رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف رأى "توفيق الحكيم" الكتابات الجنسية؟

جريدة الدستور

رأى الكاتب الكبير توفيق الحكيم، أن تصوير حالة الشبع العاطفي عملية ممجوجة ثقيلة الدم، أشبه بمن يحدثك عن تفصيلات وجبة دسمة أكلها، في حين أن من يحدثك عن جوعه وحرمانه أنبل وأقرب لنفسك ومشاركتك.

وقال الحكيم، في حوار أجري معه عام 1964، ونشر في كتاب "عشرة أدباء يتحدثون" للكاتب عمرو دوارة، إن الفرق بين الأدب الحقيقي الذي يتعرض لموقف جنسي، وبين الكتابة الرخيصة التي تصور الكتابة الجنسية بقصد الإثارة والرواج، هو نية الكتاب وفلسفته، وهذا لا يمكن الحكم عليه إلا بشعور القارىء وما خرج به من القصة أو العمل الفني، لافتًا إلى أنه إذا خرج من مطالعة القصة بإحساس المتعة الجنسية فقط، وكان هذا هو كل ما ترسب في نفسك منها فأنت أمام عمل الغرض منه الإثارة الجنسية، لأن هذا ما حصلته منه فعلا.

وتابع: ولكن عندما تبقى في نفسك مبادىء أخرى تترسب من الموقف الجنسي، بمعنى أنك عندما تطالع عملا أدبيًا موضوعه الجنس، ولكنه يؤدي بك إلى التفكير في شىء إجتماعي أو روحي أو فكري، فإنك في هذه الحالة لا تكون أمام عمل القصد منه الإثارة الجنسية لا أكثر.

واستشهد توفيق الحكيم عن ذلك بكتاب لورانس "عشيق الليدي تشاترلي" لقد صور فيه مواقف جنسية كأصدق بل كأفظع ما يمكن أن يصور في هذا المجال، ولكن كل هذه الصور تؤدي بك في النهاية إلى فكرة معينة وفلسفة محددة أرادها المؤلف، ويدركها القارىء الذي يعرف ماذا كان يتفشى في المجتمع الإنجليزي إذ ذاك من عدم مبالاة بالناحية الجنسية في الحياة الزوجية.