رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العودة المشؤومة.. سر ظهور داعش من جديد فى جنوب ليبيا

داعش
داعش

في ظل انشغال الجيش الليبي بمحاربة العدوان التركي ومرتزقته على ليبيا، ظهر تنظيم داعش الإرهابي بشكل مفاجئ في جنوب ليبيا بعد أن طهرها الجيش من جميع التنظيمات الإرهابية وليس داعش فقط، ليثير الكثير من الشكوك حول سر ظهور التنظيم الدموي في هذا التوقيت تحديدا، ما يشتت جهود الجيش في معركته بطرابلس ضد ميلشيات حكومة الوفاق ومعها الأتراك.

استهداف الجيش.. بداية لعودة جديدة أم أداء مهمة معينة؟

تبنى داعش، الإثنين، هجوما استهدف بوابة عسكرية للجيش الليبي في تراغن جنوبي البلاد، حيث أسفر الهجوم، عن تدمير آلية عسكرية للجيش، إلا أن الجيش أكد أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا فقد خلف أضرارا فقط بالمركبة.

ومنذ أيام وتحديدا في 21 مايو الجاري أعلن داعش عن قصف 3 مواقع لقوات الجيش جنوب ليبيا.

وأثارت عودة داعش بشكل فجائي الشكوك، وذلك بعد مقتل وأسر العديد من قيادات داعشية كانت ضمن المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق ضد الجيش، وآخر هذه الضربات إعلان الجيش القبض على أحمد محمد الرويضاني، أحد قادة داعش، والذي كان يقاتل إلى جانب ميلشيات الوفاق، حيث كان مسئولا عن قيادة عناصر "فيلق الشام" الذي شكلته المخابرات التركية.

عمليات الذبح والترويع.. خطة جديدة للعودة

بثّ تنظيم داعش الإرهابي، يوم 20 مايو الجاري، فيديو لعملية ذبح مواطنين ليبيين بينهم موظفون حكوميون، بجانب مشاهد لعمليات إعدام جماعية بالرصاص، في منطقة الفقهاء جنوب ليبيا، رغم أن هؤلاء الضحايا خطفهم التنظيم منذ أكثر من عام، إلا أن الظهور المفاجئ لعناصر داعش بهذه القوة أثار الشكوك أيضا حول توقيت ظهوره وإعدام أفراد تم خطفهم منذ أكثر من عام.

ومثل بداية ظهوره وفي محاولة منه لإثبات وجوده وبث الرعب، نشر داعش فيديو بعنوان "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم"، أظهر فيه كافة أنواع القتل من ذبح بالسكين وإعدام بالرصاص وتعذيب للمختطفين.

كما ظهر عناصر التنظيم في التسجيل المصور وهم يرتدون زيا عسكريا وآخرون يرتدون اللباس الأسود المميز لداعش على متن سيارات رباعية الدفع وبحوزتهم أسلحة خفيفة ومتوسطة، مع نشر مشاهد حرق مقرات حكومية وأمنية.
الجيش الليبي يخوض حربًا مفتوحة ضد الكل

وفي نهاية فبراير الماضي أعلن الجيش الليبي إحباط مخطط تخريبي لتنظيم داعش الإرهابي في جنوب البلاد، حيث أكد القبض على الإرهابي عمر فاضل السعيد محمد الأمين المكنى بـ"أبو عبدلله "، وهو طبيب داعش في ليبيا، جنوب مدينة سبها، حيث ينظم مع آخرين لتنفيذ مخطط إرهابي في الجنوب.

وأكد الجيش وقتها أنه تم نقل أبو عبدالله إلى مكان سري آمن لأنه من أهم قيادات التنظيم، ولديه أسرار كثيرة عن خلايا داعشية في الجنوب وليبيا عامة.

ورغم انشغال الجيش الليبي بمحاربة العدوان التركي في الشمال بطرابلس، إلا أنه عزز وجوده في الجنوب، حيث يستهدف داعش ضرب معقل الجيش في بنغازي، كما كان موجودا بها من قبل وطرده الجيش مع غيره من التنظيمات الإرهابية.

كيف وصل داعش إلى جنوب ليبيا؟

مع ظهور داعش في ليبيا عام 2013، وقبلها تنظيمات القاعدة المختلفة، التي انشقت عنه وبايعت داعش، وعزز قوته منذ عام 2015، إلا أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أطلق منذ 2014 عملية الكرامة لتحرير ليبيا وتطهيرها من الإرهاب وما زالت العملية قائمة.

استطاع الجيش الليبي دحر التنظيم من مدينة درنة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وكذلك هدم حصونه في سرت وبني وليد، ليهرب عناصره إلى جنوب البلاد، واستطاع التواجد في بعض الدول الأفريقية المجاورة لليبيا، ومنها مالي وموريتانيا، ليتخذ منها قاعدة لإعادة ترتيب صفوفه والعودة إلى ليبيا، مشكلا تنظيما باسم "جيش الصحراء"، بقيادة الإرهابي الليبي المهدي سالم دنقو.

والآن بدأت عناصر داعش الخاملة في الجنوب العودة بشكل أشبه ببداية ظهور التنظيم في سوريا والعراق، عندما استيقظ الجميع على مشاهد الإعدامات والذبح وحرق المؤسسات الحكومية والأمنية.
الأمم المتحدة.. تحذيرات من عودة داعش وصمت على عدوان تركيا

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تقرير صدر يوم 11 مايو الماضي، عن توسيع داعش أنشطته في الجنوب الليبي، وذلك عن الفترة من 15 يناير إلى 5 مايو، محذرا من عودة التنظيم بقوة إلى جنوب ليبيا.

وأشار التقرير الأممي إلى عدة هجمات شنها داعش في ليبيا منذ مطلع يناير، أي بداية من إعلان تركيا الدخول عسكريا بشكل رسمي في ليبيا بجانب المرتزقة السوريين لدعم حكومة الوفاق.

ومنذ تطهير الجيش لجنوب البلاد من الإرهاب انحسر داعش، ولم يكن له وجود سوى في المناطق الخاضة لسيطرة حكومة الوفاق، وأكدت الأمم المتحدة هذا الأمر بنفسها في تقرير صادر عنها ديسمبر 2019، بأن عناصر داعش لا تزال خاملة ضمن خلايا في طرابلس ومصراتة.

وانتقد الليبيون موقف الأمم المتحدة من العدوان التركي على بلادهم وإرسال آلاف المرتزقة وكذلك الأسلحة إلى ليبيا في خرق للقواعد الدولية وانتهاك لسيادة البلاد.