رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صادر أغنياته الهابطة».. قصة أول رقيب على الفنون في مصر

جريدة الدستور

ليس فقط الأديب الراحل نجيب محفوظ هو من قام بمنع عرض أي أفلام تكون مقتبسة من أعماله الروائية منعًا للإحراج والشبهات، وذلك أثناء فترة عمله مديرًا عامًا للرقابة على المصنفات الفنية، بل سبقه فى ذلك الشيخ محمد يونس القاضي (1888 - 1969) الذي عينته وزارة الداخلية عام 1926 أول رقيبًا على الفنون فى مصر؛ وجاء هذا الاختيار بسبب نشاطه الموهوب المذهل فى كل مجالات الفنون.

فى كتابه "المعمرون في ساحة الغناء والطرب" الصادر عن كتاب الهلال 2001؛ يوضح الكاتب عبدالنور خليل، أن ضرورة فرض رقابة سياسية بالدرجة الأولى من سلطات الاحتلال بسبب انحدار الأغانى وهبوطها وبذاءة الألفاظ المغناة كسبب مباشر لفرض الرقابة، وأن الشيخ محمد يونس القاضى كان هو نفسه مؤلف لمجموعة كبيرة من هذه الأغانى مثل "ارخى الستارة اللى فى ريحنا، وبعد العشا يحلى الهزار والفرفشة"، وكان أول قرار اتخذه بعد أن خلع الجبة والقفطان وارتدى الزى الإفرنجي "البدلة" أن صادر أغنيتيه "ارخى الستارة اللى فى ريحنا، وبعد العشا يحلى الهزار والفرفشة"، وحرم غناءها وتداولها على الأسطوانات، لكنه لم يبق فى وظيفته كرقيب على الفنون أكثر من عامين، استقال بعدهما حتى يعود إلى ساحة الطرب والمسرح الغنائى بلبلًا مغردًا بكل الأصوات التى يحبها الناس ويعشقونها.

تجاوزت أعمال الشيخ محمد يونس القاضى المسرحية 58 عملًا مسرحيًا متعدد الأوجه، كذلك فالشيخ يونس القاضي هو مكتشف سيدة الغناء العربي أم كلثوم فقد سافر إليها في قريتها طماي الزهايرة بالمنصورة وأقنع والدها الشيخ إبراهيم بالرحيل إلى القاهرة والتحول إلى غناء القصائد والأغانى العاطفية والوطنية بجانب الإنشاد الدينى، ولكن والدها الشيخ إبراهيم لم يرض، ومرت الأيام وقد التقاهم القاضي في مولد الحسين وكان معه الشيخ سيد درويش وعرض خالد الذكر أن يقدم لها الألحان مجانًا إلا أن والدها رفض رفضًا باتًا.. وظل القاضي يلح على والدها إلى أن وافق أن تغني قصائد عبده الحامولي ومنها أغنية "وحقك أنت المنى والطلب " وبعدها لحن لها عبدالوهاب أغنية خفيفة من تأليف الشيخ يونس القاضي مطلعها "قال إيه حلف ما يكلمنيش "وسرعان ما اشتهرت بها حتى أصبحت تنافس الست منيرة المهدية سلطانة الطرب في زمانها وصارت فيما بعد سيدة الغناء الأولى في العالم العربي.

من أعماله: "زورونى كل سنة مرة، أهو ده اللى صار، أنا هويته وانتهيت، يا بلح زغلول، خفيف الروح بيتعاجب، يا عزيز عيني، يمامة حلوة، النشيد الوطني المصري".