رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صلوا من أجل الإنسانية».. شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان اجتمعا لرفع الوباء

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب

ألقى اليوم الخميس، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، كلماتهما استجابة للدعوة التي أطلقتها «اللجنة العليا لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية» بالصلاة والدعاء من أجل الإنسانية والتقرب إلى الله لدفع وباء كورونا عن العالم.

وقال شيخ الأزهر إننا إذ ندعو العالم للتوجه إلى العلي القدير، والتقرب إليه بالعبادة والدعاء، فإننا -في الوقت نفسه- نستحث في البشرية جمعاء هذه الواشجة الجامعة واللُّحمة المشتركة بين أبنائها، ألا وهي لُحمة الأخوة الإنسانية، من أجل استعادة اكتشاف قيم العدل والسلام والتعايش والمساواة بين البشر جميعًا، مؤكدا بالغ الاحترام لخصوصيات العقائد والأديان والشعائر، ومع الإيمان التام بأهمية العلم وتقدير جهود الباحثين والعلماء، والثناء العاطر على كفاحهم في مواصلة البحث عن علاج ناجع لإنقاذ البشرية من هذا الوباء.

وأثنى فضيلته على دعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وقال إنها دعوة صادقة مخلصة للتوجه لمن بيده ملكوت كلّ شيء، والتضرع إليه، بالصَلاةِ والدعاء والإنابة إليه واللجوء إلى حولِه وقوته، من أجلِ أن يعجل كشفَ هذه الغمة عن عبادِه، وأن يعافيهم من عواقبِها وتداعياتها، وأن يَشفي المرضى ويرحم الموتى بفضله ومنه ورحمته، مستحثًا فضيلته في البشرية جمعاء لحمة الأخوة الإنسانية، من أجل استعادة اكتشاف قيم العدل والسلام والتعايش والمساواة بين البشر جميعًا.

ودعا فضيلة الإمام الأكبر إلى جعل هذا اليوم ذكرى محفورة في تاريخ البشرية نستعيدها كل عام، لننطلقَ منها نحو عالم تسوده المودة وتعلو فيه ثقافة الاختلاف والتنوع، وتختفي فيه نزعات العُنصرية والتعصب وكراهية الآخر، ويحل التكافل والتعاون محل القطيعة والعدوان، ويكون هذا اليوم تاريخًا شاهدًا على عزمنا وتصميمنا على وقف الحروب وسفك الدماء، مقدمًا فضيلته الشكر للطواقمِ الطبيَّةِ والعلماء والباحثين عن علاج يدفع عنا فيروس كورونا.

وقال: وإني باسم الأزهر، بل باسمِ كل أخ وأخت لي في الإنسانية، أشكرُ كلَّ فردٍ من أفرادِ الطواقمِ الطبيَّةِ، وكل عالِمٍ وعالِمةٍ، وباحث وباحثة عن علاج يدفع عنا غائلة هذا الوباء، وأشكر كلَّ صاحبِ مبادرةٍ، أو مشروعٍ إنسانيٍّ، فردًا كان أو مُؤسَّسةً، يكافح في هذه المعركة وأدعو الله أن يوففقهم وأن يجعلَهم ذُخرًا للإنسانية جمعاء.

من ناحيته، قال قداسة البابا فرنسيس، إن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية نظمت اليوم يومًا للصلاة والصوم للطلب من الرب الرحمة والشفقة في هذه المرحلة المأساوية من الوباء، فجميعنا إخوة وقد كان القديس فرنسيس الأسيزي يقول: "الجميع إخوة"، مطالبا الجميع، رجالا ونساء من جميع الطوائف الدينية، بأن يتحدوا في الصلاة والتوبة لطلب نعمة الشفاء من هذا الوباء.

وأضاف قداسة البابا فرنسيس، نصلّي جميعنا إخوة وأخوات من جميع الطوائف الدينية، يوم صلاة وصوم وتوبة تنظّمه اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، كل فرد منا سيصلّي وستصلّي أيضًا الجماعات والطوائف الدينية: سيرفعون الصلاة إلى الله، جميعهم كإخوة، متّحدين في الأخوّة التي تجمعنا في هذه المرحلة الأليمة وفي هذه المأساة.

تابع قداسة البابا فرنسيس:"خلال الأشهر الأربعة الأوائل من هذه السنة توفي ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف شخص بسبب الجوع: هناك وباء الجوع. خلال أربعة أشهر حوالي أربعة ملايين شخص، وصلاة اليوم هي لكي نطلب من الرب أن يوقف هذا الوباء الذي ينبغي عليه أن يجعلنا نفكّر في الأوبئة الأخرى الموجودة في العالم وهي كثيرة! وباء الحروب والجوع وغيرها. لكن الأهم هو أننا اليوم، وبفضل شجاعة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية قد دُعينا جميعًا لنصلّي كلٌّ بحسب تقليده ونقدِّم يوم توبة وصوم وأعمال محبّة ونساعد الآخرين".