رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رجال أقوى من الوباء».. جنود الحماية المدنية في زمن كورونا

الحماية المدنية
الحماية المدنية

مع مطلع شهر مايو الحالي، توالت حوادث الحرائق بمصر بشكل قد يدعو للتساؤل عن أسبابها، وكيف يتعامل رجال الإطفاء معها خاصة في ظل هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد من مواجهتها لفيروس "كورونا" الذي راح ضحيته ملايين من البشر حول العالم.

فمنذ أيام قليلة شب حريق هائل بمصنع للإسفنج بالمنطقة الصناعية بالعبور بحي الشباب، وتمكنت أجهزة الحماية المدنية والأمن بالقليوبية، من السيطرة عليه عقب الدفع بـ30 سيارة إطفاء إلى مكان الحادث.

كما اندلع حريق هائل منذ عدة أيام في مخزن للنجف مقام بعمارة خالية من السكان بمنطقة "ميت نما"، بشبرا الخيمة في محافظة القليوبية المصرية.

وهرعت سيارات الإطفاء إلى المكان على الفور، حيث توجهت 11 سيارة للسيطرة على الحريق قبل أن يتوغل في الأماكن المجاورة، كما تم الدفع بخزان من الحماية المدنية بالقاهرة لدعم سيارات الحماية المدنية بالقليوبية.

وكان أحدث هذه الحرائق حريق مطعم "كبابجي" وقاعات أفراح السرايا بمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، والذي أسفر عن خسائر فادحة بعدما تسبب في تفحم 8 سيارات كانت موجودة أمام المطعم والقاعات، بالإضافة لاحتراق مطعم الكبابجي وقاعات الأفراح بالكامل والمطاعم والكافتيريات الخاصة بها، وامتد الحريق إلى شركة ديكور كانت مجاورة.

وليحدثونا عن عملهم في هذه الظروف الصعبة التي اشتملت صيفًا ساخنًا ووباءًا وصومًا، تواصلت الدستور مع بعض أفراد طاقم المطافئ "خامدي الحريق".

"اتعودنا على كل الظروف الصعبة" بدأ خالد العمري 39 عامًا أحد أفراد مطافئ القاهرة حديثه موضحًا أنه بحكم طبيعة ملهم بالمطافئ فهم يتعرضون لأخطار هائلة تفوق خطر فيروس" كورونا" فهي قد تؤددي إلى الوفاة اللحظية بأي وقت، لذا يوضح أن عمله لم يتأثر شيئًا بوجود فيروس "كورونا" من عدمه، مؤكدًا أنه حتى إذا كان هناك ما هو أسوء من فيروس كورونا فسيخرج لأدا عمله تحت أي ظروف، فعمله حسبما يوضح ليس بعمل سهل ولكنه رسالة إنسانية عظيمة لإنقاذ أرواح من هلاكها بالنيران.

سمير عبد المحسن 35 عامًا فردًا آخر من جنود مطافئ محافظة كفر الشيخ، يوضح أنه بالفعل ظروف العمل هذه الأحيان صعبة إلى حد كبير، ولكنه يتفق مع خالد زميله سابق الذكر بأن هذه الأوضاع اعتاد عليها رجل الحريق بل اعتاد على ما هو أصعب منها فهو يلقي بنفسه وسط النيران معرض حياته حميعها للخطر إنقاذًّا لأرواح وممتلكات، كما يكمل أن رجل الحريق فهو مجهز أكثر من غيره للتعامل مع فيروس "كورونا" فهو بطبيعة عمله يرتدي الكمامات الواقية والسترات المضادة للحريق، وبالتالي يصعب اختراق الفيروس لها، وأيضًا القفازات المثيلة لها.

اللواء علاء عبد الظاهر مدير إدارة الحماية المدنية السابق، أكد على ما صرح به جنود الحريق موضحًا أن دور رجل الحريق هو العمل تحت جميع الظروف أيًا كانت خطورتها وصعوبتها، وهو دائمًا ما يعرض نفسه للخطر ويتعرض بالفعل أحيانًا له، ولكن تلك هي مهامه ورسالته السامية.

أما عن تكرار حوادث الحريق بهذا التوقيت من العام على هذا النحو أكد علاء أن تلك المعدلات تشبه مثيلتها بالعام الماضي، مرجعًا أسباب كثرة الحرائق بهذه الفترة إلى ارتفاع درجات الحرارة مع بعض سلوكيات الأفراد الخاطئة والتي تحتاج إلى التوعية المستمرة.

يذكر أنه بالفعل في نفس هذا التوقيت من العام الماضي وقعت العديد من حوادث الحرائق، ففي 21 مايو، شبَّ حريق بمقر شركة أدوية بشارع السودان، وتمكنت الحماية المجنية من محاصرة النيران، وإخماد الحريق، وتبين نشوبه بسبب «شظية» امتدت إلى جزء من مقر الشركة، وانحصرت التلفيات في بعض التلفيات البسيطة.

أما في 22 مايو من نفس العام نشب حريق هائل في 15 فدان نخيل مثمرة، داخل قرية «البسلقون»، التابعة لمركز كفر الدوار، بمحافظة البحيرة، وعلى الفور تمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق.

وفي 23 مايو من العام الماضي أيضًا، نجحت قوات الحماية المدنية بشرم الشيخ في السيطرة على حريق هائل شب بأحد المولات التجارية بالسوق التجار القديم، بسبب ارتفاع درجة حرارة الطقس، حيث امتدت ألسنة اللهب لعدد من المحلات الموجودة بالمنطقة، وتمت السيطرة على الحريق، وقد بلغ حجم الخسائر 3 ملايين جنيه.