«التهامي».. طبيب بدرجة إنسان من الرعاية إلى معالج نفسى بالعلمين

طبيب بدرجة إنسان.. عاش ملحمة طبية داخل مستشفى العلمين النموذجي منطقة العزل الثانية في محافظة مطروح، وأدى واجبه الوطني وشارك في علاج المصابين لعبور أزمة تفشي فيروس كورونا، ولم يؤدٍ مهام عمله كطبيب رعاية مركزة فقط، بل كان الداعم النفسي لبعض الحالات المحتجزة داخل المستشفى.

قال طبيب الرعاية المركزة أحمد التهامي، خلال حديثه لـ"الدستور"، إنه تم ترشيحه ليكون ضمن الطاقم الطبي الأول لعلاج المصابين داخل مستشفى العلمين النموذجي بعد تجهيزه وتحويله ليكون منطقة لعزل لمصابي كورونا.

وأوضح أنه وسط إجراءات احترازية مشددة يبدأ العمل داخل الرعاية المركزة باستقبال الحالات الخطرة من قسمين، الأول قسم الطوارئ والآخر من القسم الداخلي، مشيرًا إلى أن مصاب كورونا يتم استقباله في الرعاية المركزة عندما تقل لديه نسبة تشبع الدم بالأكسجين أو عندما تكون لديه أى أمراض مزمنة وحسب درجة وعيه.

وأضاف أنه يتم تقدير درجة الوعي لمصاب الكورونا بعد دخوله الرعاية المركزة حسب حركة العين والحديث والحركة بالإضافة إلى وجود جهاز التنفس الصناعى بجانبه، حيث إن درجة الوعي من 15 فعندما تقل درجة وعي المصاب عن 10 يتم تجهيز أنبوبة حنجرية وجهاز تنفس صناعي وعندما تقل عن 9 يتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي.

وتابع: أنه بعد تحديد التاريخ المرضي والعلاجي للمصاب يتم إجراء فحوصات شاملة له لبدء التعامل معه وعلاجه وفقًا للبروتوكول الذي وضعته وزارة الصحة لحين تحسن حالته الصحية ونقله من الرعاية المركزة إلى العزل ثم القسم الداخلي.

وروى أن من أكثر الحالات التي أثرت به داخل الرعاية المركزة عندما تحولت نتائج فحوصات مصابة بعد أسبوع من رعايتها داخل الرعاية المركزة من إيجابي إلى سلبي ونقلها إلى غرفة عزل لكي لا تصاب بالفيروس مرة أخرى قامت بالبكاء، وتوهمت أن تم نقلها لتكون بمفردها استعدادًا للموت وكانت تردد "انتو خلاص بتجهزوني عشان أموت أنا كده قربت أموت"، فقرر على الفور أن يكون الداعم النفسي لها.

واستكمل أنه قام بالجلوس بجانبها قائلا: "بصي يا ست الكل إحنا هنا زي ولادك وموجودين كلنا هنا عشان نرعاكي وتبقي كويسة " فرددت السيدة:  "يعني مش هموت بالله عليك.. يعني هطلع وأجوز بنتي "، فرد عليها قائلا " حالتك أحسن من كل الحالات التانية عشان كدا بعدناكي عنهم، وإن شاء الله نكمل علاج صدرك ولو طلع تحليلك سلبي تاني تروحي بيتك لبناتك علي طول "، وظلت متوهمة لأيام وكان يقوم بالمزاح معها وزيارتها دائمًا هو وطاقم التمريض حتي تحسنت وخرجت من المستشفي.

وأكد أنه بعد خروجه من منطقة عزل العلمين قام بعزل نفسه داخل منزله بمفرده خوفًا على أسرته، مطالبًا بأن يتم إجراء مسحات للطاقم الطبي أكثر من مرة بعد الانتهاء من أيام العمل داخل المستشفى للاطمئنان على أنفسهم لتقليل أيام العزل الذاتي وعدم الخوف أثناء تعامل الطاقم الطبي مع أفراد أسرتهم.

واختتم الطبيب الإنسان حديثة لـ "الدستور" قائلا: " اللي قدرت استنتجه في الفترة اللي فاتت أننا بنحارب فيروس مش عارفين حاجة عنه والحالات مش شبه بعض، الخلاصة أننا قدام مرض لعين ماشي زي النار في الهشيم والأعداد عمالة تزيد والناس واخدين الموضوع بهزار وتريقة واستخفاف "، موجهًا رسالته للمواطنين قائلا " ارجوكم التزموا منازلكم والبسوا الكمامات واستغلوا العشر الاواخر من رمضان في الدعاء لرفع الغمة والبلاء لأن الدعاء هو الحاجة الوحيدة اللي بتغير القدر".