رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العنف الأسري» يتصاعد بسبب كورونا.. وخبراء يضعون ورشتة علاج

كورونا
كورونا

بالرغم من أن الأسرة الصغيرة هي نواة المجتمع ويفترض أن تكون مكانا آمنا للمرأة، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البشرية مع تفشي فيروس كورونا والالتزام بتدابير الإغلاق والحجر الصحي والمنزلي كجزء من مخططات حكومية للمكافحة الإ أن ماحدث خالف التوقعات، فمع فرض حالة الحظر وحملات " أقعد فين البيت " زادت معدلات العنف الأسري، وتزايدت المطالبات بمواقع السوشيال ميديا بإعادة فتح المقاهي أمام الأزواج لراحة الزوجات من "النكد".

وفي هذا الشأن تقدمت أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة، لرئيس مجلس الوزراء،ووزيرة التضامن، بشأن تزايد حالات العنف الأسري بسبب جائحة فيروس كورونا والتبعات السلبية لفترة الحجر الصحي المنزلي.

وأوضحت "حسونة"، أن الفترة الأخيرة منذ تفشي فيروس كورونا ولجوء دول كثيرة من العالم إلى اتخاذ إجراءات مشددة كفرض الحجر الصحي المنزلي والاغلاق، تزايدت حالات العنف الأسري الذي تتعرض له المرأة والاطفال، نتيجة حالة التوتر المصاحبة لرب الأسرة مما نتج عنه ضحايا وتزايد الحالات بشكل مخيف.

وأكدت أن التقرير الصادر عن الأمم المتحدة حول العنف الأسري، أن نحو 243 مليون امرأة وفتاة تعرضن لأشكال من العنف الأسري والتحرش الجنسي والإساءة، وتضاعفت منذ بداية تفشي فيروس كورونا، وبدء تطبيق إجراءات الإغلاق والحجر الصحي المنزلي، خصوصا منذ منتصف مارس الماضي.

وتابعت: يعد من أهم أسباب هذا التزايد هو زيادة القلق الناجم عن فقدان الأمن الوظيفي والاجتماعي والصحي، وخسارة الوظائف والأعمال بعد اتخاذ تدابير وإجراءات الإغلاق لمكافحة تفشي الوباء.

وأكدت أن التبعات الاقتصادية السلبية وتعطيل الأعمال تسبب في ضائقة اقتصادية دفعت إلى زيادة حدة التوتر في العلاقات المنزلية، وارتفاع معدلات العنف نتيجة وجود أفراد العائلة في مكان واحد طوال اليوم، بجانب ضغوط انقطاع مورد الدخل الرئيسي لها.

وطالبت بسرعة تخصيص خط للتواصل لمساعدة ودعم المتضررات من هذا العنف، بجانب تكثيف حملات التوعية بخطورة تلك الفترة وكيفية تفادي كافة التبعات السلبية التي تسببت فيها جائحة فيروس كورونا، وكيفية التعامل داخل الأسرة ببعض الإرشادات الأسرية.

من جانبها، أكدت دكتورة دينا هلالي إستشاري الصحة النفسية، أن جلوس الزوج في المنزل خلال فترة الحظر شكل عبئا نفسيا على بعض الزوجات خصوصًا مع توقف الدراسة والنوادي وكثير من مظاهر الحياة، فهى تعتبر وجود الزوج في العمل والابناء بالمدرسة فترة راحة والتقاط انفاس من ضغوط الحياة اليومية، وتقليل المشاحنات مع الزوج لوجوده بالعمل، ومع وجود جميع الأطراف في المنزل طول الوقت زاد ضغط المرأة، بالإضافة للخوف من تبعات كورونا وإصابة أحد أفراد الاسرة.

أصبح هناك ضغط كبير يعاني منه جميع أفراد الاسرة، فالأب يعاني من ضغط نفسي لعدم قدرته على تلبية احتياجات الاسرة الاقتصادية نظرًا لفيروس كورونا خاصة وأن بعض الاعمال لا يعتمد فيها العامل على مرتبه الأساسي فقط، أيضا الزوجة تعاني من وسواس التطهير والتعقيم وخوفها الزائد على أفراد عائلتها أيضًا الاطفال يعانون من ضغوط بسبب الجلوس في المنزل وعدم وجود مدرسة أو نوادي رياضية وهي الأمور التي وضعت الاسرة المصرية كلها في وضع حرج مؤجج بالمشاحنات لعدم تقبل الظروف المفروضة علينا بسبب جائحة كورونا.

وطالبت "هلالي"، بضرورة تحمل كل طرف للأخر وتفهم طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد وتحمل شريك الحياة والمشاركة في الاعمال المنزلية والثناء على مجهود كل فرد في الاسرة، فالدعم والمساندة والتفهم وصفة سحرية لإجتياز المرحلة وتجاوز الخلافات والمشاحنات والوصول بالأسرة لبر الأمان، وعلى الزوج أحتواء زوجته، أيضا الزوجة عليها تفهم ما يعاني منه الزوج من ضغوط بسبب الحالة الأقتصادية.

في سياق متصل، أكد دكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع جامعة القاهرة، أن العنف الأسري له أسباب عدة منها التفكك أو إنحراف الزوج أو زيادة أعداد الاسرة الواحدة،أيضًا فقدان الأب لجزء من عمله يزيد من شحنه الغضب.

يذكر أن المشكلات الأسرية زادت بنسبة 33 %، بعد جائحة كورونا وفق أستطلاع المركز المصري لبحوث الرأي العام " بصيرة "، كما زادت معدلات العنف بين أفراد الأسرة بنسبة 19 % وهو الأمر الذي ينذر بمشكلات أكبر على المجتمع المصري.

وفيما يتعلق بالعنف الذي تعرضت له الزوجة من ناحية الزوج، فيشير الاستطلاع إلى زيادة معدلاته حيث ذكرت 11 % من الزوجات أنهن تعرضن لعنف من قبل الزوج في حين لم يكن ذلك يحدث قبل حدوث الجائحة.