رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيبات «عزل العجمي»: نستمد قوتنا من محاربتنا للوباء.. ولن ننسحب

طبيبات عزل العجمي
طبيبات عزل العجمي

على الرغم من تعرض العديد من الأطباء الذين يمثلون خط الدفاع الأول خلال الآونة الأخيرة للإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، ومنهم من توفي متأثرًا بإصابته، إلا أنه لم يكن دافعًا لطبيبات مستشفى عزل العجمي لترك مهام عملهم والاكتفاء بالفترة التى قضينها، ولكنه كان سببًا قويًا لهن للوقوف بجانب بلدهن حتى تعبر هذه الأزمة بسلام، بالإضافة إلى أن وجود مديرة المستشفى بجانبهن ودعمها النفسس والمعنوس المستمر ساعدهن على التخلص من الطاقة السلبية التى من الممكن أن تتسلل إلى قلوبهن.

«الدستور» تحاور طبيبات مستشفى عزل العجمي بالإسنكدرية، ليحكين لنا عن محاور عملهن بالمستشفى، ومدى تأثير أصابة ووفاة عدد من الأطباء علي الروح المعنوية وأداء المهمات المنوطة بهن.

«قضينا العيد في العزل، ولسة مكملين لحد ما ربنا يرفع البلاء» بتلك الكلمات عبرت هدير علي أخصائية نساء وتوليد، عن تمسكها بعلاج مصابي كورونا، حيث تم تكليفها بالعمل في مستشفى عزل العجمي منذ شهر رمضان.

وأضافت الطبيبة الشابة لـ« الدستور» الأطباء لايمكن أن ينسحبوا من معركة كورونا، وعلاج المرضى، مرددة «إحنا مش هننسحب حتى لو قالوا ى حاجه احنا بنعامل ربنا ومش مستنيين شكر من حد»، متابعة: معركتنا مع المرض لن ينتصر فيها إلا من يقدر قيمة الحياة، وأعتقد أن أكثر من يقدر قيمة الحياة هو الطبيب، ولكن الأهم هو العون من الله».

وأشارت إلى أن ما نعاني منه جميعًا اليوم يحتاج أن نكف عن الشائعات، فنحن لا نحتاج إلا الدعاء هو من نستمد منه القوة في معركتنا ضد الوباء، فنحن فى أشد الحاجة للدعاء: «كل كلمة حلوة بتفرق معانا جدًا وتخلينا نقدر نعدى ونستحمل اللى بنشوفه هنا».

وأكدت « هدير» على أن الالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية هي السبيل الوحيد للخروج من تلك المرحلة قائلة: « نفسى الناس تفهم أننا فى بلاء لازم نرحم بعض علشان ربنا يرحمنا، علشان نعدى الأزمة بسرعة، وإحنا كمان نرجع لأهلنا».

وقالت نهلة مجدي طبيبة أطفال، عضوة بالفريق الطبي بمستشفى العجمي، إن تجربة العمل في العزل تجربه ممتعه وجديدة، وبرغم الرهبة في بداية الأمر للتعامل مع شيئ مجهول، ولكنها كانت أفضل مما توقعت، فجميعنا نتعاون مع بعضنا البعض لنرى النتيجة في شفاء المرضى.

وأضافت لـ« الدستور» أنه تم تكليفها بالعمل في مستشفى عزل العجمي في 16 مايو الجاري، كطبيب معالج لمصابي كورونا، مشيرة أنها عندما استلمت عملها بداخل مستشفى العزل، تعرفت على بروتوكول العلاج، حيث لا تعمل في تخصص الأطفال فقط، في علاج جميع المصابين، وأصبحت مسؤولة عن 15 حالة تقريبا قابلة للزيادة أو النقصان حسب حالات التعافي أو حالات الدخول الجديده يعني، بجانب أربع حالات اطفال اعمارهم شهور.

وأوضحت أنها رأت الجميع في مستشفى العزل، يبذلون أقصى ما في جهدهم لكي يخففوا عن المرضى، وهذا دليل على الاستمرار في المركة: «اكيد عمرنا ماهننسحب، وعايزة كل دكتور بيأدي رسالته في مكانه مش شرط بس في مستشفى العزل، بالعكس ده الموضوع كمان احيانا اصعب برة العزل، وفي الأول والأخر أحنا بنعامل ربنا قبل اي حد».

وأكدت على أن الجميع يجب أن يكون على قدر المسؤولية، موجهة رسالة للمواطنين بالاجراءات الاحترازيه بقدر ما يستطيعون، لأنه شيئ لا يستهان به، قائلة:« متستهونوش بالمشكلة لانها فعلًا مش صغيرة، ولازم كلنا نبقى ايد واحدة مش بس الأطباء عشان نعدي من الأزمة دي على خير ان شاء الله».

وأكدت الدكتورة فيروز أيمن مرعي طبيبة النساء والتوليد، والتي تم تكليفها بالعمل في مستشفى عزل العجمي، أن تجربه العمل بمستشفى العزل تجربة رائعة، قائلة « اتعلمت منها كتير جدًا واستفدت منها كتير، وغيرت فى شخصيتى جدًا».

وأضافت لـ« الدستور» عندما تم تكليفي بالعمل في علاج مصابي كورونا، وجدت لدي رغبة كبيرة جدًا أن أقبل التكليف، وكانت عائلتي اكبر مشجع لي على عكس المعتاد في تلك الظروف، ولكن جميع أفراد عائلتي دعموني، متابعة: «عايزه أقول لأى دكتور بيرفض انه يروح العزل بجد التجربة ممتعة وجميلة جدا، ودعوات المرضى دي احلى حاجة فى الدنيا، أحنا بنفرح بنتائجهم السلبيه اكتر منهم والله».

وأوضحت أنها قضت العيد بداخل الحجر الصحي، وبرغم أن العيد كان صعب بعيد عن الأهل، لكن كان أهم وقت لابد أن نقوم فيه بدورنا، ونخفف عن المرضى، وكان من اجمل إحساس انى اسعد مريض واقوله «أنا معاك فى العيد أنت مش لوحدك».

وأشارت إلى أن الجميع في العزل يعمل في أسرة واحدة تحت قياده رشيدة وهي الدكتورة ميرفت السيد مديرة المستشفى، فهى أخت لنا قبل أن تكون قائدة، فهى تتواجد بيننا دائمًا، وهو ما هونت علينا كتيرًا.

واختتمت الطبيبة الشابة حديثها برساله للمواطنين «ياريت تلتزموا بالبيت، لأن الوضع صعب، ولأن المرض صعب، وانك تتعزل لوحدك صعب عليك وعلينا كفريق طبى، وياريت اللى هينزل يلتزم أقل حاجه بالواقيات الشخصيه ونحاول يكون فى تباعد بينا وبين بعض».

الدكتورة شروق محمد عبد الحفيظ، طبيبة مقيمة بمستشفى حميات الإسكندرية، والتى تم تكليفها بالعمل في مستشفى عزل العجمي، تقول: عملنا كأطباء في تلك الفترة واجب وطني، مشيرة إلى أن نيابتها بدأت من شهر فقط بداية من اول شهر رمضان، وتم تكليفها للعمل في العزل.

وأضافت لـ« الدستور» بداية تكليفي كان الأمر صعب على والدتي مثل أي أم وتخوفها على ابنتها، مع أن ذلك طبيعة عملي في الحميات، ولكني اقنعتها انه واجب وطني، ودوري ولازم أنفذه علي أكمل وجه، والحمد لله أصبحت مسؤولة في العزل عن 23 حالة، في مستشفى العزل الذي يعمل فيها الجميع بهدف واحد فقط وهم المرضى وتعافيهم، في تواجد مديره متفهمه ورائعه بكل المقاييس مثال مشرف للمديرين والأطباء.

وأوضحت إن ما يتردد عن انسحاب الأطباء ذلك شئ مستحيل، الأطباء لن ينسحبوا مهما كانت الظروف، فهذه ليست أخلاقنا، أحنا بنعافر لحد أخر نفس مع كل المرضي، وهنفضل بنفس الروح دي لحد النهايه، كل ما نتمناه إلتزام المواطنين حتي ولو بأبسط الأمور، مثل غسيل الايدي، وارتداء الكمامه، وان يلتزموا البيوت لحد اخر وقت عشان نقدر نعدي الأزمة دي على خير.