رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يملك المسيح 1000 سنة على الأرض؟.. الأنبا نيقولا يجيب

المسيح
المسيح

شرح الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، أحد النصوص الكتابية والواردة في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي والتي تخص المسيح الدجال، الذي جاء نصًا: "وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ" ( رؤ 20: 4).
وأيضًا النص القائل:"وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا" (رؤ 13: 5).

هل يملك المسيح 1000 سنة على الارض

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في كتابه "رؤية أرثوذكسية في تفسير سفر الرؤيا": إنه عن "ملك المسيح ألف سنة" (4:20)، و"تقييد الشيطان ألف سنة" (2:20). رمزيًا: الرقم "ألف" يدل على جميع عقود الأعداد، الآحاد والعشرات والمئات. كما يُساوي 10×10×10، وهذا يشير إلى الشيء الكثير جدًّا وليس إلى الكمال والملء؛ لأن الرقم 10 يرمز إلى الشيء الكثير، أما الرقم 7 فيرمز إلى الكمال والملء. هذه الصورة "ألف سنة"، هي صورة لها معنى رمزي".

وأضاف: "بشكل عام صورة "المُلك الألفي للمسيح"، هي صورة رمزية وليس حدثًا تاريخيًّا(2)، ففي (رؤ 6:20) يقول يوحنا عن المُطوَّبين والمقدَّسين: "سَيَمْلِكُونَ مَعَهُ (المسيح) أَلْفَ سَنَةٍ". وهذه الصيغة هي بصيغة المستقبل، وهي طريقة تعبير نبوي تقليدي في الكتاب المقدس، كقول الرب لآدم: "وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ" (تك 17:2)، مع أن آدم أكل منها إلا أنه عاش 930 عامًا (تك 5:5). وقد رأى بعض اليهود، الذين أصبحوا مسيحيين، في هذا المُلك الألفي ما كانوا ينتظرونه بإتيان المسيا الذي سيرُد الملك لإسرائيل ويرفع عنهم نير الرومان(1)؛ لأن اليهود فسروا "المُلك الألفي للمسيح" تفسيرًا حرفيًّا".

وتابع:"كما أن صورة "تقييد الشيطان لألف سنة" من المسيح (1:20) لها معنى رمزي. وهاتان الصورتان: صورة "المُلك الألفي للمسيح"، وصورة "تقييد الشيطان لألف سنة"، يتوضح معناهما من المثال الذي أعطاه يسوع المسيح، بقوله: "لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ قَوِيٍّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلًا، وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ" (مر 27:3). ومن مثاله الآخر، بقوله: "حِينَمَا يَحْفَظُ الْقَوِيُّ دَارَهُ مُتَسَلِّحًا، تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ الْكَامِلَ الَّذِي اتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ" (لو 21:11و22). وقد أعطى يسوع في مثاليه هذين هذه الصورة الرمزية؛ لأن من جهةٍ أن بصلبه على الصليب هُزم الشيطان وخلص البشر من سلطان الشيطان عليهم، ومن جهةٍ أخرى أنه يهب أبناءه الذين يجاهدوا أن يخلصوا".

وأكمل: "صورة تقييد الشيطان "ألف سنة"، تُفهَم من فَهم "مُلك المسيح ألف سنة". ففي (رؤ 6:20) يقول يوحنا عن المُطوَّبين والمقدَّسين: "سَيَمْلِكُونَ مَعَهُ (المسيح) أَلْفَ سَنَةٍ"، وفي (رؤ 7:20) يقول يوحنا: "ثُمَّ مَتَى تَمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ". بمعنى أن "الألف سنة" ليست إلى المنتهى، وهي فترة زمنية واحدة من حياة العالم، أي يوم واحد، كما يقول داود النبي "لأَنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ مِثْلُ يَوْمِ أَمْسِ بَعْدَ مَا عَبَرَ، أَوَ كَهَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ" (4:39)".

واستطرد: "عن زمان الشيطان. وفي (رؤ 7:20) يقول يوحنا: "ثُمَّ مَتَى تَمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ". ولكن ذلك سوف يكون لفترة زمنية قصيرة، كما ذُكر في (رؤ 3:20) بقول يوحنا: "لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا". وهذه الفترة الزمنية التي يحل الله فيها الشيطان مدتها الزمنية "إثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا" (رؤ 5:13)، وهذه المدة الزمنية تساوي "ثلاث سنوات ونصف". إن الرقم "ثلاثة ونصف" هو نصف الرقم 7، الذي يرمز إلى الكمال أو الملء؛ بمعنى أن زمان الشيطان هو نصف الكمال أو الملء، وهو زمان غير كامل. وذلك من رحمة الله ومحبته للبشر لئلا تطول أيام الاضطهادات فيفقد المؤمنون رجاؤهم، كما يقول يسوع المسيح: "لَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ" (مت 22:24). هذه الصور كلها لا يجب أن تؤخَذ بحرفيتها لأنها صور رمزية لها معنى واحد هو أن الشيطان حُدَّ سلطانه من الله".

واختتم: "إن انتصار المسيح على الشيطان بالصليب وبموته وبقيامته، يعني أنه خلال فترة امتداد الكنيسة في التاريخ، العالم الحاضر، لن يعود للشيطان أي سلطان. هذه صورة صعبة، لأنه رغم انتصار المسيح على الشيطان، إلا أن الشيطان لم يزل يعمل، كما يقول بطرس الرسول: "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1بط 8:5)".

اقرأ ايضا