رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحاربون الصغار.. أطفال متعافون من «كورونا»: «انتصرنا على الموت»

جريدة الدستور

صغار ورضع وجدوا أنفسهم فى مواجهة فيروس «كورونا المستجد»، الذى يفتك بالعالم دون أى استعدادات، حتى قدرتهم منظمة الصحة العالمية بنحو ١٠٪ من المصابين، لكنهم نجحوا فى التغلب على المرض، والعودة إلى أحضان ذويهم وحياتهم الطبيعية.
«الدستور» تتحدث إلى عدد من هؤلاء «المحاربين الصغار»، الذين خاضوا هذه الحرب الشرسة ضد الفيروس، وترصد لحظات الألم والمعاناة التى عاشوها مع المرض، داخل مستشفيات العزل الصحى، بالإضافة إلى كيفية تغلبهم على هذا الوباء.

حبيبة مصطفى: أنا بطلة هزمت المرض فى أسبوعين بفضل مساندة الله وأسرتى

قالت حبيبة مصطفى، البالغة من العمر ١٤ عامًا، إن إصابتها بدأت بشعورها ببعض الآلام فى جسدها، مع الصداع والسعال المتواصلين، لكنها كانت تظن أنه مجرد «دور أنفلونزا موسمية»، الذى عادة ما يصيبها فى فترة تغيير الفصول. وأشارت إلى أن والدتها قررت، بعد مرور بعض الوقت وتزايد الأعراض، إجراء تحليل لها، وظهرت النتيجة بعد ٢٤ ساعة لتؤكد إيجابية إصابتها بالفيروس، ومع فحص كل أفراد العائلة ثبتت إصابتهم جميعًا بالوباء. وأضافت عن تلك اللحظة: «شعرت حينها أنه لا مهرب من الموت وأنه قدرى، وكتب الله علىّ أن تكون نهايتى بكورونا، رغم أنى كنت أنفذ كل الإجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بالفيروس، لكن شاء الله وأصبحت مصابة». وأشارت إلى أنها قضت فترة العزل الصحى برفقة أسرتها، محاولين مساعدة بعضهم على تجاوز الأزمة، حتى مروا بها جميعًا وتجاوزوها، متابعة: «هذه المرة الأولى التى أشعر فيها بأننى بطلة قادرة على خوض معركة مع الموت والانتصار عليه فى أسبوعين فقط بعد مساندة الله لى فى هذه الأزمة».

اللعب والرسم أسلحة مروة سراج ضد المرض

«تعلمت الصبر والانضباط بعد إصابتها بالوباء وتعافيها منه».. بهذه العبارة بدأت والدة الطفلة مروة سراج، ٨ أعوام، حديثها عن التجربة التى مرت بها ابنتها، وقضائها ١٤ يومًا فى مستشفى العلمين للحجر الصحى.
وقالت والدة الطفلة: «نحن من إمبابة، وانتقلت عدوى الفيروس لى ولابنتى عن طريق الأب، الذى يعمل تاجر ملابس فى منطقة الموسكى بالقاهرة، وبمجرد نقلنا لمستشفى الحجر الصحى شعرت ابنتى بالخوف الشديد، بسبب ما سمعته وما رأته، لكن وجودى إلى جانبها فى نفس الغرفة منحها الطمأنينة».
وأشادت بحرص الأطباء على الدعم النفسى لجميع مرضى «كورونا»، خاصة الأطفال، مضيفة: «أحب أن أشكر ممرضًا يدعى أحمد الغزالى، الذى كان يشرف على حالة ابنتى، فأنا أرى أن له دورًا كبيرًا فى تعافيها، حيث كان يحرص على أن يشاركها اللعب ويهديها الحلوى يوميًا، ويتحدث معها ويؤكد لها إمكانية التعافى من الفيروس».
وتابعت: «المستشفى دعم ابنتى وقدم لها ورق الرسم والألوان لكى تستغل فترة الحجر، وكان الأطباء يغنون للأطفال، وهذا جعل مروة تنتظم فى العلاج وتفهم الكثير من الأمور التى تسبق سنها».
واختتمت: «نعتبر إصابة الأسرة بالفيروس اختبارًا كبيرًا، قد يكون أصعب اختبار اجتزناه، وجعلنا الأمر أكثر تماسكًا وترابطًا، واتفقنا على توعية الأهل والجيران بضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، على رأسها التباعد الاجتماعى».


والدة الرضيعة نور: مناعتها قاومت الوباء دون تناول أى علاج

انتقل «كورونا» إلى الرضيعة نور محمد، التى لا يزيد عمرها على ٣ أشهر، بعد إصابة والدتها بالمرض، جراء مخالطة والدها الطبيب، ما استدعى عزلهم جميعًا فى مستشفى العجمى للعزل الصحى بالإسكندرية، بعد التأكد من إيجابية إصابتهم.
وقالت والدة الرضيعة: «نور لم يمكنها تلقى أى علاج لصغر سنها، لذا كانت مناعتها وحدها هى التى تقاوم المرض، بالإضافة إلى ما تتلقاه منى من علاج عن طريق الرضاعة، إلى أن أتم الله نعمته بالشفاء من هذا الفيروس».
وقدمت الشكر إلى رجال «الجيش الأبيض»، من أطقم التمريض والأطباء، لرعايتهم الكاملة لأسرتها ولكل المرضى داخل مستشفيات الحجر الصحى، ومجهوداتهم من أجل الحفاظ على سلامة وصحة المواطنين.
وشددت على أن الدعم النفسى الذى يقدمه الأطباء لأهالى المصابين ساعد كثيرًا فى تحمل الأزمة، مضيفة: «كان الأطباء يجلسون معنا أكثر من ٣ مرات يوميًا بعد إصابة طفلتى الرضيعة، لتهوين الأمر وطمأنتى على حالتها الصحية».

لمار احتفلت بميلادها فى العزل.. والكمامة لا تفارقها الآن

قالت هبة النشار، التى خاضت هى وزوجها وابنتها «لمار»، تجربة الإصابة بفيروس «كورونا» والتعافى منه، إن العدوى انتقلت إليهم عن طريق شقيقتها التى تعمل ممرضة، وبمجرد ظهور الأعراض عليهم أبلغوا وزارة الصحة وخضعوا للفحص، فثبتت إصابتهم بالفيروس، مضيفة: «كان الأمر مثل الصاعقة، لكن رغم كل هذا الضغط وجدت ابنتى تضم يدى بقوة وتطمئننى».
وكشفت عن أن الأطباء بمستشفى الحجر الصحى احتفلوا بعيد ميلاد ابنتها، ٩ أعوام، موضحة ذلك بقولها: «عندما علم الأطباء بموعد عيد ميلاد لمار أحضروا لها الحلوى، وأقاموا حفلًا صغيرًا، ضم بعض الممرضين والأطباء، والتزم الجميع بالتباعد، وذلك بعدما رأوا أنها تتأثر نفسيًا إن مر يوم مولدها عاديًا فى الحجر الصحى، فأصروا على إسعادها فى هذا اليوم».
وواصلت: «الطواقم الطبية تسعى دائمًا لمساعدة الأطفال فى هذه المحنة، وتجلب لهم الفوانيس والزينة والهدايا، حتى يعيش المرضى الأجواء الرمضانية داخل غرف الحجر».
واختتمت: «لمار تغيرت منذ خروجها من الحجر الصحى، فأصبحت تحرص على النظافة الشخصية وتعقيم يدها بالكحول بشكل دورى، وأصبحت ترتدى الكمامة إن خرجت من المنزل، وأتمنى تعافى جميع المصابين بفيروس كورونا».


والدة ملك السيد: بكت من الخوف.. وتجاوزت الأزمة بالدعم النفسى

قالت والدة الطفلة ملك السيد إنها فوجئت بإصابة ابنتها بالفيروس، على الرغم من أنها ملتزمة بالبقاء فى المنزل منذ ظهور المرض، لكن شاء الله أن تنتقل العدوى للأسرة بأكملها، ثم أنعم عليهم بالتعافى، بعد قضاء ١٤ يومًا فى الحجر الصحى.
وأضافت والدة «ملك»: «ابنتى لم تكمل عامها الـ١١ بعد، وكانت تبكى خوفًا من الموت بعد علمها بإصابتها وإصابة الأسرة، لكن بدأت حالتها الصحية والنفسية تتحسن باتباع تعليمات الأطباء، الذين يحرصون على التخفيف عن الأطفال بوسائل الترفيه، كما أن وجودى إلى جانبها فى الغرفة خفف عنها».
وأشارت إلى أن ابنتها «كانت تقول لى إن الفيروس ينهش فى جسدها وإنها تشعر باقتراب الموت، وكنت أطمئنها وأخفى عنها شعورى بالألم، ولكن مع الالتزام وتلقى العلاج ودعم من حولنا تعافينا جميعًا».
وتابعت: «التجربة جعلتنا نؤمن بأهمية التباعد الاجتماعى ومنع الزيارات والنظافة الشخصية، وضرورة ارتداء الكمامات الطبية عند الخروج من المنزل».