رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروم الأرثوذكس: إغلاق الكنائس حماية للمصلين فى وقت الوباء

الأنبا نيقولا
الأنبا نيقولا

أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، تحت شعار في زمن الأوبئة " الموقف بخصوص السجال القائم حول إغلاق الكنائس".

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن تلك هي رؤية الأب جان كلود لارشيه في الحديث الذي أدلى به في مقابلة أجراها حملت شعار "أصل الوباء الحاليّ وطبيعته ومعناه"، موضحا: "أنّ الشركات الرهبانيّة كلّها (بما في ذلك أديار جبل آثوس)، عبر إغلاقها أبوابها، اتّخذت القرار بحماية زائريها والحجّاج إليها من عدوى متبادلة، وبحماية أعضائها أيضًا، ما يسمح لهم بمواصلة الاحتفال بالقدّاس وإتمام إحدى مهامّهم الأساسيّة الّتي نحتاج إليها بشكلٍ خاصّ في هذه الفترة: الصلاة من أجل العالم".

وأضاف أن الأب جان قال: " إنه بخصوص السجال القائم حول إغلاق الكنائس، تجدر الإشارة أوّلًا إلى أنّ معظم الدول لم تأمر بإغلاق الكنائس، ولكنّها فقط حدّت الوجود فيها بعددٍ قليلٍ من الناس، ثم حدّدت زيارتها بأشخاصٍ منفردين؛ ولكنّ تدابير الحجر الصحّيّ جعلت التنقّل والزيارة مستحيلَين، مع ذلك، فالاحتفال بخدم القدّاس مستمرٌّ في معظم الكنائس المحليّة، من قبل الكاهن يرافقه مرتّلٌ وربّما شمّاسٌ وخادمُ هيكل (باستثناء اليونان حيث مُنعَ حتّى في الأديرة)".

وتابع: "لقد بنى متطرّفون نظريّاتٍ تتعلّق بمؤامرة، فرأوا أنّ وراء قرارات الدولة رغبةُ بعض المجموعات النافذة بتدمير المسيحيّة، لقد قارنوا ذلك بفترة الاضطهادات في القرون الأولى، داعين المسيحيّين إلى المقاومة، ومستشهدين بأمثلة الشهداء،إنّ هذه المواقف مبالغٌ فيها بالطبع، وموازاتها بعصر الاضطهادات تعسّفيّ، فالمسيحيّون لم يُطلب منهم أن ينكروا إيمانهم ويعبدوا إلهًا آخر لم تُغلَق الكنائس، والقيود المفروضة على ارتيادها مؤقّتة. إنّ الدول لم تَقُم سوى بواجبها لحماية السكّان عبر اتّخاذها الإجراء الوحيد المُتاح – أي الحجر الصحّيّ - لتحدّ من العدوى، وتتمكّن من توفير أفضل رعايةٍ للمرضى، وتحدّ من عدد الوفيات".

وأكمل البيان: "أودّ أن أضيف أنّ الكنيسة ليست مكانًا سِحريًّا معزولًا كليًّا عن العالم المحيط، حيث لا يمكن للمرء أن يُصاب بأيّ مرض، لا سيّما إذا كان شديد العدوى، صحيحٌ أنّ موقف الناس كان مختلفًا خلال الأوبئة في العصور القديمة، فقد كانوا يجتمعون في الكنائس وتتكاثر الزياحات ولكن ما ننساه هو أنّ الكنائس أصبحت أماكن للمدنفين، ولذلك، خلال الأوبئة الكبيرة الّتي عرفتها الإمبراطورية البيزنطيّة، لم يكن من النادر أن تتكدّس مئات الجثث في الكنائس".

واستطرد: "من واجب الكنيسة أن تحمي صحّة المؤمنين وحياتهم، وأن تحمي أيضًا مَن قد ينقل المؤمنون العدوى إليهم في الخارج، وعليها أيضًا ألاّ تعقّد عمل الفريق الطبيّ الّذي قد لا يتمكّن من معالجة الجميع إذا كانت المستشفيات ممتلئة، فيضطرّ إلى أن يفرز أي أن يهمل الأشخاص الأضعف ويتركهم يموتون، إضافةً إلى ذلك إذا وُجد موتى كثيرون في الوقت نفسه، لن يكون بالإمكان تجنيزهم، وشعرنا جميعًا بالحزن لرؤية موكبًا من شاحنات الجيش في إيطاليا، تقود عشرات الموتى مباشرةً إلى محرقة الجثث، من دون إمكانيّة أيّ حضورٍ عائليّ أو دينيّ، وفي الصين أُحرقت آلاف الجثث بالتسلسل، ولم تتمكّن العائلات إلاّ بعد أسابيع عدّة من أن تأتي لأخذ رماد أهلها المتوفّين، عن منصّاتٍ تكدّست فيها الجِرار الجنائزيّة".