رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«في ذكراها الـ89».. فاتن حمامة «سنّيدة» لـ تحية كاريوكا

 فاتن حمامة
فاتن حمامة

بداية من ظهورها لأول مرة على الشاشة الفضية عام 1940 حينما وقفت أمام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في فيلم "يوم سعيد" وصولًا إلى آخر أفلامها "أرض الأحلام"، واستحقت فاتن حمامة والتي تحل اليوم الذكرى الـ89 لميلادها لقب سيدة الشاشة العربية بلا منازع أو منافس.

عشرات الأدوار التي لعبتها أمام عديد من نجوم السينما المصرية من أجيال عدة٬ من أول عماد حمدي وحسين رياض٬ زكي رستم ومحمود مرسي٬ مرورًا بشكري سرحان وكمال الشناوي وأحمد مظهر٬ وصولًا لمحمود ياسين وجميل راتب والجيل الأصغر منهم يحيي الفخراني٬ سيمون٬ عبلة كامل ومحمد منير.

عشرات من الشخصيات جسدتها سيدة الشاشة٬ غطت معظم ملامح الشخصيات المصرية٬ سواء عاملات التراحيل في فيلمها "الحرام" أو نساء البدو في "دعاء الكروان" والفلاحات في "أفواه وأرانب"٬ نساء المدن الساحلية كما في "ليلة القبض علي فاطمة" ونساء وشابات الطبقة الوسطي في معظم أفلامها: سيدة القصر٬ القلب له أحكام٬ الأستاذة فاطمة٬ وغيرها. كما كانت أكثر فنانة في جيلها عبرت عن قضايا النساء وأوجاعهن كما في أفلام: الباب المفتوح٬ ولا عزاء للسيدات٬ أريد حلا٬ حكاية وراء كل باب٬ شيئ في حياتي٬ إمبراطورية ميم٬ الخيط الرفيع٬ يوم حلو ويوم مر.

كل هذا المجد الفني والشهرة التي حققتها سيدة الشاشة العربية٬ لم يمنعها من مشارك الفنانة تحية كاريوكا بطولة فيلم "الزهور الفاتنة" والذي أخرجه جمال مدكور عام 1952 عن رواية الكاتبة ملك فهمي سرور٬ والتي كانت قد رحلت عن الحياة قبل تصوير الفيلم وهو ما ما يذكره "تتر" الفيلم الذي جاء عليه:"إحدي درر فقيدة الأدب المغفور لها السيدة ملك هانم فهمي سرور".

يكاد يكون دور فاتن في الفيلم دور رابع أو خامس٬ أو حتي يمكن أن نسميه "سنيدة" لــ "كاريوكا" فتكاد المشاهد التي تظهر فيها تعد علي أصابع اليد الواحدة. ورغم أن بداية الفيلم مرتكزة عليها حيث تلعب دور "كريمة" الشقيقة الصغري لبطلة الفيلم الفتاة المارقة المتمردة "رتيبة" كاريوكا٬ والتي لا هم لها في الحياة سوي المال والحصول عليه٬ حتي أنها تسرق من حقيبة والداتها جنيها كانت تدخره لعلاجها.

تتمرد رتيبة علي حياتها في الحي الشعبي الفقير٬ فتترك أمها المريضة وشقيقتها التي تعولها٬ وتتجه للعمل كراقصة في أحد الملاهي. تقع في حبائل صاحب الملهي الذي يقدمها لزبائنه فتحتال عليهم وتسلبهم أموالهم وكل ما يملكون. تتوالي الأحداث التي كان محورها رتيبة وقصة حياتها حتي مماتها٬ كانت فاتن حمامة مجرد ظل لها حتي أنها تختفي ثلثي مدة الفيلم الذي لا تظهر فيه كبطولة مطلقة سوي تحية كاريوكا وفريد شوقي في دور صاحب الملهي. وهو ما يؤكده أفيش الفيلم نفسه٬ والذي تتصدره تحية كاريوكا٬ بينما يظهر بقية الأبطال في الجزء الأسفل منه وبصورة أصغر بكثير مما عليه صورة كاريوكا.