6 أعوام من دفتر«الغيطاني».. رسام السجاد ونساج التراث
تمر علينا اليوم الذكرى الـ"75" لميلاد الأديب الراحل جمال الغيطاني ( 9 مايو 1945_18 أكتوبر 2015)، والذى ولد فى محافظة سوهاج، ويعد أحد أبرز كتاب الرواية العربية ومن علامات القصة الأدبية مستلهما شخوص أعماله من التراث المصري الحافل بالبطولات والأحداث.
1959 كان عام الميلاد الأدبى لـ"الغيطاني" وذلك بصدور أول قصة أدبية له حملت عنوان" نهاية السكير"، تبعها ما يقرب من 50 قصة أدبية نشرت له، إلا أن مسار الغيطانى أتجه لدراسة الرسم وفن تصميم السجاد الشرقي لمدة 6 سنوات وذلك عندما التحق بمدرسة العباسية الثانوية الفنية التي درس بها لثلاث سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان، وتخرج فيها عام 1962، عمل بعد ذلك في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجى رساما للسجاد الشرقى، ومفتشا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر حتى عام 1965، الامر الذى أتاح له ذلك زيارة معظم أنحاء ومقاطعات مصر في الوجهين القبلى والبحرى.
في أكتوبر 1966 أعتقل "الغيطاني" على خلفيات سياسية، وأطلق سراحه في مارس 1967، حيث عمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي وذلك إلى عام 1969م.
منذ عام 1969 أستطاع "الغيطاني" وطوال نصف قرن أن ينسج من التراث المصرى الحافل بالأحداث والوقائع لوحات زينة إنتاجه الأدبي والصحفي؛ حيث ساعده عمله مراسلا حربيا فى جبهات القتال لحساب مؤسسة أخبار اليوم، على أن يقف بقلمه على القضايا المجتمعية التى تؤرق المجتمع المصري، كما أستطاع أن يرسم بقلمه صورة حية لملاحم أبطال القوات المسلحة ميدانيًا من الجبهة، حتى أنتقل عام 1974 للعمل فى قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عاما وفى 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبى بأخبار اليوم، وقام الغيطانى بتأسيس جريدة أخبار الأدب فى عام 1993، حيث شغل منصب رئيس التحرير.
صدرت للغيطاني عشرات الكتب بين الرواية والقصة القصيرة وأدب الرحلات، أشهرها "الزيني بركات"»، التي تحوَّلت بعد صدورها إلى مسلسل تليفزيوني، و"أوراق شاب عمره ألف عام"، التي ذكر اسمها بأبيات الشاعر صلاح جاهين، و"هاتف المغيب و"كتاب التجليات"، و"وقائع حارة الزعفراني"
وتُرجمت العديد من مؤلفات الغيطاني إلى اللغات الأجنبية المختلفة، ومن أشهر أعماله "تجليات مصرية"، و"ملامح القاهرة في ألف عام"، و"وقائع حارة الزعفراني"، و"هاتف المغيب"، والمجموعة القصصية الشهيرة "يمام".
ورحل جمال الغيطانى عن عالمنا يوم 18 أكتوبر من عام 2015، فى مستشفى الجلاء العسكرى، بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة، ودخل على أثرها فى غيبوبة تامة.
