققت بها بعض أهدافها، خلال الشهور الأخيرة من ٢٠١٩، فمن خلال دعواته إلى الفوضى والتحريض على التظاهر والخروج إلى الشوارع، استطاع استنزافنا، وقتًا وجهدًا وتركيزًا، وهو ما يجب أن نعترف به.
الجماعة الإرهابية تمارس ضدنا حرب استنزاف مستمرة، تسعى من خلالها إلى إرباك الدولة المصرية وإرهاقها، حتى يكون سهلًا بعد ذلك أن تسقط فى حجرها مرة أخرى، وهو ما تخطط له قوى إقليمية عديدة، تحلم بأن تكون لها السيطرة الكاملة على القرار المصرى.
تعيد الجماعة الإرهابية استخدام محمد على مرة أخرى، ولا تصدق أحدًا أبدًا يقول لك إنه معارض، أو يعبر عن جبهة معارضة بعيدة عن جماعة الإخوان، فكلهم ينطلقون من منبع واحد.
لا يهمنا محمد على الآن، يمكن أن تتعامل معه على أنه مجرد بوق، بهلوان يجيد تقديم نفسه بطريقة شعبية، ثم إن هناك من سيصدقه من أتباع الجماعة الذين فقدوا الأمل، ويتلككون على أى فرصة ليعبروا عن حقدهم وكراهيتهم للدولة المصرية، ويحيون مرة أخرى حلمهم الذى يراودهم وهو أن يستردوا ما فقدوه مرة أخرى.
يشغلنى الآن من يقف وراء محمد على؟
أو بالأصح مَنْ يصوغ له أفكاره وما يقوله ومَنْ يحدد له الطريقة التى يتحدث بها؟
سامى كمال الدين.
الاسم ليس غريبًا عليكم، والسلوك أيضًا.
يحلو له أن يصور نفسه على أنه معارض شرس، خرج بعد ٣٠ يونيو إلى الدوحة، وتنقل منها إلى عدة دول فى فلك العصابة الكبيرة التى لا تكف عن الكيد والتآمر إعلاميًا على مصر، بهدف تفكيك الجبهة الداخلية بالتشكيك فى كل شىء، ليصبح ما يريدونه سهلًا وهينًا.
ظل سامى كمال الدين واحدًا من كثيرين اختاروا معسكر الجماعة الإرهابية، ولأنه كان يعرف أن إثبات الولاء هو المعيار الأكبر، لينال الثقة والمال أيضًا، قدم نفسه على أنه الإعلامى الذى يتصدى إلى الجيش وقادته، وهو ما فعله من خلال برنامج تافه وبدائى اسمه «فى المليان».
فى الغالب كان هذا البرنامج هو السبب فى انتباه من يديرون ملف الجماعة فى المخابرات القطرية إليه، بل كشف هو بنفسه عن إعجاب الشيخة موزة وحاكم قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة شخصيًا بما يقدمه فى برنامجه، ولا يمكن أن ينسى التدوينة التى أشار فيها إلى حضوره حفلًا فى قطر، صافح فيه الشيخة موزة، وحيته وأبدت إعجابها بما يقدمه.
حاول سامى أن يكون من نجوم الصف الأول فى الإعلام الإخوانى، لكنه ولقصور فى كفاءته تعطل كثيرًا، ومن يومها وهو يحاول أن يدور فى فلك نجوم الصف الأول، لكن ولأن صفاته الشخصية تتحكم فيه، ولا يتوقف عن الدس بينهم والوشاية بهم- وهذه حكاية أخرى أعتقد أن لها أوانًا لن نستبقه الآن- فإنهم يبعدونه أحيانًا ويقربونه أحيانًا أخرى.. بل يجزلون له العطاء أحيانًا حتى يتقوا شره ولسانه ومؤامراته الصغيرة.
لا يقوم سامى كمال الدين فى منظومة الإعلام الإخوانى بمهمة محددة، ولكنه أقرب إلى عمال التراحيل، يتم تكليفه ببعض المهمات المحددة، يحصل منها على مقابل مجزٍ، وبعد أن تنتهى يلزم بيته فى انتظار مهمة جديدة.
عندما ظهر الممثل الفاشل محمد على فى المرة الأولى كان سامى كمال الدين مرافقًا له منذ اللحظة الأولى، والدليل على ذلك أنه وفى الوقت الذى لم يكن أحد يعرف شيئًا عن محمد على، ولم تكن قنوات الإخوان وقناة الجزيرة ومنصاتها المختلفة تبنت ما يقوله بعد، كان سامى كمال الدين يبعث برسائل إلى عدد كبير من الإعلاميين المصريين يدافع فيها عن محمد على وتحديدًا ضد زوجته التى كانت قد بدأت تكشف عن حقيقته للرأى العام.
الرسالة الأولى التى أرسلها «سامى» من رقم واتس تليفونه التركى ووجهها لزوجة محمد على كانت: «رسالتى إلى زوجة محمد على، لسه فاكرة بعد كل السنين تتكلمى عن تربية محمد على لبنتك، هو مين المسئول عن البنت ومين اللى عايشة معاها، اتقى الله ولو حد هيتحاسب على تربيتها هيبقى إنتى مش محمد على، ولا علشان محمد دلوقتى بقى أيقونة الشباب فعايزة تظهرى فى الصورة».
الرسالة الثانية كانت «الجزء الثانى من زوجة محمد على التى تبحث عن الأمومة بعد تصدر محمد المشهد المصرى كأيقونة للشباب، اتقى الله وكفاية تسلق على أكتاف محمد».
لم يكتف سامى بإرسال هذه الرسالة، بل دعمها بتسجيل صوتى كانت أرسلت به زوجة محمد على إلى زوجها، وأرسل كذلك صورة لها حاول أن يوحى من خلالها أنها بما ترتديه لا يمكن أن تكون أمينة على أطفال.
ما فعله سامى كمال الدين مع زوجة محمد على فعله أيضًا مع والده، فبعد ظهوره فى بعض البرامج التليفزيونية، روج لرسالة صوتية سجلها محمد على وجهها لأبيه، وقال سامى تعليقًا عليها: «أنا أحب وأحترم أبويا، ولكن لما يقف فى وشى ضد الحق يبقى أنا مع محمد على، ولا ألوم محمد فى رد فعله، عندما يتبع والده النظام الكافر»، واكتفى فى هذه الرسالة بالتوقيع بـ«سامى كمال».
ظل سامى مختفيًا يروّج لمحمد على ويدافع عنه وهو خلف الستار، لكنه سرعان ما ظهر إلى جواره بعد أن انتقل إليه فى إسبانيا، وبدأ يباشر مهمته فى جمع المعلومات وترتيبها ليتحدث بها محمد على فى فيديوهات.
من بين من لجأ لهم سامى كمال الدين رجل أعمال مصرى يعيش فى تركيا، وكان قد تحدث أمامه عمَّا ادعى أنه مخالفات فى أجهزة سيادية، فتواصل معه سامى وطلب منه هذه المعلومات، ولما أصر رجل المعلومات على أن يعرف فى أى شىء يريد سامى هذه المعلومات، كشف له عن أنه يريدها ليدعم بها محمد على فى فيديوهاته ضد النظام فى مصر، لأن المعلومات التى لديه لم يعد فيها جديد.
عندما عاد محمد على هذه المرة لم يكن سامى كمال الدين بعيدًا عنه، إنه الآن يلعب الدور نفسه، وكما سعى فى المرة الأولى ليدافع عنه، فقد بدأ منذ أيام فى التواصل مع بعض من يعرف أنهم يملكون معلومات عن محمد على، ويمكن من خلاله أن يهيلوا عليه التراب.
من بين هؤلاء ممثل مسرحى شاب اسمه كريم حسن، عمل مع محمد على فى فيلمه «البر التانى»، وكان قريبًا منه، ولديه معلومات عن اتصالات محمد على وجهات تمويله، والأكثر من ذلك يعرف كذلك كيف تم التنسيق معه فى القنصلية القطرية فى برشلونة.
كريم مر بظروف صحية صعبة، حاول بعض قنوات الإخوان استغلاله لكنه رفض، تواصل هو مع محمد على قبل ظهوره الأول، لكنه لم يرد عليه، بل تنكر له وكأنه لا يعرفه من الأساس.
منذ أيام تواصل سامى كمال الدين مع كريم حسن، بعد أن بدأ المخرج المسرحى الشاب فى الكلام عن محمد على، رسالة سامى الموثقة كانت نصًا: «على فكرة مش صح اللى إنت بتعمله، افتكر العيش والملح، محمد على راجل، وإنت عارف كده، اللى إنت عايزه أنا أقول له، وهو يبعت لك اللى إنت عايزه».
ولما رد عليه كريم بقوله: «المشكلة مش مشكلة فلوس، مشكلة تقدير».
عاد له سامى ليقول: «على العموم أنا قلت لمحمد، هو على فكرة بيحبك وبيسلم عليك، وبيقولك ملوش داعى اللى إنت بتعمله ده، بس اوعدنى الكلام ده ميوصلش لأى حد».
يلعب سامى كمال الدين الدور نفسه الذى لعبه محمد على من قبل، ومؤكد أنه الآن ينسق معه الأحاديث التى يحاول من خلالها تحريض الناس على الحكومة مستغلًا أزمة كورونا، معتقدًا أن الناس يمكن أن تستجيب له أو تتفاعل مع ما يقوله.
قد لا تعرف الأجهزة المخابراتية التى تتحكم فى تحركات محمد على وسامى كمال الدين أن كلًا منهما أصبح «ورقة محروقة» الآن، لكن هذا واقعهما الذى أصبح الجميع يعرفه، ولذلك فالرهان عليهما هذه المرة سيكون خاسرًا أيضًا.
فالأول ليس إلا ممثلًا فاشلًا ومغمورًا وخائنًا، لا تحتاج خيانته إلى دليل أو بينة، والثانى مجرد قواد لا يتورع عن فعل أى شىء من أجل المال.
المفارقة أن رفاق سامى فى التحريض ضد مصر، دولة ونظامًا، هم الذين كشفوا عن قوادته، ويمكن أن تعودوا فقط إلى ما دار من حوارات بين غادة نجيب زوجة هشام عبدالله مذيع قناة الشرق وخالد كمال، وهى الحوارات التى فضحوا فيها سامى كمال الدين وكشفوا عن أنه مجرد قواد رخيص، يقدم الساقطات لمعارفه مقابل المال.
كانت هذه ضربة قاسية لسامى كمال الدين، الذى حاول أن يدافع عن نفسه، وروج أن لجان أيمن نور هى التى لفقت له وقائع لتشويه سمعته، لكن لم يستمع له أحد، ولا تزال هذه التهمة تطارده فى كل مكان.
ما لا يدركه سامى أنه لو تخلص من التهمة التى حاول أيمن نور أن يلصقها به، فإنه لن يتخلص من تهمة القواد السياسى التى ستظل تلاحقه حتى قبره، فهو يتاجر بكل شىء، ويبيع كل شىء، ليحصل على ما يريد.
أزمة سامى كمال الدين أنه فعليًا سيظل إعلاميًا درجة تالتة فشل فى أن يكون فى الصف الأول، فلم يتردد فى القبول بأن يكون خادمًا لدى دول وأنظمة وأجهزة، بعد أن تفرغ منه ستلقى به فى أقرب صندوق زبالة.