رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستشفى ذهب مع الريح!


رحم الله الأشقاء فى قطر ضحايا العائلة الضالة، التى تحكمهم بالوكالة، وأنعم بالشفاء على مصابى فيروس «كورونا المستجد»، الذين أصيبوا أيضًا، أو ثانيًا، فى انهيار مستشفى «حزم مبيريك العام»، وعليه العوض ومنه العوض، فى مئات الملايين من الدولارات التى نهبها الأتراك مقابل توسعة المستشفى، مرتين، والتى لم تمر ثلاثة أسابيع، على التوسعة الثانية، حتى ذهب مع الريح، وانهار بما فيه، على من فيه.
وكالة أنباء قطر نقلت عن وزارة الصحة العامة أن رياحًا قوية، بلغت سرعتها ٧٢ كيلومترًا فى الساعة، وأمطارًا غزيرة، تسببتا فى الانهيار، مشيرة إلى أن المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج من فيروس كورونا «كوفيد- ١٩» تم نقلهم إلى مستشفى راس لفان، وحاولت الوكالة التقليل من أعداد المصابين والمتوفين، واكتفت بالإشارة إلى إصابة ٢٣ أثناء عملية حماية ونقل المرضى، وزعمت أن «مؤسسة حمد الطبية» فتحت تحقيقًا فى كيفية وقوع الحادث. ثم نقلت عن حسين إسحاق، المدير التنفيذى للمستشفى، أن التعامل مع الحادث تم بجدية كبيرة!.
المستشفى، مستشفى حزم مبيريك العام، تم افتتاحه سنة ٢٠١٨، ومع بداية تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا فى قطر، تم تخصيصه لعلاج المصابين بالفيروس القاتل، والإعلان عن رفع قدرته الاستيعابية من ١١٨ سريرًا إلى ١٤٧ سريرًا، ولاحقًا، تحديدًا فى ١٠ أبريل الماضى، قيل إن الطاقة الاستيعابية زادت إلى ٢٦٧ سريرًا. ويومها، أعلن أحمد على المحمد، المدير الطبى للمستشفى، أن تخصيص هذا المستشفى ورفع قدرته يهدف إلى حماية باقى مستشفيات مؤسسة حمد، مع تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا.
مقطع فيديو رصد انهيار المستشفى انتشر بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعى، مع تعليقات تنتقد العائلة الحاكمة وتتهمها بالخيانة والمتاجرة بأرواح المواطنين، وفى تغريدة لافتة، استنكر فهد بن عبدالله آل ثانى، فى حسابه على تويتر، تكتُّم الإعلام القطرى على انهيار المستشفى وعدم الإفصاح عن الخسائر الناتجة عن ذلك الانهيار، كما هاجم «آل ثانى» الحكومة القطرية واتهمها بضخ المليارات إلى إيران وتركيا، وبالنص سأل: «هل توجد قناة واحدة أو حساب رسمى تطرّق لهذا الأمر؟ كم عدد الوفيات؟ مَن المسئول؟!»، واختتم التغريدة بتأكيده أن «المليارات لإيران وتركيا، والمرضى لهم مشاريع كرتونية»!.
على ذكر فهد آل ثانى، نشير إلى أن مبارك بن خليفة آل ثانى، وهو أيضًا أحد أفراد الأسرة الحاكمة فى قطر، قال إن القطريين الأصليين بمن فيهم أسرة آل ثانى يتألمون فى اليوم ألف مرة، لأن ما يقوم به النظام من حماقات لا يمثلهم ولا يرضيهم، ولا يعكس توجهاتهم نحو الشعوب العربية والخليجية. وأوضح «آل ثانى»، فى حوار نشرته جريدة «عكاظ» السعودية، أمس الأحد، أن ممارسات النظام القطرى، مرفوضة تمامًا من الشعب القطرى الأصيل، المغلوب على أمره، خاصة بعد أن وصل الأمر إلى إهانة النساء، واحتجاز الأطفال ومنعهم من التواصل مع آبائهم، الذين هربوا من بطش النظام الفاسد، مؤكدًا أن نظام الحمدين أصغر من أن يهز أمن مصر، التى سجلت مواقف تصب فى مصلحة العرب والمسلمين.
العائلة الضالة، التى تحكم قطر بالوكالة، تواصل أفعالها الإجرامية ضد شعبها وشعوب دول الجوار، بينما يواصل الوباء تفشيه، حاصدًا أرواح القطريين والأجانب المقيمين فى تلك الدويلة، وخلال ساعات سيكسر عدد المصابين حاجز الـ١٥ ألفًا، وهو رقم ضخم جدًا قياسًا بعدد السكان، وإضافة إلى ما سبق أن ذكرناه، فى مقال سابق، عن الظروف التى تعيشها العمالة الوافدة فى قطر، اتهم معهد الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكى، منذ ساعات، السلطات القطرية بسوء استغلال العمال، الذين ما زالت السلطات تحتجزهم فى ظروف بائسة بحجة مكافحة الفيروس، وأوضح تقرير نشرته جريدة «بيزنس ستاندرد» Business Standard أن قطر تجاوزت الولايات المتحدة وإيطاليا فى عدد المصابين بفيروس كورونا مقارنة بعدد سكانها.
فى تغريدة لاحقة، كتب أخونا الفاضل فهد بن عبدالله آل ثانى: فى قطر، بسبب سوء الأحوال الجوية، مستشفى ينهار وطائرة تصطدم بأخرى فى مطار الدوحة، تصوروا لو أن هذا الأمر حدث فى السعودية أو مصر أو البحرين أو الإمارات، كيف ستتعامل قنوات الحمدين الخبيثة «الجزيرة وأخواتها» مع الموضوع؟ كم برنامجًا سيتكلم ويحلل؟ كم مرتزقًا ستشترى كلماته؟
الإجابات معروفة طبعًا، ولن نضيف إليها غير الإشارة إلى أن الشعب القطرى الشقيق، لا مكان له على شاشة «الجزيرة»، ولا تلتفت إليه وسائل الإعلام القطرية، والتابعة، إجمالًا. وباستثناء العبيد، الغلمان، الذباب، المغيبين، أو بعض المقيمين «الهاربين» فى الخارج، لن تجد قطريين على شبكات التواصل الاجتماعى، إلا بأسماء مستعارة، خوفًا من بطش الإخوان، الأتراك، الإيرانيين، الإسرائيليين، وباقى من يستعملون العائلة الضالة التى تحكمهم بالوكالة.