رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مائدة رحمن دليفرى».. مبادرة لإطعام الصائمين بمنازلهم لتخطى حظر التجمعات (صور)

مائدة رحمن دليفرى
مائدة رحمن دليفرى

تخطى عدد من القائمين على تنظيم موائد الرحمن عقبة العزل المنزلي بسبب فيروس كورونا المستجد، وظهرت فكرة توصيل طعام الإفطار إلى المحتاجين في بيوتهم، فيما عرف باسم «موائد الرحمن دليفري»، حتى لا تتسبب التجمعات التي تشهدها هذه الموائد في رمضان من كل عام في نقل العدوى بين مرتاديها.

بدأت الفكرة تتناقل بين الجمعيات الخيرية في الأحياء، حتى بدأت في تنفيذها أغلب الجمعيات التي اعتاد الصائمون على تناول طعام الإفطار فيها كل عام، لتكون بمثابة طقس مصري جديد أسهم في الحفاظ على العادات الرمضانية ومظاهر الشهر الكريم.

عكف مدحت حسني حامد، رئيس الجمعية على مكتبه يبحث عن مخرج لأزمة العزل المنزلي، فكيف سيحمي زوار مائدته السنوية من كوفيد 19، فطلب من الشباب المتطوعين بالجمعية إحضار دراجات هوائية أو بخارية، حتى من يمتلك منهم حصانًا فليحضره، وبدأ هو وفريق الطباخين في إعداد الطعام اللازم للمائدة من آذان الظهر حتى قبيل موعد الإفطار، وما إن تنتهي مرحلة الإعداد حتى يطلب من المتطوعين إحضار الأطباق البلاستيكية المستخدمة لحفظ الأطعمة.

اعتمد حسني على هذه الأطباق لتكون بديلًا عن الحضور للجمعية، وسلم كل شاب من المتطوعين مجموعة من الوجبات المغلفة والمعقمة، ومجموعة من الأسماء والعناوين التي تحتاج لهذه الوجبات، فعمله بالمنطقة لأكثر من 15 عامًا كان كفيلًا بأن يعرف مرتادي مائدته الخيرية كل عام، ويعرف أن يعيشون، فأرسل إليهم الوجبات حتى يرفع عنهم حرج المجيء إلى المائدة، وفي نفس الوقت يحميهم من الزحام الذي يتسبب بانتقال عدوى كوفيد- 19 الخطرة.

وفي كل يوم قبل أذان المغرب تنطلق قوافل الدراجات يقودها الشباب المتطوعون لنقل وجبات الإفطار، وجميعهم يرتدى الكمامات والقفازات الواقية، ويحمل في مقدمة دراجته الأدوات المعقمة والمطهرات، حتى يحمي نفسه ومن ستذهب إليهم الوجبات أيضًا.

يعتقد رئيس الجمعية الخيرية أن أمر إلغاء موائد الرحمن ليس كله شر، بل هناك بعض الجوانب الإيجابية، على رأسها توفير الأموال اللازمة لتأجير الأدوات اللازمة لتنظيم مائدة الرحمن ومنها أقمشة السرادق، والمقاعد والمنضدات الطويلة، ووسائل الإضاءة، فكل هذا تم توفيره وذهب لشراء المواد المطهرة والمعقمة، وتوفير الكمامات والقفازات الواقية، فبعض وسائل الحماية يستخدم داخل المطبخ وقت إعداد الطعام، والبعض الآخر يحمله شباب الدليفري خلال رحلاتهم إلى المناطق الفقيرة.

وفرت المبادرة على 90% من حضور مائدة الرحمن مشقة الوصول إلى مكان الطعام، وأصبح يصل إليهم كل يوم في ميعاد محدد، وتبقت نسبة 10% فقط ممن يحضرون يوميًا ويصطفون في طابور للحصول على وجبتهم الدافئة، بعد أن كان الجميع قد فقد الأمل في تنظيم هذه الموائد سواء القائمين عليها أو المحتاجين إليها.