رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إمارة الدم.. تقرير بريطاني يرصد علاقة قطر بالجماعات الإرهابية

الجماعات الإرهابية
الجماعات الإرهابية

أكدت صحيفة أ"راب ويكلي" البريطانية، أن علاقات قطر بالجماعات الإرهابية حول العالم ومنها تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، كانت سببا قويا لمقاطعتها من قبل دول الرباعي (مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين) في عام 2017

وقالت الصحيفة لقد تحولت قطر من واحدة من المراكز التجارية الحيوية للعالم، إلى دولة تقاطعها عدد من الدول العربية، وسلطت الضوء على دعم قطر للجماعات الإرهابية حول العالم بالتعاون مع تركيا الحليف القوي لها.

- دعم قطر وتركيا للجماعات الإرهابية في الصومال

و كشفت الصحيفة البريطانية أن كلا من قطر وتركيا يدعمان الجماعات الإرهابية في الصومال، التي استهلكتها الحروب الأهلية الناجمة عن الطموحات القبلية، كما أدى غياب سلطة مركزية قوية إلى ظهور القرصنة قبالة الساحل الصومالي في بداية القرن الحالي.

ومن بين الحركات المتطرفة العديدة التي ظهرت في الصومال حركة الشباب المستوحاة من القاعدة، حيث طورت الحركة بسرعة علاقات وثيقة مع الدوحة منذ عام 2004 ؛ ولم يكن من قبيل المصادفة أن عام 2004 هو نفس العام الذي طورت فيه قطر شبكة علاقاتها مع الحوثيين في اليمن، ومنحت عناصر الحوثي جوازات سفر قطرية أعطتهم حرية الحركة.

وأكدت أن أي منظمة لها علاقات مع النظام القطري لها علاقات تلقائية مع النظام التركي، وهذا واضح جدًا اليوم في حالة ليبيا، حيث يدعم كلا النظامين ما يسمى بحكومة الوفاق، ولكن كان النظام في تركيا أقل جرأة على الحفاظ بشكل مباشر على العلاقات مع المنظمات الإرهابية، ربما بسبب عضوية تركيا في الناتو.

لكن هذا لم يمنع النظام التركي من أن يحول عينيه إلى منطقة الخليج، بدافع أحلام السلطان الجديد لإحياء الإمبراطورية العثمانية، خاصة بعد أن تحطم حلمه في قبوله في الاتحاد الأوروبي، وتلاه انهياره عقب انهيار جماعة الإخوان المسلمين في مصر، حيث وقع اتفاقية عسكرية مع النظام القطري، والتي حولت الجيش التركي إلى حارس ملكي في قصر الوجبة في الدوحة.

ومع ذلك، كان آخر إنجازاته في الصومال، بناء أكبر قاعدة عسكرية تركية خارج تركيا في مقديشو، حيث تم افتتاح القاعدة في عام 2017 وتم تنفيذ العديد من المشاريع لتسويق تركيا في الصومال،كما أغلقت الحكومة الصومالية جميع المدارس في الصومال المرتبطة بجولن.

- الدوحة يد التمويل المالي لحركة الشباب

وقالت الصحيفة البريطانية أنه رغبة في توسيع نفوذها في الصومال وتقييد نفوذ أي دولة خليجية بديلة هناك، كانت الدوحة سخية للغاية في مساعدة العديد من الأطراف الصومالية، وخاصة حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة التي ادعت الاستقلال عن تنظيم القاعدة المركزي بعد وفاة ابن لادن في عام 2012.

و بحلول عام 2015، تغيرت التكتيكات الهجومية للحركة، الأمر الذي أعطى مصداقية للنظرية القائلة بأن زعيمي القاعدة سيف العدل وأبو محمد المسجد اختاروا الذهاب إلى الصومال، بعد مغادرتهم إيران إلى اليمن من أجل الفرار من الطائرات المسيرة المتزايدة.

وفي العام الماضي نشرت صحيفة نيويورك تايمز تسجيلًا صوتيًا مسربًا لمكالمة بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة هاشم ورجل الأعمال القطري خليفة المهندي، المقرب من الشيخ تميم بن حمد، حيث قال المهندي: "نعرف من نفذ الهجمات التي استهدفت الإماراتيين في الصومال"، وأن الهدف من هذه الهجمات هو "طرد (الاستثمارات) الإماراتية بعدم تجديد عقودهم" واستبدالها باستثمارات قطرية.

- قناة الجزيرة يد قطر لدعم الإرهاب

في وقت لاحق، لم يكن اختيار القاعدة لقناة الجزيرة المملوكة قطريًا بلسانها مصادفة، بل نتيجة لعلاقة قوية تربط الطرفين، وهي علاقة خدمت أيضًا بعض الأطراف الغربية، وبفضل هذه العلاقة، أمكن للنظام القطري أن يقدم خدمات لا تستطيع هذه الحكومات الغربية تقديمها بشكل قانوني، مثل دفع فدية لإطلاق سراح السجناء الغربيين.

وتابعت الصحيفة، بالحديث عن دفع الفدية، كان من السهل أن نرى في حالة الحرب السورية أنه لا يوجد طرف يتمتع بعلاقات مميزة مع تنظيم جبهة النصرة الإسلامي أفضل من النظام القطري حيث وصلت قناة الجزيرة إلى حد بث حوار كامل مع زعيم المنظمة، فيما أجرى المقابلة أحمد منصور.

بل إن الدوحة توسطت في صفقات تبادل الأسرى بين حزب الله وتنظيم داعش، مما سمح لحافلات كاملة من عناصر داعش بمغادرة لبنان متوجهة إلى إدلب بحرية في سوريا، هذا ليس مفاجئًا لأن الدوحة كانت دائمًا توفر غطاء وتمويلًا للصفقات من هذا النوع، لخلق توازن بين الجماعات الإرهابية من جميع الطوائف والتوجهات بالتنسيق مع تركيا وإيران.

و نشر رونالد ساندي، وهو محلل هولندي متخصص في مكافحة الإرهاب والتطرف، معلومات استخبارية أوروبية بشأن صفقة سرية، حيث تمول قطر المنظمة المتطرفة بوكو حرام في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، شريطة أن تكون قادرة في وقت لاحق على التفاوض مع الإرهابي للإفراج عن مجموعة من المواطنين الغربيين المختطفين.

ومقابل خلال التفاوض على إطلاق سراح الرهائن ودفع فديتهم نيابة عن الحكومات الغربية، ستحصل الدوحة على قبول شعبي في الدوائر الرسمية الأوروبية والرأي العام، وبهذه الطريقة تمكن النظام القطري من تمويل الجماعات الإرهابية مثل بوكو حرام، دون أن يخضع لاستفسارات أو عقوبات.