رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التنمية الثقافية» ينشر قصيدة «يا باعث السحر» للشاعر حسن الصيرفى

الصيرفى
الصيرفى

نشر صندوق التنمية الثقافية، منذ قليل، قصيدة "يا باعث السحرِ " للشاعر حسن كامل الصيرفى، وذلك عبر صفحة الصندوق على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"؛ وإليكم نص القصيدة:

هذا نشيدُكَ، فاسمعْ ساحرَ النَّغمِ!

أصوغُهُ من فؤادٍ لم تمُرَّ بهِ

سحابةُ الحقد، أو إلمامةُ النِّقَم

من كلِّ خفقةِ قلبي صُغْتُ أَحرُفَهُ

وكلِّ نبضةِ عرقي واضطرامِ دمي

أنقى من الطَّلِّ راحَ الصبحُ يلثِمُهُ

أزهى من النجم في مُستغلِق الظُّلَم

إذا استمعتَ إليه، قلتَ من عجبٍ:

هذا حديثي أنا في نشوة الحُلُم..!

يا باعثَ السِّحرِ في ألفاظ شاعرهِ

حتى اسْتَحَلْنَ لِحاظًا، لا كلامَ فَم

لا تزوِ عينيكَ عنّي، أو تَمِلْ بهما

فإنَّ شِعري لكأسٍ منكَ جِدُّ ظَمِي !

كم جرَّعَتْني الليالي من عُصارتها..

في كأسيَ التقتِ الآمالُ بالألم

ألحاظُ عينيكَ أضواءٌ رأيتُ بها

فَرادِسَ الخُلْدِ في دوّارة العدم !

يا باعثَ السِّحرِ في شِعري.. إليكَ سَرى

في رِقّةِ الشدوِ، أو في خفقة النَّسَمِ

إنْ كنتُ في السفح قد نسَّقتُ جوهَرَهُ

فإنَّه يترقَّى أرفعَ القِممِ

فيه من الطير ترديدٌ وتمتمةٌ

في ماسة النُّور، أو في فحمة العَتَمِ

ومن زهور الرياضِ الغِينِ نَفْحَتُها

نقلتُها لكَ عطرًا طيِّبَ الفَغَمِ

ومن فتون الصَّبايا رقْصُهنَّ على

مسارح الموجِ في تيّارهِ العَرِمِ

يا باعثَ السِّحرِ! ما زال الشُّعاعُ لهُ

بقيةٌ تُجتلَى في ومضة الكَلِم

فرُدَّ مغربَ عمري فَجْرَ مشرقِهِ

ورُدَّ جَهْمَةَ دهري ثغرَ مُبتسِم

واسمعْ أناشيدَهُ تُتلى عليكَ، كما

تُتلى التسابيحُ في قدسيّة الحَرَم

حسن كامل الصيرفي (1908- 1984)، شاعر وصحفي مصري، من مؤسسي جماعة أبولو الشعرية، وهو محقق أدبي، ساهم في إصدار مجلة لها، وكان عضوًا في رابطة الأدب الحديث، وعضوًا في المجمع اللغوي في دمشق، إلى جانب عضويته في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وُلد في دمياط يوم 6 سبتمبر عام 1908م، وبدأ بتنظيم الشعر في سنٍ مبكرة منذ عام 1923م، وتلقَّى دراسته الابتدائيَّة والثانويَّة ثم غادر المدرسة ولم يكمل المرحلة الثانويَّة لظروفٍ قاهرة، ولكنَّه اسـتمرَّ في تثقيف نفسه بالقراءة والتمرُّن على كتابة الشِّعر، والتحق عام 1927م بوظـيفة في وزارة الزراعة، ثمَّ انتقل إلى سكرتارية رئاسة مجلس النُّوَّاب (مجلس الأمَّة فيما بعد) عام 1942م، وشغل بعد ذلك فيه إدارة الصحافة حتَّى أُحيل على التقاعُد عام 1968م.

من أبرز دواوينه الشعرية:"الألحان الضائعة، صدى ونور ودموع، عودة الوحي، شهرزاد، زاد المسافر،النبع، نوافذ، صلواتي أنا".