رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شكرًا عادل إمام "القبطي"




شكرًا عادل إمام، الفنان المصري الوطني العظيم، الرمز الشعبي وأحد أهم فناني العرب. الفنان المصري الخالص، الذي أصَّل لأهمية دور الفن في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب بكل شجاعة ورشاقة وإيمان، شكرًا عادل إمام الفنان المصري الوطني الذي أشار في معظم أعماله لأهمية قبول الآخر والعيش المشترك وأهمية التنوع داخل المجتمع المصري.

شكرًا عادل إمام، الذي جسد في ٦٠ عامًا نموذجًا حيًّا لبناء القوى الناعمة الفاعلة في المجتمع المحلي والدولي، ومسؤوليتها في المواجهة الشاملة لجميع أمراض الوطن، وتحمُّل مسؤولية الفن كجزء من المهمة، وشكرًا على تحمل المسؤولية في أوقات شديدة الصعوبة والنهوض بالفن والثقافة، وتعزيز سلاح الفن للمواجهة، والبناء المعرفي والثقافي في الريف والحضر، والحفاظ على حيوية السينما والمسرح في كل أنحاء الجمهورية لعقود، بجانب دعم صناعة السينما والفرق المسرحية، والحفاظ على مساحة الإبداع، وتحقيق الرسائل الفنية الهادفة للجماهير، والمساهمة في نشأة عقول منفتحة، محصنة ضد محاولات الاستقطاب والعنف، أو التطرف بمختلف أشكاله.

شكرًا عادل إمام، الفنان المصري على عدم مشاركة الإرهابيين والإرهاب في أي فكرة أو حتى عُرف، شكرًا على مواجهة الإرهابي الذي حمل السلاح والمتطرف الذي ارتكب الجرائم ضد المجتمع، والتصدي لهؤلاء الإرهابيين أعداء الحياة، شكرًا للوقوف صلبًا أمام فكر التطرف والإرهاب أو التعصب، ومواجهته بالفن، شكرا للاجتهاد في بناء عقول منفتحة على الحياة، محبة للسلام، تحترم الآخر أيًّا كانت الاختلافات.

شكرًا عادل إمام جدا على فيلم "حسن ومرقص"، وفيلم "الإرهاب والكباب"، وفيلم "المنسي"، والذي يعكس الحالة العامة الشعبية ومحاولة الدفاع عن حقوق المهمشين الفقراء، والمنبوذين المقموعين، وفيلم "الإرهابي"، الفيلم الذي خاطر بحياته واستقرار أسرته بسببه، وواجه أخطر ما في الحياة من أجل تعظيم قيمة الحياة، والكثير والكثير، "الأفوكاتو وطيور الظلام وحتى لا يطير الدخان و النوم في العسل و الحريف" ، شكرًا.

شكرًا عادل إمام لأنك ناقشت كل هذه القضايا الجادة والخطيرة بكل سلاسة، ورسمت ضحكة دون اصطناع أو تلفيق على شفاه الجميع، شكرًا.

إن كلمة الشكر هذه تليق، بل هي واجبة، لفنان مصري وطني كبير، أدى رسالة عظيمة على مدار تاريخ طويل من العطاء، وله الحق في أن يستريح من أعباء هذه المهمة، وأن يضع سلاحه جانبًا، وهو قد سلَّم الشعلة لمناضلين آخرين يشقون طريقهم في مناقشة قضايانا الجديدة بلغتنا الجديدة، من خلال إتاحة فرص لهم في أعظم أعماله.

يزخر تاريخنا الأدبي الفني والرياضي والفكري بأعلام ورموز تقاعدوا واعتزلوا وهم في قمة مجدهم وعظمة مكانتهم الكبيرة، وسيظلون منقوشين في وجدان وعقول الشعوب والجماهير المختلفة، بجميع شرائحهم وتركيباتهم، بعد أن جعلت منهم ثقافة الاعتزال أيقونة محفورة في وجدان الجميع، ورمزًا يحتذي به الجميع.