رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس ناعيًا الأنبا رويس: نودع إنسانًا عاش على الأرض ولم يكن منها

البابا تواضروس
البابا تواضروس

نعى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا رويس، قائلا: "نودع على رجاء القيامة وفي أيام الفرح مثلث الرحمات نيافة الأنبا رويس الأسقف العام ونودعه إلى مواضع النور التي كان يسكن فيها، فهو بالحقيقة ينطبق عليه العبارات التي قالها المزمور الساكن في عون العلى يستريح في ظل إله السماء".

وتابع قداسته خلال صلوات الجناز للأسقف الراحل الأنبا رويس قائلًا: "هذا الإنسان المبارك الذي عاش حياته كلها مكرسًا كل يوم من أجل المسيح وعاش هذه الحياة مشتاقًا إلى السماء منذ أن وعى هذه الدنيا، نحن يا أخوتي الأحباء عندما نقف في هذه الأوقات ونودع أحباءنا، كثيرًا عندما نودع إنسانًا فاضلًا نشهد له جميعنا بسلوكه وحياته وبكل كلامه ووداعته وعندما نودعه نشعر في قلوبنا برنة فرح لأننا نودع إنسانًا عاش على هذه الأرض ولم يكن منها، عاش وسط البشر ولكن عاش في حالة سمو وحالة جهاد روحي نقي، ونودعه وهو يسمع كلمات بولس الرسول ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه ويحبون اسمه ويحبون خدمته وهذا ينطبق على حبيبنا الذي نودعه".

وأضاف قائلًا: "في هذا اليوم نيافة أنبا رويس من بكور حياته وهو بعمر ٢٣ سنة تقريبًا ذهب إلى البرية لكي ما يكرس حياته كلها وربما هو ذهب إلى البرية، ولكن كانت البرية تعيش فيه وكان محبًا للحياة النسكية وحياة البرية منذ أن وعى الدنيا وبعد أن أكمل تعليمه ذهب في زمن حبرية القديس البابا كيرلس السادس لكي ما يترهب في دير السريان العامر وفي عام ٦٣ دخل الدير، عاش الحياة الرهبانية في كل عمقهان وأحد ملامح الحياة الرهبانية أيها الأحباء حالة الصمت والسكون الداخلى ما نسميه "سلام" وفي عام ١٩٦٠ حاول المتنيح البابا كيرلس أن يختاره لكي ما يكون أسقفًا في دمياط فاعتذر واعتكف، "مضيفًا: "ويقولون أنه هرب من هذه النعمة وأتذكر هذا الخبر، ومثلث الرحمات الأنبا رويس كلفه البابا شنودة أن يتابع الخدمة في كندا ولم يكن فيها أساقفة وكانت بها عدد قليل من الأباء والكنائس، وكان يذهب إليها ويفتقدها ويجري معهم كل المناسبات الكنسية في هدوء شديد كهدوء امتداد الجذور في الأشجار، وهي تحمل شجرة عالية كثيرة الفروع هكذا كان حبيبنا الذي نودعه هدوئه واضح كلماته معدودة وهو بالحقيقة الساكن في عون العلي".