رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتهامات لـ«إعلانات رمضانية» بالتحريض على العنف: غير مناسبة للأطفال

إعلانات رمضان
إعلانات رمضان

تتزاحم الإعلانات والدعايا الخيرية في شهر رمضان، آملًا في كسب قلوب الناس لجمع التبرعات في شهر يتنافس فيه الجميع على فعل الخير، ولكن تكمن الأزمة في عدم التزام البعض بالقواعد العامة للحفاظ على خصوصية المحتاجين، فضلًا عن عدم مراعاة مشاعر الأطفال والأسر واستخدامهم كأداة دعائية لجمع التبرعات.

استقبل خط نجدة الطفل 16000 عدد من شكاوى المواطنين ضد إعلانات مسشفى الحروق، إذ أنه يتضمن العديد من مشاهد العنف الأسري، وقد تم مخاطبة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقًا للضوابط والمعايير المهنية للأداء الإعلامي وتوقيع الجزاءات الذي ينص عليها القانون رقم 92 لسنة 2016.

حالة من الغضب والاستياء العام انتابت المواطنين بعد عرض إعلانات مستشفى الحروق، مما أثار رفض المواطنين للمادة الإعلانية ووصفوها بالتحريض على العنف الأسري، وهذا ما رصدته "الدستور" بشأن المحتوى غير المناسب اجتماعيًا أو ثقافيًا.

في البداية يقول عمر جمال، موظف أربعيني، أنه في السنوات القليلة الماضية لم يعد هناك أي أي نوع من الرقابة على المحتوى الذي يُذاع على الفضائيات وقنوات التليفزيون، على مدار العام وليس فقط في شهر رمضان

ويضيف جمال: " على الرغم من كون شهر رمضان الكريم هو شهر الرحمة والمغفرة، إلا أن البعض يستغله في الدعايا للتبرعات أو حت ى بيع لمنتجات معينة، دون مراعاة لأدنى المعايير الإعلامية، فضلًا عن الخروج عن النص في أحيان كثيرة وعدم احترام أعمار المشاهدين من أصحاب السن الصغيرة".

وذكر جمال "أنه يأتي في صدارة إعلانات هذا العام التي لم تراعي الثقافة المجتمعية، إعلانات الحروق، "فيه منهم إعلان عنيف للغاية وهو الزوج اللي حدف طاسة الزيت على زوجته وابنته، دا مش بس يتمنع دا لازم القائمين على الإعلان يتحاسبوا".

هالة سليم، ربة منزل، ترى أن هناك إعلانات في شهر رمضان قد تحرض على العنف واتخاذ القسوة سلوكًا يسيرًا للتعامل مع الأطفال والأم المصرية، مستطردة أن جميع إعلانات محتواها هو غضب الأسرة ولجوءهم إلى إلحاق الضرر بالبيت عن طريق استخدام النار، فيما تجاهل صناع الإعلان الترويج لإجراءات الوقاية وإسعافات حالات الحروق.

وتابعت "سليم": في الوقت الذي لم تقم الرقابة بوقف هذا الإعلان قبل إذاعته على قنوات التلفزيون وأيضًا المسلسلات التي تحوى ألفاظًا وأفعالًا غير لائقة، يلوم المجتمع تفشي سلوكيات العنف الخاطئة بين المواطنين وخاصةً الأطفال.

المادة (89) من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، ينص على حظر نشر أو عرض أو تداول مطبوعات أو مصنفات فنية أو مرئية أو مسموعة خاصة بالطفل تخاطب غرائزه الدنيا، أو تزين له السلوكيات المخالفة لقيم المجتمع أو يكون من شأنها تشجيعه على الانحراف، فضلا عن مخالفته لنص المادة (96) من ذات القانون في شأن تعريض الطفل للخطر.

سارة حمدي، طالبة بكلية الإعلام، تقول أنه هناك معايير يجب أن يلتزم بها صانعو محتوى الإعلانات، وعلى رأسها هي عدم الخروج عن النص أي الالتزام بهوية المجتمع واتباع الثقافة العامة واحترام مواطنيه.

وتضيف: "غالبية الإعلانات لا تلتزم بتلك المعايير، ومع كل شهر رمضان تخرج علينا الشركات المنتجة للإعلانات بمحتويات غير هادفة، فيجب وضع حد لهذا الأمر ومنع الإعلانات قبل إذاعتها وليس بعد".

وفي هذا الصدد طالبت سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان، بضرورة وسرعة وقف بث إعلان مستشفى أهل مصر؛ مرجعة أسبابه أنه يحمل مشاهد قسوة ويولد العنف بين أفراد الأسرة المصرية.

وأكدت "درويش" أن إعلانات هذا المستشفى أثارت غضب عدد كبير من المشاهدين، لاسيما أن هناك حالة استياء عامة من قبل المواطنين؛ إذ أنه يفقد الهدف الحقيقي من الإعلان وهو إعلام الناس بمدى خطورة الحرائق وضرورة إقامة مستشفى متخصص لعلاجها، ملفتة إلى أنه جاء بنتائج عكسية نفرت المجتمع من مشاهدته.