رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصمم «الاختيار»: ردود فعل الجمهور أشعرتنى بالفخر

جريدة الدستور

- تصميم كمين "البرث" استغرق قرابة الـ 45يوميا
-"أنشاص" كانت أكثر الأماكن ملائمة لبناء الكتيبة 103


يشعر المصريون بالفخر، لما يقدمه مسلسل الاختيار من بطولات لسيد شهداء القوات المسلحة أحمد المنسي وعدد من الضباط والجنود، الذين لا يدخرون جهدًا في سبيل حماية الوطن، بل أن أرواحهم كانت فداءا له.

البطولات التي قدموها، خُلدت من خلال مشاهد المداهمات وقتال العناصر الإرهابية، المنتشرة على وجه التحديد في شمال سيناء، هذه الأرض المصرية المقدسة، وكان وراء خروج هذه المشاهد على هذا القدر من الجودة والصدق، قرابة الـ100 عامل، تحت إشراف مهندس الديكور، أحمد فايز، أربعة مهندسين أخرين، عكفوا على إظهار المعارك في هذه الصورة الصادقة، "الدستور" التقته وكان هذا الحوار:

- ما الذي يميز "الاختيار" عن غيره من الأعمال؟

قمت بتصميم ديكور مسلسلات كثيرة قبل محطة الاختيار، منها حالة عشق، وعد، سيرة الحب، أبواب الشك، بالإضافة إلى عدد من الأفلام منها كازبلانكا، على معزة وإبراهيم، 122، سوق الجمعة، ورد مسموم الحائز على عدد من الجوائز.

"الاختيار" ليس العمل الأول الذي يجمعني بالفنان أمير كرارة، سبق وتعاملت معه من خلال مسلسل "كلبش" في أجزائه الثلاثة، ولكن هذه المرة تختلف، كنا ندرك جحم المهمة التي نحن بصدد الدخول إليها، حاولنا أن نكون على قدر المسؤلية.

-هل عاني "الاختيار" من مشاكل الإنتاج؟
لا.. كنا نتعامل بأريحية، لم نجد أي صعوبة في توفير كافة المعدات اللازمة لانتاج العمل الضخم، نحن نقدم عمل عن بطولات الجيش المصري في صورة الشهيد البطل أحمد منسى، بالإضافة إلى عدد من الضباط الذين ظهرت قصصهم بين طيات الحلقات، فكان لابد أن يخرج في أفضل صورة، وتم توفير كل الإمكانيات لنا حتى يتم ذلك، وهو ما ظهر جليًا على الشاشة.

-ماهي الصعوبات الفنية التي واجهت فريق العمل خلف الكاميرات؟
كان الأمر متعلقًا بالصعوبات الفنية، كنا أمام تحدي كبير، فنحن نعلم أن العمل سيكون شاقا، كنا نبنى أماكن التصوير في الصحراء، أماكن خالية من المرافق، فأضطررنا لحمل الماء، في سيارات خاصة، لمساعدتنا على الاستمرار بالعمل.

الكمائن ووحدات الجيش، التي كنا بصدد بناءها معرضة للانفجار بعد ذلك، لم نكن نستخدم في بناءها المواد التي اعتدانا عليها من أخشاب وحديد، فقط، وإنما كنا نضطر إلى تطعيمها بمواد بناء، حتى تظهر أثار التفجير عليها بشكل يقنع الجمهور، وأكثر أن من ذلك أنها تشبه كمائن حقيقية.

-هل اطلعت على صور أو فيديوهات للأماكن الحقيقية التي قمت ببناءها؟
الشئون المعنوية أمدتنا بصور ومعلومات محدودة، نظرًا للطبيعة السرية التي كانت تتسم بها هذه الأماكن وعدم جود صور أو مقاطع فيديو لها في صورتها الأصلية، ومن ثم استعنت بالتواصل الاجتماعي في الوصول إلى صور أخرى، إضافة إلى الأخبار المنشوره عن هذه الحوادث، كما اعتمدت على خيالي، حتى أتمكن من بناء كمائن، أماكن الاستراحات الضباط بهذا الشكل.

- كم يبلغ عدد فريق عملك، وكيف ساهم في خروج المسلسل بصورة جيدة؟
قرابة الـ100 عامل،4 مهندسين يعملون معي، قمت بتوزيعهم أثنان يحضران التصوير، والأخران موجدان بشكل دائم في أماكن التحضيرات بصحبة العمال، وربما حب العمال والمهندسين للعمل الذي يقمون به،
ساعد على خروجه بهذا الشكل الجيد، فقد كانوا حرصين على الانتهاء منه في أسرع وقت ممكن وبأفضل صورة.

- هل كان العمل في حاجة إلى كل هذه الأعداد لتجهيز مشاهده ؟
، هناك عدد من أماكن التصوير احتاجت لطاقم من 100 عاملا، وهناك من أكتفيت فيها بـ10 أفراد فقط، وبين الرقم الأول والأخير تباين وجود العمال حسب الحاجة وصعوبة الوحدة التي نحن بصدد بناءها.

- كيف وقع الاختيار على الاماكن التي تم فيها التصوير؟
كنا في حاجة إلى التصوير وبناء الماكيت في أماكن تشبه إلى حد كبير الأماكن الحقيقية، فكانت المعارك، والمدهامات في منطقة الشيخ زويد تتم بمنطقة الحزام الأخضر، فهى تشبهها إلى حد كبير، ومنها واقعة الفرافرة الشهيرة.

وفي الشرقية استعنا بالمكان الوحيد المملوك للجيش والمناسب للتصوير في نفس الوقت، فكانت منطقة أنشاص، التي صورنا بها المشاهد الخاصة بالكتائب، وفي مقدمتها كتيبة 103، التي كان من بينها البطل أحمد المنسي.

أما عن "البرث" فقد شغل مساحة ليست بالقليلة، فالواجهة التي بلغ طولها حوالي 30 متر عرضا، وارتفاع ثلاثة أدوار، تم بناءه بمواد حقيقية من طوب وأسمنت بالإضافة إلى مواد قابلة للتفجير، وذلك لتعطي لحظة التفجير أثناء الأحداث نفس المنظر الذي تم في الواقع حين استشهد البطل أحمد المنسي.

- ماهي المدة التي استغرقها بناء ماكيت الكمائن والوحدات الخاصة؟
المدة تستغرق قرابة خمس أيام، كمين البرث الوحيد الذي استغرق شهرا ونصف الشهر حتى انتهينا من إعداده.

ما كنا لننتهي من الديكورات والعمل بالكامل في هذا الوقت لولا إيمان الجميع بضرورة وجود عمل مثل "الاختيار"، في هذا الوقت من تاريخ مصر، وكذلك إيماننا بأهمية العمل، والأهم هو حبنا له وتغلبنت على جميع الصعوبات التي وجهتنا في سبيله، بالإضافة إلى المذاكرة والتجهيزات التي تمت بشكل مرتب ومدروس، كُل في موعده.

- ماذا عن الأنفاق التي ظهرت في "الاختيار" وكيف قمتم بتنفيذها؟
النفق الذي عرض المواجهة الشهيرة بين الضابط البطل وغيره، جميعها قمنا بصميمها تمامًا كما الكمائن والوحدات، في الحقيقة أننا قمنا في هذا المسلسل وفي الوقت القصيرة الذي سبق عرضه، ببناء عدد لا نهائي من المواقع والكمائن والأنفاق، يصعب حصرها، كُلها كان لها بالغ الأثر في إقناع الجهور بالرسالة التي يقوم العمل بتقديمها بحيث يشعر المتفرج كما لو أن المعركة التي تعرض أمامه حقيقية.
خاصة وأن المخرج بيتر ميمي، كان يعرض أثناء المشهد صورة من الحادث الحقيقي، في مزج يبدو للمشاهد كما لو أنه لا أحد قطعه، وأن العمل يسير في وتيرة واحدة، تنتهي كل يوم بمعركة ودرس في التضحية أكبر من ذي قبل.

- كيف تابعت ردود الفعل على "الاختيار"؟
نشعر بالامتنان للجمهور الذي أعطانا حقنا من الاحتفاء بالعمل الذي بذل الجميع فيه مجهودا كبيرا بالفعل، كما أننا نشعر بالفخر لأننا كنا شركاء في خروج العمل بهذا الشكل الجديد، ليخلد بطولات شهداء الجيش، الذين يبذلون أرواحهم فداء لنا.