رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة عودة الكنائس.. حجز «القداس» بـ«استمارة إلكترونية».. والحضور وفقًا للمساحة

عودة الكنائس
عودة الكنائس

استقرت الكنائس على مجموعة من الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس «كورونا المستجد» بين المصلين، حال عودة ممارسة الطقوس، بناءً على القرار المزمع اتخاذه من قِبل مجلس الوزراء بشأن إعادة فتح دور العبادة، بحلول منتصف يونيو المقبل.
ويأتى على رأس هذه الإجراءات: تقليل عدد المواطنين المسموح لهم بحضور «القداسات الإلهية»، وإلزامهم بارتداء الكمامات والتباعد أثناء الصلاة، وتقليل عدد رجال الدين فى كل قداس.
وحسب القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإن المجمع المُقدس للكنيسة، برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، يتابع بشكل مستمر مستجدات أزمة انتشار «كورونا» فى مصر، لتحديد الإجراءات اللازمة لتأمين المصلين، حال عودة الصلاة فى الكنائس.
وقال مصدر كنسى إن الإحصائيات الخاصة بعدد المصابين بالوباء فى البلاد والمتعافين منه والمتوفين به هى التى ستحدد شكل الطقوس الكنسيّة بعد العودة، مشددًا على أن مسألة العودة «شبه مؤكدة»، لأن الدولة تسعى لإعادة الحياة إلى طبيعتها مجددًا بشكل تدريجى.
وأوضح المصدر أنه سيتم تحديد عدد الأسر التى ستحضر «القداس الإلهى»، وإبلاغ رب كل أسرة هاتفيًا بموعد القداس قبل عقده بفترة كافية، كاشفًا عن أن إيبارشية الشرقية والعاشر- على سبيل المثال- حصرت أسماء الأقباط المسجلين عند الكهنة، استعدادًا للتواصل معهم تليفونيًا وإبلاغهم بموعد القداس.
وتعتمد كنائس أخرى على توفير «استمارة إلكترونية» لحجز موعد لحضور «القداس الإلهى»، يسجل فيها رب الأسرة الراغب فى الحضور رقمه القومى وعدد أفراد أسرته، والمواعيد التى تناسبه للحضور، وفق المصدر، وهو ما بدأ تطبيقه بالفعل فى كنيسة القديس مار مرقس بحدائق شبرا، التى أعلنت عن تحديد موعدين لعقد القداسات يوميًا، من ٦ إلى ٨ صباحًا، ومن ٨ إلى ١٠ صباحًا، على أن يتولى الكهنة والخدام مهمة تأكيد الموعد مع الأسر المحددة، لمنع تضارب المواعيد.
ووضعت كنائس شبرا الشمالية آلية أخرى لحجز حضور «القداسات»، تتمثل فى الحضور للكنيسة لتسلم «استمارة ورقية»، مدون بها نفس البيانات الخاصة بـ«الاستمارة الإلكترونية»، على أن يتم تسليمها للكنيسة مرة أخرى، ومن ثم تحديد الحضور وإبلاغهم هاتفيًا بموعد «القداس».
وفى كل الأحوال سيكون عدد الأسر التى تشارك فى «القداس» وفقًا لمساحة كل كنيسة.
وفيما يتعلق بإجراءات الوقاية أثناء «القداس» نفسه، قال المصدر إنه سيتم تخصيص مقعد لكل شخص، يصلى عليه بمفرده، مع ترك مقعد فارغ بين كل مصلٍ وآخر، للحفاظ على مساحة كافية تمنع انتشار الفيروس.
وبسؤاله عن كبار السن والمرضى والرضع، قال إن هناك سيناريوهين لحمايتهم بعد عودة عقد الطقوس، الأول ألا يحضروا «القداسات»، مع توصيل «المناولة» إلى منازلهم، والثانى هو تخصيص «قداس» أسبوعى يشهد حضور عدد قليل منهم، مع التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا».
وشدد على أن حضور «القداس» سيقتصر على شمّاسين اثنين فقط داخل الهيكل، أما الصلوات الأخرى، مثل العشيّات والنهضات والاحتفالات الروحية الخاصة بالقديسين، فلن يسمح بحدوث تجمعات كما كان يحدث قبل انتشار الوباء، وسيتولى الكهنة فقط إتمام تلك الطقوس، فيما ستعقد الاجتماعات و«مدارس الأحد» بشكل «أون لاين» لحين استقرار الأوضاع.
وأضاف: «الكنائس القبطية المختلفة بدأت فى شراء كمية كبيرة من الكمامات والمطهرات، لحماية الأسر التى ستحضر القداسات، حال العودة، بجانب الاتفاق مع كل مصلٍ على إحضار كمامة ولفافة تناول وزجاجة مياه للاستخدام الشخصى، كما ستحضر السيدات إيشاربًا خاصًا بكل منهن».
وفيما يخص الأديرة، قال المصدر: «سيستمر تطبيق المنهج الذى بدأ تنفيذه منذ بداية مارس الماضى، حيث لن تستقبل الأديرة أى زوار، وسيمنع خروج أى راهب من الدير، إلا فى حالات الضرورة القصوى، وبعد التأكد من سلامة أى راهب خرج ويرغب فى العودة، لمنع دخول الوباء إلى الأديرة، بالإضافة إلى التعقيم المستمر».
من جهته، رجح الأنبا باخوم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الكاثوليكية، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية، فتح الكنائس فى منتصف يونيو المقبل، لكن بضوابط وإجراءات احترازية حازمة، وذلك بناءً على قرارات مجلس الوزراء الأخيرة، الخاصة بعودة الحياة بشكل تدريجى، مع الحفاظ على صحة المواطنين.
وقال «باخوم»: «ندرس كيفية تطبيق جميع القواعد التى تضمن عدم انتشار الوباء خلال إقامة الصلوات والشعائر الدينية، مثل التحكم فى أعداد المصلين، ووجود مسافات كافية بينهم، وتوفير وسائل التعقيم والوقاية طوال الوقت».
ومن الكنيسة الإنجيلية، قال يوسف إدوارد، مدير الإعلام بالهيئة الإنجيلية: «الطائفة الإنجيلية فى انتظار اجتماع مرتقب لأعضاء المجلس الإنجيلى العام ورؤساء المذاهب الإنجيلية فى مصر، لدراسة جميع السيناريوهات القابلة للتطبيق خلال المرحلة المقبلة، التى ستضع الدولة الإطار العام والقواعد الحاكمة لها ضمن خطتها للتعايش مع وباء كورونا المستجد».
وأضاف: «فى جميع الأحوال، الأساس المشترك فى تلك السيناريوهات المختلفة هو الاتباع الصارم للمحاذير والإجراءات الاحترازية التى تعلنها الدولة، مثل التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات».