رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حلوى وممر شرفي» في استقبال ممرض بعد عودته من الحجر الصحي بالإسماعيلية

أهالي الإسماعيلية
أهالي الإسماعيلية

في الوقت الذي يلقى فيه عدد من أفراد الطاقم الطبي بمستشفيات عزل مصابي فيروس كورونا المستجد، بعض المضايقات من الأهالي عند عودتهم لمنازلهم، شهدت قرية العطارة بمدينة المستقبل في محافظة الإسماعيلية، استقبال حافل لممرض عائد من مستشفى النجيلة المركزي بمحافظة مرسى مطروح، -المخصصة لاستقبال مصابي فيروس كورونا المستجد، احتفالًا ببطولته في مواجهة هذا الفيرس طوال 75 يومًا قضاها في علاج مرضى كورونا، واستقبله أهالي العطارة، بممر شرفي، وإلقاء حلويات عليه، احتفالًا بعودته.

وقال الممرض أحمد صبحي غنيم، الذي عمل داخل مستشفى النجيلة المركزي، إنه فوجئ باحتفال أصدقائه بعودته، فلم يتوقع أنهم سيتقبلونه بهذه الحفاوة، مضيفًا أن هذا الاستقبال بمثابة عامل محفز لاستكمال حربه ضد كورونا، مشيرًا إلى أنه متواجد في مستشفى النجيلة في فريق الانتشار السريع، منذ 75 يومًا لم يرى فيهم أهله وأصدقاءه، وكان يخشى موقف عودته إليهم، فبعض زملائه العائدين مستشفيات العزل كان يخاف المواطنين التعامل معهم في وقت إجازتهم، إلا أن احتفال زملائه أدخل البهجة عليه.

وأضاف «غنيم» خلال حديثه لـ "الدستور"، إنه ضمن فرق الانتشار السريع التابع للرعاية الحرجة والعاجلة، وكان يعمل في مستشفى القنطرة غرب، وتم ترشيحه ليكون ضمن الفريق الذي استقبل العائدين من ووهان في فندق المشير الذي تم تجهيزه ليكون حجر صحي.

وأوضح أن فريق الانتشار السريع هو الفريق المسؤول عن تأمين اجتماعات رئيس الجمهورية، ويتم توزيعهم في أماكن الكوارث أو المستشفيات التي في حاجة إلى تمريض ويعتمد عملهم في المقام الأول على الرعاية المركزة والاستقبال والطوارئ والحضارات، مشيرا إلى أن بعد إعلان خبر إصابة المهندس الكندي تلقي إشارة ليكون ضمن الفريق المرسل إلى مستشفى النجيلة المركزي.

وأضاف أنه في يوم 1 مارس وصل هو وفريقه إلى مستشفى النجيلة المركزي وسط ترحيب شديد من إدارة المستشفى، وبعد تسكينهم تفقدوا أقسام المستشفى ثم تم عقد اجتماع مصغر مع فريق مكافحة العدوى لشرح كيفية التعامل مع المصابين وطرق الوقاية، وتم توزيع الحالات عليهم.

"وسط غرفة مغلقة وارتداء الواقيات يتم رعاية مصاب كورونا" بتلك الجملة أوضح " أحمد " أنه بعد اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وارتداء الواقيات والتي وصفها "البدلة المتعبة" بدأ في رعاية المصابين مرددا "أول مره أشعر بسخونية شديدة بعد ما خلصت شغلي وخلعت الواقيات حسيت اني رجعت للحياة مرة تانية".

وتابع أن المصابين أنواع إيجابي دون أعراض، ارتفاع في درجة الحرارة مع صداع، ارتفاع في درجة حرارة مع ضيق تنفس" وجميعهم يتعرضون إلى حالة نفسية شديدة واكتئاب، وذلك نظرا لما يدور في ذهنهم من أنهم مصدر للعدوى وأصابوا أشخاص مقربين لهم، موضحا أنه كان دائما الداعم النفسي لهم ويقوم بالمزاح معهم طوال الوقت بعد ارتداء الواقيات "البدلة المتعبة" مرددا "كانت أهم حاجة عندي نفسيتهم".

وروى أن من أكثر الحالات التي أثرت به أثناء رعاية مصابي كورونا عندما أصيب صديقه وتم عزله وشاهده وهو يتألم فكان يرعاه وذات يوم قام بالجلوس بجانبه بعد ارتداء الواقيات وهو يبكي عليه بصمت خوفا من أن يشعر به وهو يبكي "زميلي في السكن كان بينام في السرير اللي جنبي، زعلت جدا عليه وتخيلت إني ممكن كنت ابقى مكانه وفضلت جمبه لحد ما راح في النوم".

واختتم ملاك الرحمة حديثة لـ"الدستور" متمنيا انتشار الوعي بين المصريين بطرق كثيرة لأن فيروس كورونا هو معركة وعي، مطالبا من وزارة الصحة أن تجري مسحات لهم لكي يكونوا مطمئنين أثناء تعاملهم مع أسرهم بعد ذهابهم إلى منازلهم "دي أبسط حقوقنا" موجها رسالته للمواطنين قائلا "خاف على غيرك بقدر خوفك على نفسك علشان لو حد اتعدى منك وحصلة حاجه إنت مش هتسامح نفسك".