رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المسيح الدجال» في الأديان الثلاثة.. دراسة للأنبا نيقولا

المسيح الدجال
المسيح الدجال

نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، دراسة، تحت شعار"ما بين "ضد المسيح" وبين "المسيح الدجال".

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في دراسته المنشورة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "بسبب فيروس كورونا وخبر عن حقن البشر بشريحة إليكترونية، نشط بعض المسيحيين بالتكلُم عن أن هذا هو زمان (المسيح الدجال)، وكذلك هناك مَن استخدم سفر الرؤيا للتكلم أيضًا عن (المسيح الدجال)، حتى من بعض الكهنة، كما قابل البعض بين عبارة (المسيح الدجال) وبين عبارة ضد المسيح، بالقول (اللفظة المقابلة لعبارة المسيح الدجال أو ضد المسيح، في اليونانية هي Antichristos تعني في الأساس من يأخذ مكان المسيح، ثم صارت تعني أيضًا مَن هو ضد المسيح)".

وتابع: "وردت هذه العبارة أو المصطلح أو التعبير ضد المسيح ثلاث مرات في رسالة يوحنا الأولى، دون سواها من الإنجيل المقدس، (2: 18) (وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ ἀντίχριστος يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ)؛ (22:2) "مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ ἀντίχριστος؛ (4: 3) وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ ἀντίχριστος الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي)، لذلك مسيحيا عند التكلم عن المُسحاء الكذبة والأرواح الكذبة (النبوآت الكاذبة) استخدام العبارة أو المصطلح أو التعبير الذي ورد في الإنجيل المقدس وهو (ضد المسيح)، وكذلك عند شرح أو الاستشهاد بسفر الرؤيا".

وأكمل: "إسلاميًا، ورد ذكر (المسيح الدجال، أو الدجال الأعور)، يقول الإمام فخر الدين الرازي في تفسير كبير (وأمّا المسيح الدجّال فإنّما سُمّي مسيحًا لأحد وجهين أولهما لأنّه ممسوح العين اليمنى، وثانيهما لأنّه يمسح الأرض أي يقطعها في زمن قصير لهذا قيل لهُ دجّال لضربهِ في الأرض وقطعهِ أكثر نواحيها، وقيل سُمّي دجّالًا من قوله دَجَلَ الرجلُ إذا مَوَّه ولبَّس، كما يقول (لم يرد ذكر المسيح الدجال صراحة بالنص في القرآن لكن بعض المفسرين يرون أن هناك آيات تدل عليه في القرآن مثل الآية 158 من سورة الأنعام (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)، بينما ورد ذكره صراحة في السنة النبوية المطهرة، وذلك في عديد من الأحاديث مثل حديث تميم الداري".

واستطرد:"والمصادر الإسلامية في السيرة النبوية والأحاديث الصحيحة عن نبي الإسلام محمد غنية بأخبار وأحاديث الدجال، مثل الحديث الذي قاله محمد نبي الإسلام الذي فيه تشبيه للدجال (حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سريج حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر قال- قال رسول الله أراني في المنام عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما ترى من الرجال لمة قد رجلت ولمته تقطر ماء واضعا يده على عواتق رجلين يطوف بالبيت رجل الشعر، فقلت من هذا فقالوا المسيح بن مريم، ثم رأيت رجلا جعدا قططا أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن واضعا يديه على عواتق رجلين يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح الدجال) (مسند الإمام أحمد بن حنبل)".

وأضاف: "يهوديًا، لم يرد ذكر ضد المسيح أو المسيح الدجال، إن اليهود لا يؤمن بأن يسوع، الذي صنع المعجزات وأحيا الموتى وعُلق على الصلب، هو المسيح، وذلك لاختلاف منهجه عن اعتقادهم وتصورهم لشخصية المسيح؛ ففي الديانة والإسخاتولوجيا اليهودية (علم الآخرة أو الأيام الأخيرة) المسيا أو المسيح هو ملك اليهود المستقبلي من نسل النبي داود، والذي سوف يكون ممسوحًا بالمسحة المقدسة ليُنصب حاكمًا على الشعب اليهودي جالبًا معه بداية العصر المسياني".

واختتم: "فيسوع الناصري الذي ادعى أنه المسيا (المسيح) وصلب بأمر المحكمة وقتل بالخطايا فهو لم يكن المسيا، وقد سبق وتنبأ عنه النبي دانيال (11: 14) (وَفِي تِلْكَ الأَوْقَاتِ يَقُومُ كَثِيرُونَ عَلَى مَلِكِ الْجَنُوبِ، وَبَنُو الْعُتَاةِ مِنْ شَعْبِكَ يَقُومُونَ لإِثْبَاتِ الرُّؤْيَا وَيَعْثُرُونَ)، فالملك الممسوح حقًا هو المقدر له إقامة واستعادة مملكة داود وإعادة أمجادها الغابرة، في سيادتها المستقلة وفي سلطتها القائمة بذاتها، وسوف يبني الهيكل أو المعبد في أورشليم (القدس) وسوف يعيد جمع شمل اليهود المشتتين في العالم معا، وسوف يعاد تطبيق كل الشرائع في أيامه كما كانت من قبل، سوف تقدم الذبائح والأضاحي وتحفظ أيام السبت وأعياد اليوبيل طبقا لجميع سلوكياته وأخلاقياته المدونة في التوراة، وكل من لا يؤمن به أو لا ينتظر مجيئه، لن يكون فقط يتحدى ويقاوم ما قاله الأنبياء، بل سيكون رافضا للتوراة ولموسى معلمًا، فالتوراة تشهد له في سفر التثنية (3:30-5) (يَرُدُّ الرَّبُّ إِلهُكَ سَبْيَكَ وَيَرْحَمُكَ، وَيَعُودُ فَيَجْمَعُكَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ بَدَّدَكَ إِلَيْهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ، إِنْ يَكُنْ قَدْ بَدَّدَكَ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ، فَمِنْ هُنَاكَ يَجْمَعُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَأْخُذُكَ، وَيَأْتِي بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي امْتَلَكَهَا آبَاؤُكَ فَتَمْتَلِكُهَا، وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ وَيُكَثِّرُكَ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكَ)".